حيفا 11-8-2006 وفا- كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم، أن 80% من الإسرائيليين يعتبرون أن إسرائيل لم تنتصر في الحرب على لبنان، ويفضلون الخيار الدبلوماسي على توسيع نطاق العمليات البرية.
وأشار 43% من أولئك، إلى أنه في مثل هذه الحرب لا يوجد منتصر ولا مهزوم وفق ما جاء في استطلاع رأي أجراه معهد " ديالوج" بإشراف بروفسور كميل فوكس من جامعة تل أبيب أمس وأمس الأول. وبين الاستطلاع، أن شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت هبطت من 75% إلى 48 %، وكذلك وزير الأمن عمير بيرتس انحسرت شعبيته بشكل لافت من 68 % إلى 37 %، في حين أبدى 73% من الإسرائيليين عدم رضاهم من معالجة الجبهة الداخلية المتعلقة بالمدنيين.
وأكدت "هآرتس" في قراءتها لنتائج الاستطلاع، أن استمرار الحرب ووقوع إصابات كبيرة في صفوف الجانب الإسرائيلي وتساقط "الكاتيوشا" و"حرب الجنرالات"، أدى إلى تآكل شعبية أولمرت و"بيرتس" وأعادهم إلى حالتهم غير المتألقة قبيل الانتخبات البرلمانية الأخيرة، في المقابل حافظت وزيرة الخارجية تسيبي لفني على شعبية واسعة 61 % إضافة إلى رئيس المعارضة بنيامين نتانياهو، الذي أعرب 58 % من الإسرائيليين عن رضاهم عن أدائه.
وأشارت الصحيفة، إلى أن نتانياهو حافظ طيلة الشهر الأخير على دعم الحكومة وامتنع عن توجيه انتقادات لها، رغم وجودها، مبينة أن نتانياهو حاز على شعبية فاقت شعبية قائد أركان الجيش دان حالوتس بـ11%، رغم حالة الحرب الراهنة.
واعتبر 53 % من الإسرائيليين، أن وجه الحرب كانت ستبدو مختلفة لو اعتلت قيادات ذات تجربة أمنية سدة الحكم في إسرائيل، وأن مكانة الجيش انخفضت بعيون الإسرائيليين، حيث أبدى 59% فقط عن رضاهم عن أدائه.
وكانت "يديعوت أحرونوت" نشرت استطلاعاً خاصاً بها، عكس صورة مختلفة وموجبة دعا فيه71 % من الإسرائيليين الحكومة إلى احتلال جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، فيما أكد 94 % منهم ثقتهم بالجيش.
واتفق الاستطلاعان على استياء أغلبية ساحقة من طريقة معالجة الحكومة للجبهة الداخلية المتعلقة بالمدنيين خلال الحرب. وفي ظل تواتر الأنباء عن احتمالات التوصل إلى صيغة قرار في الأمم المتحدة توقف العدوان على لبنان، لم ينتظر عدد كبير من المراقبين والمعلقين تطبيقه على أرض الواقع، موجهين سهام انتقاداتهم إلى الحكومة والجيش في إسرائيل.
واتهم بعض المراقبين الحكومة باتخاذ قرار متسرع، في حين أكد آخرون عدم تعلم إسرائيل شيئاً من تجربة حرب تشرين- أكتوبر عام 73 كما قال المعلق السياسي لـ" هآرتس" يوال ماركوس.
وقال المؤرخ جاي بيخور: إن إسرائيل اليوم تسودها ذات الأجواء التي أعقبت حرب تشرين عام 73، مشيراً إلى سلسلة الاخفاقات العسكرية والسياسية في الجانب الإسرائيلي، وذهب المعلق البارز أرييه شفيط إلى حد مطالبة أولمرت بالاستقالة، وهو ما دفع المذيع المعروف أمنون ليفي إلى التساؤل في مقال نشره موقع "واينت" التابع لـ" يديعوت أحرونوت" لماذا لم تستنفد خيارات الدبلوماسية، ولماذا تم تجاهل الإشارات الآتية من جهة سوريا.
وفي إشارة إلى تبوؤ عمير بيرتس عديم التجربة العسكرية لوزارة الأمن، قال المذيع "ونحن ننتظر كيف تحول الوزير الاجتماعي إلى ولد يلهو بلعبة على شكل دبابة؟".