الأمم المتحدة، نيويورك، 30 آب/أغسطس 2006 ـ يُعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن بالغ قلقه بشأن التقارير الأخيرة التي أفادت بوجود تأخيرات عند الحواجز الإسرائيلية بالنسبة للنساء اللائي يكن في حالة مخاض، مما أسفر عن حدوث ولادات اضطرارية على جانب الطرق، بل وحتى وفاة بعض النساء والمواليد. ويحث الصندوق على أن تتاح للمدنيين ذوي الاحتياجات العاجلة إمكانية الوصول إلى المرافق الصحية وعلى أن يُسمح للمنظمات الإنسانية بأن تعمل في حرية للتخفيف من معاناة الناس، خصوصاً النساء والأطفال.
وقد اضطر أكثر من 68 امرأة فلسطينية من الحوامل أن يلدن عند الحواجز الإسرائيلية خلال السنوات الست الماضية، مما ادى إلى 34 حالة سقط ووفاة أربع نساء، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
ويتضح من تقرير نشرته الوزارة مؤخراً أنه منذ بداية انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر 2000 كثيراً ما تمنع القوات الإسرائيلية النساء الفلسطينيات الحوامل وهن في مرحلة المخاض من الوصول إلى المستشفيات لكي يحصلن على العناية الطبية المناسبة. ونتيجة لذلك اضطُرت 10 في المائة من النساء اللائي كن يرغبن في أن يلدن في مراكز طبية إلى قضاء مدة تتراوح من ساعتين إلى أربع ساعات على الطريق قبل أن يصلن إلى مستشفى، بينما قضت نسبة قدرها 6 في المائة منهن أكثر من أربع ساعات. وقد كانت المدة المعتادة قبل الانتفاضة تتراوح من 15 إلى 30 دقيقة.
وقالت السيدة ثريا أحمد عبيد، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، "إن هذه الأرقام تُبرز ضرورة وضع نهاية، مرة واحدة وإلى الأبد، لأعداد النساء الفلسطينيات الحوامل اللائي يُحتجزن عند الحواجز الإسرائيلية. ومن الضروري على وجه السرعة تيسير حصول النساء الحوامل على الخدمات التي تُنقذ الحياة، وفقاً لما ينص عليه القانون الإنساني الدولي".
ووفقاً لتقرير الوزارة توجد حالياً 600 117 امرأة حامل في الأرض الفلسطينية، من بينهن 640 17 يعانين من صعوبات في الحمل نتيجة للافتقار إلى الرعاية قبل الولادة وبعدها. ويقول التقرير إن النقص في الرعاية الطبية أثناء وبعد الحمل هو ثالث سبب رئيسي للوفاة بين النساء الفلسطينيات في سن الإنجاب.
ويساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان النساء الحوامل على تجنب المعاناة عند الحواجز بتدريب العاملين في المجال الصحي وتزويدهم بمعدات للتوليد لكي يقدموا الخدمات اللازمة داخل مجتمعاتهم المحلية. كما أنه قام بتكوين أفرقة دعم مجتمعي محلية لمساعدة مقدمي الرعاية الصحية وللتوعية بتوافر خدمات التوليد.
وقد أدى آخر اجتياح عسكري إسرائيلي في قطاع غزة، وهو الاجتياح الذي بدأ في 28 حزيران/يونيه، إلى تفاقم معاناة السكان الفلسطينيين بوجه عام، ومعاناة النساء وصغار السن بوجه خاص. وكان الضرر الذي لحق بالبنية التحتية في غزة، ومن بينها مرافق الصحة والاتصال والنقل، ومصادر الكهرباء، واسع النطاق. ولم يعد باستطاعة المرافق والخدمات، ومن بينها المرافق والخدمات الصحية، أن تعمل على نحو سليم, وأصبح سكان القطاع البالغ عددهم 1.4 مليون بلا كهرباء.
ويواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان العمل مع شركائه على تزويد سكان غزة بالخدمات واللوازم الأساسية الخاصة بحالات الطوارئ. وهذا يتضمن ترميم المرافق الصحية، وشراء لوازم الصحة الإنجابية وغيرها من الأدوية اللازمة لدعم وزارة الصحة، وتقديم الخدمات النفسية والعيادية للنساء وأسرهن.
يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو وكالة إنمائية دولية، حق كل امرأة ورجل وطفل في التمتع بحياة تتسم بالصحة وبتكافؤ الفرص. ويقوم الصندوق أيضاً بدعم البلدان في استخدامها للبيانات السكانية اللازمة لسياسات برامج مكافحة الفقـر وللبرامج التي تمكِّن من أن يكون كل حمل مرغوباً، وكل ولادة مأمونة، وكل شاب وشابة خالياً من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وكل فتاة وامرأة تُعامل بكرامة واحترام.