غزة - استشهد امس فتى وامرأة فلسطينية و اصيب خمسة فلسطينيين آخرين بجراح ، فيما استشهدت طفلة متأثرة بجراحها لتنضم الى أمها و شقيقتيها اللواتي قتلن بقذيفة اسرائيلية سقطت على منزلهن .

وأفاد شهود أنه في حوالي الساعة 1:40 بعد الظهر، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل، شرق محافظة شمال قطاع غزة، عدة قذائف مدفعية باتجاه منطقة أبراج الندي، غرب بلدة بيت حانون حيث سقطت إحدى القذائف بالقرب من البرج رقم 8، وجراء تناثر شظاياها، قتل الفتى عارف أحمد أبو قايدة - 14 عاماً- أثناء تواجده في منزل جده القريب من البرج المذكور، فيما أصيب ثلاثة مدنيين آخرين بجراح، من بينهم امرأة من سكان مدينة رفح، كانت في زيارة لذويها في المنطقة، حيث أعلن عن استشهادها بعد ساعة من وصولها للمستشفى، وهي المواطنة ميرفت فايز أبو شرخ - 24 عاماً - أما المصابان فهما سامي عباس دربيه، 43 عاماً، وأصيب بشظايا في الصدر؛ وإياد صبري جندية، 30 عاماً، وأصيب بشظية في الخاصرة اليمنى.

يشار إلى إن منطقة أبراج الندى أصبحت هدفاً يومياً للقصف المدفعي الاسرائيلي، حيث أعلنت قوات الاحتلال الأسبوع الماضي عن استهدافها المباشر لتلك الأبراج، الأمر الذي أدى إلى رحيل أغلب سكانها عنها، حيث يسقط يومياً ما بين قتلى وجرحى في تلك المنطقة.

شهيدة متأثرة بجراحها

واستشهدت الفتاة سمية ابو عوكل -13 عاما - متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في 26-7-2006 جراء سقوط قذيفة أطلقتها المدفعية الاسرائيلية على منزلهم مما أدى الى استشهاد أمها وشقيقتيها من عائلة عوكل .

وكانت المدفعية الاسرائيلية قد قصفت حوالي الساعة 6:50 مساءً في 26-7 شرق بلدة جباليا حيث سقطت إحدى القذائف فوق منزل المواطن سمير عوكل، شرق شارع القرم ، شرق البلدة، مما أدي إلي إصابة زوجته أسماء علي عوكل، 32 عاماً بشظايا في الصدر والجسم، وأربعة من أطفالهما. نقلوا جميعاً إلى مستشفى الشفاء في غزة لخطورة حالتهم. وفي وقت لاحق أعلن عن وفاة الزوجة واثنين من أطفالها، وهما: شهد البالغة من العمر عاماً واحداً، وماريا، البالغة من العمر خمس سنوات. أما الطفلتان المصابتان فهما، أماني وسمية، 4 أعوام، 13 عاماً على التوالي .

وبذلك يرتفع عدد الشهداء الى 151 منذ بدء العدوان الاسرائيلي الواسع على قطاع غزة في 28 حزيران الماضي.

توغل في بيت لاهيا والشوكة

وقال شهود عيان أن حوالي عشر آليات اسرائيلية وأربع جرافات توغلت في منطقة نيسانيت المحررة شمال مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة تحت غطاء كثيف من إطلاق النار وواصلت توغلها نحو كيلو متر واحد ، مشيرين الى أن الآليات الاسرائيلية شرعت بعمليات بحث وتمشيط في المكان.

وأفاد شهود عيان أن قوة عسكرية كبيرة اسرائيلية معززة بعدد من الآليات العسكرية، اقتحمت فى منطقة الشوكة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وسط إطلاق نار كثيفا، تجاه منازل المواطنين، أدى إلى حالة من الهلع والخوف بين الاطفال.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن قصف موقع ناحل عوز العسكري شرق غزة بصاروخين و بلدة سديروت بصاروخ ومستوطنة نتيف عسرا بصاروخين و كيبوتس اسرائيلي شرق منطقة الفراحين شرق عبسان بخان يونس بصاروخين .

