رام الله - أ.ف.ب: يتوجه الرئيس محمود عباس "ابو مازن" اليوم (الاثنين) الى باريس ومنها الى واشنطن لحشد الدعم من اجل تحريك المفاوضات مع اسرائيل حول تسوية النزاع بعد مرحلة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة.

وهاتان الزيارتان هما المحطتان البارزتان من جولة تشمل ايضا الاردن ومصر واسبانيا.

في باريس التي سيزورها للمرة الاولى منذ انتخابه على رأس السلطة الفلسطينية في كانون الثاني، يعتزم عباس دعوة فرنسا للاستمرار في لعب دور ايجابي وفعال داخل الاتحاد الاوروبي دعما للقضية الفلسطينية وعملية السلام من اجل التوصل الى تسوية حقيقية، على ما اكد وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة. واكد القدوة الذي سيرافق عباس في جولته "نتوقع من فرنسا الاستمرار بالموقف الواضح المستند للقانون الدولي والمفاهيم الفرنسية حول العدالة والسلام".

وعبر عن امله في ان "يستمروا (الفرنسيون) في لعب دور ايجابي وفعال في اطار الاتحاد الاوروبي من اجل القضية الفلسطينية وعملية السلام وصولا الى تسوية حقيقية".

ومن المرتقب ان يتباحث محمود عباس اليوم (الاثنين) مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك وغدا (الثلاثاء) مع وزير الخارجية فيليب دوست بلازي.

وبالرغم من العلاقات الطيبة التي تربط تقليديا فرنسا والفلسطينيين فان مشاركة شركتين فرنسيتين بتنفيذ مشروع قطار يصل حيين استيطانيين في القدس الشرقية المحتلة بالقدس الغربية، قد تشكل موضع خلاف بين الجانبين.

وقد اعرب القدوة عن "قلقه العميق" من مشاركة شركتي "الستوم" و"كونكس" الفرنسيتين ضمن كونسورسيوم كلفته السلطات الاسرائيلية في 2002 تنفيذ مشروع ترامواي القدس الذي يصل الى حيي بسغات زئيف والتلة الفرنسية الاستيطانيين في القدس الشرقية المحتلة.

وستشارك "الستوم" و"كونكس" مع شركة اسرائيلية في تنفيذ المشروع الذي تقدر كلفته بحوالي 400 مليون يورو ويفترض ان يبدأ تشغيل الخط في 2008.

واكد القدوة ان هذه المسألة ستكون ضمن المواضيع التي سيطرحها رئيس السلطة الفلسطينية خلال زيارته لفرنسا. وقال ان "هذا يشكل مشكلة جدية لانه مخالف للقانون الدولي والحكومة الفرنسية عليها التزامات قانونية واضحة في هذا المجال".

وبعد فرنسا سيتوقف عباس في مدريد الثلاثاء لاجراء مباحثات مع رئيس الحكومة الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ووزير الخارجية ميغيل انجيل موراتينوس.

وينهي عباس جولته في واشنطن التي ينتظر ان يصلها الاربعاء على ان يلتقي الخميس 20 تشرين الاول الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض في لقاء هو الثاني بعد لقاء ايار.

وفي واشنطن حيث سيستقبل في البيت الابيض الخميس للمرة الثانية منذ ايار سيدعو عباس الى تدخل اميركي لدى اسرائيل من اجل التوصل الى تسوية "المسائل المعلقة بشأن قطاع غزة مثل المعبر (رفح) والمطار والميناء والركام (المستوطنات) والربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة"، حسبما اضاف القدوة.

وتابع ان المحادثات ستتناول ايضا "ما بعد غزة"، موضحا انه "نريد خطوات مماثلة في الضفة الغربية وتطبيق خارطة الطريق" خطةالسلام الاخيرة التي تنص خصوصا على قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وقال الوزير الفلسطيني ايضا "سنطالب ايضا بوقف الاستيطان وبوقف بناء الجدار (الفاصل) في الضفة الغربية". كما اكد ان عباس سيقاوم اية ضغوط اميركية محتملة لاستبعاد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من الانتخابات التشريعية المرتقب اجراؤها في كانون الثاني. وقال: "اننا ضد اي تدخل اجنبي في شؤوننا الداخلية بما في ذلك الانتخابات".

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس: "دعونا اسرائيل الى عدم التدخل في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لانها شأن داخلي وحسب النظام الاساسي لا يحق لاية جهة اجنبية التدخل في الشأن الداخلي" الفلسطيني.

من جهته اكد المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل ابو ردينة "سنشرح لبوش ما قمنا به من خطوات تتعلق بالانسحاب من غزة وما هي العقبات التي امامنا".

واضاف: "في آخر لقاء لنا مع بوش تم الحديث عن الانسحاب من غزة وضرورة ان يتم بهدوء وهذا حصل. الآن سيكون محور الحديث ما بعد غزة. غزة وحدها لا تكفي ولا بد من البناء على هذا التقدم الذي حصل على عدة محاور".

وذكر من هذه المحاور "اجراءات عملية لوقف النشاطات الاستيطانية وتطوير الاتصالات بيننا وبين الاسرائيليين الى مرحلة مفاوضات جدية لتطبيق خارطة الطريق واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافية وفقا لرؤية بوش".

وتابع ابو ردينة: "سنطالب باجراءات عاجلة للحفاظ على زخم عملية السلام مثل اطلاق المساجين وايقاف الاستيطان وايجاد حل لمعبر رفح دون وجود اسرائيلي".