القدس (اف ب) - قررت اسرائيل ليل الاثنين الثلاثاء توسيع هجومها البري في جنوب لبنان بعد ان استبعدت بشكل قاطع اي وقف لاطلاق النار في "الايام المقبلة".

واعلن حزب الله الشيعي اللبناني صباح الثلاثاء في بيان انه تصدى خلال الليل لمحاولات توغل قامت بها وحدات عسكرية اسرائيلية في جنوب لبنان.

وقال البيان "عند ساعات المساء تمكن المجاهدون من احباط محاولات عديدة قام بها جيش الاحتلال للتمركز عند مثلث عيتا الشعب-القوزح-رامية حيث اشتبك المقاومون مع القوة المتقدمة (..) ما اضطر العدو للانكفاء الى الوراء".

كما اشار البيان الى معارك عنيفة جرت ليلا شمال شرق عيتا الشعب في قطاع بلدات كفركلا والطيبة والعديسة التي اخليت من معظم سكانها من اجل السيطرة على مرتفع العويضة المشرف على البلدات.

الا ان الجيش الاسرائيلي نفى ان يكون مقاتلو حزب الله الشيعي اللبناني تصدوا لقواته في قطاع عيتا الشعب. وقال متحدث عسكري لوكالة فرانس برس "خلافا لهذه التاكيدات فان قواتنا تقوم بعمليات في القطاع" مشيرا الى ان العملية لم تسفر حتى الان عن سقوط قتلى او جرحى في صفوف الجيش الاسرائيلي. واضاف ان القوات الاسرائيلية تعرضت لاطلاق صواريخ هاون وقذائف صاروخية مضادة للدبابات في عدة قطاعات من جنوب لبنان.

وقالت الشرطة اللبنانية ان الطيران الحربي الاسرائيلي شن صباح الثلاثاء غارات على طرق تربط بين شمال شرق لبنان وسوريا.

وكانت الدولة العبرية اعلنت الاثنين تعليق عمليات القصف الجوي 48 ساعة اثر قصف بلدة قانا حيث قتل 57 مدنيا معظمهم من الاطفال. الا ان الجيش الاسرائيلي احتفظ بحق ضرب مقاتلي حزب الله.

وقال مسؤول في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان "الحكومة اعطت الضوء الاخضر لتوسيع العملية البرية في لبنان".

وذكرت صحيفة "هآرتس" على موقعها على شبكة الانترنت نقلا عن مصدر حكومي قوله ان هدف الجيش هو الانتهاء قبل الخميس من تدمير مواقع حزب الله الشيعي اللبناني على طول الحدود.

واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي الاثنين مجددا انه لن يكون هناك وقف لاطلاق النار "في الايام المقبلة" مؤكدا ان النزاع المستمر منذ 21 يوما سينتهي بانتهاء التهديدات لاسرائيل.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير دعا اولمرت الى ارسال قوة متعددة الجنسيات تتسم بالفاعلية الى لبنان قبل اعلان وقف لاطلاق النار.

ميدانيا وعلى الرغم من التعليق الجزئي للغارات الجوية قصف الطيران الحربي الاسرائيلي الاثنين مواقع لحزب الله. وقال الجيش الاسرائيلي ان هذه الضربات تهدف الى وقف تقدم جنوده في جنوب لبنان حيث جرت معارك عنيفة.

واعلن الجيش الاسرائيلي ايضا ان حزب الله لم يطلق الاثنين اي صاروخ على الدولة العبرية للمرة الاولى منذ بدء النزاع في 12 تموز/يوليو اثر خطف حزب الله لجنديين اسرائيليين.

وقال الجيش الاسرائيلي ان تعليق الضربات الجوية تقرر "ليتاح لسكان جنوب لبنان اخلاء المنطقة" بعد مأساة قانا. وقد انتهز عشرات الآلاف من اللبنانيين فرصة هذا الهدوء النسبي للفرار من الجنوب.

وكان قصف قانا الاحد الذي تسبب في سقوط اكبر عدد من القتلى منذ بدء الهجوم اثار احتجاجات واسعة في العالم.

وقتل جندي لبناني الاثنين في قصف بحري اسرائيلي شمال مرفأ صور بينما قتل سبعة من مقاتلي حزب الله. وعثر على 23 جثة على طرق في جنوب لبنان.

ووقعت اشتباكات عنيفة في جنوب لبنان بين وحدات اسرائيلية ومقاتلي حزب الله للسيطرة على تلة قرب الحدود في قطاع الطيبة.

ويسعى الجيش الاسرائيلي الى ابعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود ونزع اسلحتهم من اجل وقف استهداف شمال اسرائيل بالصواريخ التي اطلق حزب الله الفين منها منذ حوالى ثلاثة اسابيع.

وبلغت حصيلة ضحايا الهجوم الاسرائيلي حتى مساء الاثنين 548 قتيلا في لبنان بينهم 465 مدنيا حسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس.

وفي اسرائيل قتل 18 مدنيا بصواريخ اطلقها حزب الله و33 مدنيا في الهجوم الاسرائيلي في جنوب لبنان.

وادى النزاع الى نزوح اكثر من 800 الف شخص واجلاء عشرات الآلاف من الاجانب من لبنان.