رام الله ـ القدس العربي ـ اكدت مصادر فلسطينية امس ان اجهزة الامن تستعد لشن حملة كبيرة ضد الخارجين عن القانون في الاراضي الفلسطينية المحتلة التي تواجه حالة من الفلتان الامني، وذلك في وقت عبر فيه 88.5% من الفلسطينيين عن عدم رضاهم عن الوضع الامني في مناطق السلطة الفلسطينية.

وكشف استطلاع للرأي العام الفلسطيني ان 60.3% من المواطنين يطالبون بتشكيل حكومة فلسطينية قادرة علي ضبط الوضع الداخلي الفلسطيني في حين رأي حوالي 50% من أفراد العينة أن المسؤولية الأساس في حالة الانفلات الأمني تقع علي السلطة الوطنية.

ومن جهتها اوضحت وزارة الداخلية والامن الوطني امس بأنها ستبدأ قريبا بشن تلك الحملة ضد الخارجين عن القانون، وذلك لانهاء مظاهر الفوضي ووقف التعدي علي الاراضي الحكومية. واكد توفيق ابوخوصة الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ان هناك خططا يتم اعدادها والحشد لها لتنفيذ حملات شاملة لمواجهة كل اشكال التعديات علي القانون وملاحقة الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة.

واشار ابوخوصة الي الحاجة الفلسطينية لتنفيذ بعض الحملات المركزة والمكثفة في بعض المناطق الفلسطينية، ومنوها الي ان ملاحقة الخارجين عن القانون مستمرة الا انه في بعض الاحيان يكون هناك حاجة لحملات مركزة ومخصصة لبعض المناطق. واوضح ابوخوصة بان هناك سياسة لدي وزارة الداخلية والاجهزة الامنية للاستمرار في ملاحقة كل الخارجين عن القانون والذين يتجاوزونه سواء خدمة لمصالحهم الخاصة اوالعامة. وتأتي خطط وزارة الداخلية الفلسطينية لملاحقة الخارجين عن القانون في وقت وصلت فيه حالة الفلتان الامني الي درجات خطيرة في الاراضي الفلسطينية خاصة بعد ان اقدم احد الفلسطينيين قبل يومين علي خطف سلاح احد افراد الشرطة في قطاع غزة وملاحقته لمدة 24 ساعة قبل ان يتم اعتقاله.

واثناء هروب الشاب ببندقية الشرطي اصطدم مع دورية للشرطة وتبادل معها اطلاق النار مما أدي الي اصابة متسول لدي مروره في الشارع.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوة من الشرطة الخاصة اعتقلت امس الاول الشاب الذي يسكن مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. وأضافت المصادر أن الشاب استغل فرصة قيام أحد أفراد الشرطة بالصلاة في أحد مساجد المدينة مساء الثلاثاء وقام بسرقة بندقيته من نوع كلاشنكوف ولاذ بالفرار مشيرة إلي أن مطاردة ساخنة دارت في شوارع المدينة استمرت 24 ساعة.

وذكر العقيد أحمد أبونصيرة قائد قوات الشرطة في رفح أن الحادثة بدأت حين أقدم الشاب علي خطف سلاح شرطي أثناء تأديته الصلاة مشيراً إلي أن الشرطة طاردت المتهم وطوقت منزلا تحصن فيه. وتابع انه بعد أن فشلت كافة المحاولات لاقناع المتهم بتسليم نفسه وإعادة السلاح للشرطة تقرر اقتحام المنزل وتمكن المتهم من الفرار وحدثت مطاردة ساخنة في شوارع المدينة وسبب ذلك في وقوع حادث سير أدي إلي إصابة عدد من المواطنين قبل أن يتم إلقاء القبض عليه واسترجاع قطعة السلاح.

وتبين أن الشاب هو في الاصل شرطي فصل من الخدمة وقام بسرقة سلاح شرطي آخر احتجاجا علي رفض قيادة الشرطة اعادته الي مكان عمله. وجاءت المطاردة الساخنة لذلك الشاب في وقت تدور فيه اشتباكات مسلحة بين ابناء عائلتين في غزة منذ ايام وسط عجز السلطة عن وقف تلك الاشتباكات.

وعلم ان خمسة مواطنين اصيبوا بجروح مختلفة إثر تجدد الاشتباكات المسلحة بين عائلتي أبو طه والمصري، في منطقة البلد وسط مدينة خان يونس أمس الاول، وذلك بعد اقل من 24 ساعة علي اصابة 3 اخرين في تلك الاشتباكات.

