غزة ـ أ.ف.ب - رأي محللون فلسطينيون الجمعة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وجه امام الامم المتحدة خطابا تضليليا عندما اعلن تاييده بناء دولة فلسطينية مع مواصلة الاستيطان، وطالب السلطة الفلسطينية بجمع سلاح الفصائل بعد ان ترك قطاع غزة شبه مدمر بعد 38 عاما من الاحتلال المباشر.
واعتبر وزير التخطيط الفلسطيني غسان الخطيب خطاب شارون مخيبا للامال و يخلو من المصداقية بسبب التعامل الاحادي الجانب ومواصلة الاستيطان.
وقال الخطيب كنا نتمني بعد غزة ان يعلن استعداد اسرائيل للعودة الي المفاوضات الثنائية علي اساس تطبيق خارطة الطريق . وقال شارون الخميس في الامم المتحدة انه ليس لدي اسرائيل تطلعات لان تحكم الفلسطينيين كما ان من حقهم ان ينعموا بالحرية والسيادة الوطنية في دولتهم ، مع تأكيده مواصلة بناء الجدار العازل واعتبار القدس بشطرها الشرقي المحتل عاصمة لاسرائيل.
واعتبر شارون انه بات علي الفلسطينيين الآن ان يثبتوا انهم يريدون السلام ، وان يفوا بالتزاماتهم بالقضاء علي الارهاب وبناه التحتية .
وعلق وزير التخطيط الفلسطيني بقوله ان اسرائيل تطلب منا ان نتحمل مسؤولياتنا في حين ان حقيقة انها ابقت القطاع محاصرا وابقت سيطرتها علي التنقل تبقيها مسؤولة كقوة محتلة عن القطاع .
ويقول المحلل السياسي حسن الكاشف ان شارون يتظاهر امام العالم بانه مؤمن بدولة فلسطينية لكنه علي الارض يصمم حلا من طرف واحد يقوم علي انسحاب احادي من غزة ودولة الجدار في الضفة الغربية فيحتفظ باحتياجاته الامنية والاستيطانية المستقبلية ويترك لنا حلا من تصميمه ولا يقوم علي اساس الشرعية الدولية او حدود 1967 .
ويري المحلل السياسي طلال عوكل ان شارون القي خطاب علاقات عامة واصل فيه تضليل العالم من اجل تحقيق مكاسب كبيرة بدون ان يقدم علي الارض ما يستحق الحد الادني من المكافآت التي ينتظرها .
واضاف ان الحديث عن حق الفلسطينيين في دولة بالنسبة لشخصية مثل شارون لا يتطابق مع الواقع، فشارون ينسف هذه الدولة عبر جدار الفصل ومصادرة مساحات واسعة من الضفة الغربية وتهويد القدس .
وتابع ان شارون لا يمكنه ان يتحدث عن حق الفلسطينيين بدون مقومات علي الارض لان السياسة الاسرائيلية لا تؤدي الي تحقيق دولة ولا الي تحقيق سلام .
وقال طلال عوكل ان شارون يستخدم مفردات سلامية كأن يقول نحب ان تكون للشعب الفلسطيني دولة ويربط تقدم عملية السلام بشرط تعجيزي لانه مرتبط بتقييم شارون لمدي تحقق هذا الشرط وهو قد لا يقبل ابدا بأي معالجة فلسطينية لموضوع ما يسمي بالارهاب او السلاح .
ويلقي المحللون مسؤولية عجز السلطة الفلسطينية عن حل مشكلة السلاح علي اسرائيل نفسها.
ويقول عوكل في الواقع ترك شارون في قطاع غزة اسبابا كثيرة او اكثر من مزارع شبعا فلسطينية لتبرير وجود واستمرار المقاومة وحمل السلاح .
ويوضح قرار اقامة منطقة امنية بعرض 150 مترا داخل قطاع غزة في شماله مزرعة شبعا، وحدود قطاع غزة عند ايريز حيث تقدمت اسرائيل داخل الارض الفلسطينية كيلومترا ونصف عن خط الهدنة سنة 1948، والمعابر التي تسيطر عليها والمطار الذي ترفض تشغيله والممر الذي لم يحل بين غزة والضفة الغربية، كلها مزارع شبعا .
ويتابع ان اسرائيل اضعفت السلطة الفلسطينية عسكريا واقتصاديا وسياسيا، دمرت الاقتصاد وكل شيء في قطاع غزة ووضعت السلطة امام جبال من التحديات والهموم بدون اي مساعدة ولا امكانيات ثم تطالبها بان تحقق المستحيل .
واعتبر حسن الكاشف ان شارون يريد ان يوهم العالم ويتظاهر ان اسرائيل مهدد امنها بالفلسطينيين ليخفي حقيقة كبري انه دولة ذرية تتباهي بقوتها العسكرية. انه يعكس الحقائق فبدلا من ان يكون الفلسطيني مهددا تصبح اسرائيل مهددة . انها ذريعة لينتقص قدر ما يستطيع من حقوق الفلسطينيين وسيادتهم ويفرض الحد الاقصي من الشروط علي اي ارض او كيان فلسطيني .
ويوضح المحلل هاني حبيب ان المطلب الاسرائيلي المتعلق بسحب السلاح غير واقعي (..) وهو يستلزم توافقا داخليا فلسطينيا غير متوفر الآن .
واضاف نحن في مرحلة انتقالية مفتوحة تحتاج اعادة ترتيب الوضع الداخلي، ولا اتصور السلطة في وارد تنفيذ اي استحقاقات تمليها اسرائيل وخصوصا بشأن سحب السلاح .
واضاف هذا قد يتم في مرحلة لاحقة بعد الانتخابات التشريعية في 26 كانون الثاني، بانتظار تشكيل مجلس تشريعي جديد يضع اطارا توافقيا سياسيا وقوانين يكون من شأنها تنظيم المقاومة والسلاح .
ومن جهته، اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد في خطابه الاربعاء انه يتلزم التزاما تاما بالسلاح الواحد.
واضاف عريقات ان الوضع في غزة لم يأت نتيجة تفاوض وانما قرارات احادية الجانب، كثير من الامور حصلت دون علمنا وبالتالي نحاول كل جهد وفي نهاية المطاف سنتحمل كل المسوؤليات بما فيها الشق الامني .