وأعلنت كتائب شهداء الاقصى، مجموعات الشهيد ايمن جودة، ووحدات شهداء الفتح الذراع العسكري لحركة فتح، وكتائب ابو علي مصطفى وحدة الشهيد اسماعيل السعيدني ، الذراع العسكري للجبهة الشعبية، مسؤوليتهما عن قصف بلدة سديروت بصاروخين مطورين. وقصفت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية، وكتائب المقاومة الوطنية الذراع المسلح للجبهة الديمقراطية سديروت بصاروخين محليين.

وقصفت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة »فتح« مستوطنة كفار عزة شرق قطاع غزة، والمجمع العسكري الاسرائيلي قرب مستوطنة كيسوفيم بثلاثة صواريخ من طراز الأقصى المطوّر. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسؤوليتها عن قصف منطقتي سديروت وكفار عزة بستة صواريخ .

اقتحام طولكرم

وفي طولكرم، أفادت مصادر امنية فلسطينية وشهود عيان أن قوة عسكرية اسرائيلية اقتحمت المدينة فجرا وشنت حملة مداهمات طالت عدة مؤسسات .

وقالت المصادر ان قوات الاحتلال اقتحمت المركز النسوي التابع للجنة زكاة طولكرم، ومقر مكتب الاصلاح والتغيير بالمدينة، وناديا رياضيا ومقر جمعية اصدقاء مستشفى الزكاة اضافة الى مسجد صلاح الدين وعبثوا بمحتويات هذه المؤسسات، وصادروا منها اجهزة كمبيوتر وملفات وذلك بعد خلع ابوابها الخارجية. واستنكر مصدر في حركة حماس اقتحام قوات الاحتلال لهذه المؤسسات ومصادرة ملفات واجهزة حاسوب من داخلها مؤكدا ان هذه المؤسسات هي مؤسسات انسانية خدماتية.

كما داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ايضا مركز الإعلام والدراسات الفلسطينية (ماس برس) وصادرت أجهزة الحاسوب والملفات . وفي تصريح صحفي، قال محمد شتيوي مدير المركز، إن قوة عسكرية كبيرة قامت بتكسير أقفال الباب الرئيس واقتحمت المكان وعبثت بمحتوياته وألقتها على الأرض بصورة همجية، ومزقت بعض الصور المعلقة على الحائط، كما أقدمت على تحطيم آيات قرآنية وإلقائها على الأرض.

وأكد شتيوي أن جنود الاحتلال صادروا (11) جهاز حاسوب تستخدم في الدورات التدريبية الإعلامية التي يعقدها المركز، وبعض الملفات، ومبلغ من المال يزيد عن (550) شيكلا كانت داخل احد مكاتب المركز لحظة اقتحامه.

واعتبر شتيوي هذا الاعتداء بأنه جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، والكلمة الحرة الصادقة، وتستهدف صوت الحق والحقيقة، مشدداً على أنه مهما فعل الاحتلال من تدمير وتكسير لن يثني الصحفيين عن قول الحقيقة الإعلامية والكلمة الأمينة، وفضح ممارساته وجرائمه بحق الإنسانية في كل مكان. هذا وتوافد الصحافيون في محافظة طولكرم بالاضافة الى مدير مكتب وزارة الاعلام معتصم عموص، ونائبه ذيب عمارة، إلى مقر المركز ونفذوا اعتصاماً احتجاجياً في مقر المركز استنكاراً لعملية الاقتحام والتخريب التي تعرض لها مركز (ماس برس)، وعبروا عن وقفتهم ضد كل إجراءات الاحتلال وممارساته بحق المؤسسات الوطنية والإعلامية، وطالبوا الهيئات والمؤسسات المعنية بقضايا الصحافة وحرية الراي بالتدخل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية بحق الصحافة والصحافيين الفلسطينيين.

وأصدر صحافيو طولكرم بياناً مكتوبا أدانوا فيه هذه العملية، وأكدوا أن ما قامت به قوات الاحتلال بحق الصحفيين ومؤسساتهم الإعلامية ووضعهم في دائرة الهدف إنما يدل على بشاعة الاحتلال في قتل الكلمة والصورة والرسالة، التي يحملها الصحافيون الفلسطينيون بأمانة وإخلاص.