وأفاد مصدر طبي في مستشفي ناصر بالمدينة، بأن خمسة مصابين بأعيرة نارية معظمهم من عائلة المصري وصلوا إلي المستشفي لتلقي العلاج، إثر وقوع اشتباكات مسلحة بين أفراد من عائلتي المصري وأبو طه، مبيناً أن معظم المصابين وصفت جراحهم بين المتوسطة والطفيفة.

يشار إلي أن أربعة مسلحين من عائلة المصري قاموا يوم الخميس الماضي بقتل المواطن شاكر أحمد أبو طه 30 عاماً بدم بارد وعلي خلفية خلاف شخصي. واندلعت الاشتباكات بعد تصادم أفراد من العائلتين قرب منطقة الشيخ ناصر وسوق الأربعاء المركزية شرق المدينة، وتبادل الأفراد، إطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة وسط حالة من الغضب والاستياء الشعبي العارم علي ما يجري من تدهور امني كبير. وما زالت أجواء التوتر والاحتقان تسود المدينة في ظل استمرار الصدامات المسلحة والملاحقات اليومية بين العائلتين الكبيرتين في خان يونس.

وأدانت القوي الوطنية والإسلامية في بيان صحافي الأحداث المؤسفة الأخيرة التي تشهدها خان يونس، واعتبرتها خروجاً وتجاوزاً للبرنامج الوطني والمصلحة العليا للشعب الفلسطيني، مطالبة السلطة الوطنية والأجهزة الأمنية بالقضاء علي حالة الفلتان الأمني وفوضي السلاح في الشوارع وتوفير مناخ آمن للمواطنين لتعزيز وحدة الشعب وتحقيق تطلعاته في دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

واستنكرت بشدة ما يحدث بين عائلتي المصري وأبو طه داعية السلطة الوطنية وأجهزتها التنفيذية لمتابعة هذا الموضوع وملاحقة الجاني الذي تسبب في مقتل شاكر أبو طه، وتقديمه للعدالة دون إبطاء، من أجل ردع كل من يحاول العبث بالنسيج الاجتماعي للشعب. وطالب البيان الأجهزة الأمنية بالكشف عمن يقف وراء هذه الجريمة النكراء وما تبعها من عمليات قتل وحرق وتخريب، مناشداً المواطنين كافة بالتحلي بالوعي والمسؤولية الوطنية للمساهمة في الوصول إلي حالة الأمن والاستقرار والهدوء. ودعا الجماهير والقوي والفعاليات إلي التصدي وبكل قوة لكل أشكال الخلافات الداخلية والعبث بالوحدة وتعريض حياة المواطنين إلي الموت والخطر، مناشدا الجميع حل الخلافات بالطرق الحضارية والديمقراطية وبالحوار والتفاهم بعيداً عن لغة السلاح وأخذ القانون باليد. والاشتباكات المسلحة بين عائلتين في خانيونس لا تختلف كثيرا عما يجري في باقي المناطق الفلسطينية حيث اصيب منذ يومين ثلاثة مواطنين بجروح،خلال احداث مؤسفة في حي الشيخ رضوان بغزة، وفي رفح. فيما اعتدي مسلحون بالضرب المبرح علي مدير ومعلمي مدرسة الزيتون الابتدائية. فقد اصيب مواطنان في شارع المخابرات مقابل حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة بجراح عرف منهم نبيل لبد ـ 48 عاما ـ جراء اطلاق النار عليه من قبل مجموعة مسلحة.

وقال السكان أن عدداً من سكان المباني تصدوا للمسلحين الذين أطلقوا النار في الهواء وباتجاه أقدام المواطنين مما أدي إلي اصابة المواطن نبيل لبد بجراح وأحد المارة بجروح، فيما اعتدي المسلحون بالضرب بأعقاب البنادق علي احد السكان ثم لاذوا بالفرار . وساد الحي حالة استياء وغضب شديدين بسبب الحادث . وأصدرت عائلة لبد في قطاع غزة بيانا وصفت فيه الفئة المهاجمة بالمأجورة والمستهترة بأرواح العباد حيث تستغل وظائفها العسكرية لبث الرعب في صفوف المواطنين . واتهمت العائلة في بيانها ان مطلقي النار هم عناصر تعمل في أجهزة الأمن الفلسطينية. وطالبت العائلة الرئيس محمود عباس بوضع حد للفلتان الامني وبأسرع وقت ممكن حفاظا علي ارواح المواطنين، ودعت الشرطة الي القيام بواجبها بالقبض علي المعتدين. وفي ظل استفحال حالة الفلتان الامني قام عدد من المسلحين بالاعتداء علي مدير ومدرسي مدرسة الزيتون الابتدائية بالضرب المبرح بالايدي وبأعقاب البنادق مما ادي الي اصابة عدد منهم بجراح ورضوض.