بيروت (رويترز) - يناقش كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة نشر ودور قوة مُزمعة لحفظ السلام قوامها 15 ألف فرد بجنوب لبنان عندما يزور بيروت يوم الاثنين لأول مرة منذ الحرب بين اسرائيل وحزب الله.

ومن بين القضايا الأخرى التي من المُرجح بحثها رفع حصار جوي وبحري تفرضه اسرائيل على لبنان ومراقبة الحدود اللبنانية السورية لمنع تهريب السلاح وتبادل محتمل للسجناء بين اسرائيل وحزب الله.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في مطلع الاسبوع ان عنان الذي من المقرر ان يلتقي مع فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني ونبيه بري رئيس مجلس النواب يسعى الى تنفيذ قرار مجلس الامن 1701 بشكل كامل.

وأنهى القرار حربا استمرت 34 يوما بين اسرائيل وحزب الله في 14 اغسطس اب ولكنه وضع أيضا سلسلة من المطالب لاسرائيل ولبنان والمجتمع الدولي لم تنفذ بعد.

وحث القرار على إعادة فتح مطارات وموانيء لبنان التي تحاصرها اسرائيل منذ بدء الحرب وتأمين الحدود البرية اللبنانية لمنع تهريب السلاح.

ودعا القرار أيضا المجتمع الدولي الى تقديم قوات كافية للسماح للأمم المتحدة بزيادة حجم قوتها الحالية في لبنان المعروفة باسم قوات الطواريء الدولية في لبنان (اليونيفيل) من ألفي جندي الى 15 الف جندي.

وناقش عنان مساهمة الاتحاد الاوروبي في القوة الموسعة مع زعماء الاتحاد الاوروبي في بروكسل يوم الجمعة.

وقال ان فرنسا التي تعهدت بتقديم ألفي جندي ستقود القوة حتى فبراير شباط عندما تتولى ايطاليا التي تعهدت بتقديم ثلاثة آلاف جندي قيادة القوة.

وقال عنان بعد المحادثات"علينا الانتشار -أتعشم ذلك- في غضون الأيام القليلة المقبلة وليس الأسابيع القليلة المقبلة."

وصرح مساعد قريب للسنيورة بأن عنان سيطلع رئيس الوزراء اللبناني على نتيجة محادثات بروكسل.

وتابع لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "ولكن الحكومة ستضغط عليه أولا للضغط على اسرائيل لإنهاء حصارها للبنان لانه يشكل خرقا لقرار مجلس الامن 1701 ويهدد الاستقرار في لبنان."

وتقول اسرائيل ان الحصار ضروري لمنع وصول أسلحة الى حزب الله الى حين وصول قوة اليونيفيل الموسعة الى جنوب لبنان.

وخففت اسرائيل منذ انتهاء الحرب الحصار وسمحت للطائرات التجارية بالوصول الى بيروت ومغادرتها عن طريق العاصمة الاردنية عمان.

وتريد اسرائيل ان تشرف قوات الامم المتحدة على الحدود اللبنانية السورية الممتدة لمسافة 375 كيلومترا لمنع تهريب السلاح لحزب الله ولكن سوريا تقول ان مثل هذه الخطوة ستكون معادية وهددت باغلاق الحدود اذا حدث ذلك.

ومن شأن ذلك ان يعزل لبنان فعليا عن العالم الخارجي لان حدوده البرية الاخرى مع اسرائيل التي ليست له علاقات دبلوماسية معها.

ولا يدعو قرار مجلس الامن 1701 بشكل محدد الى انتشار قوات الامم المتحدة بمحاذاة الحدود السورية اللبنانية ولكنه يطلب من اليونيفيل مساعدة الحكومة اللبنانية "حسب طلبها" في تأمين حدود البلاد.

ومن المتوقع ايضا مناقشة الافراج عن أسرى اسرائيل وحزب الله ومن بينهم جنديان اسرائيليان أدى أسر حزب الله لهما في 12 يوليو تموز الى إثارة هذه الحرب.

ويُريد حزب الله مبادلتهما ببعض من آلاف من السجناء العرب في السجون الاسرائيلية ومن بينهم لبنانيون.

وقال عنان ان على الجانبين ان يقدما "تنازلات مؤلمة" كي يحققا ما يريدان.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الاحد ان اتصالات جرت قد تؤدي في نهاية الامر الى مفاوضات بشأن السجناء.

واضاف نصر الله في مقابلة مع تلفزيون (نيو تي.في) اللبناني الفضائي "خلال فترة وجيزة بدأت الاتصالات للتفاوض ويبدو ان ايطاليا تحاول الدخول في الموضوع والامم المتحدة مهتمة والتفاوض سيتم عبر رئيس (مجلس النواب نبيه) بري."

وقال مسؤول اسرائيلي يوم الأحد "لا توجد مفاوضات بشأن تبادل السجناء."

وبالاضافة الى زيارة بيروت من المتوقع ان يسافر عنان الى جنوب لبنان. وسيذهب الى اسرائيل يوم الثلاثاء ومن المقرر أيضا ان يزور سوريا وايران في إطار جولته في الشرق الاوسط.

وفي الوقت الذي تقف فيه الهدنة الهشة بين اسرائيل ولبنان صامدة الا أنه لا يبدو أن هناك نهاية وشيكة للعنف في الاراضي الفلسطينية حيث قال مسعفون وشهود ان غارة جوية اسرائيلية أسفرت عن مقتل أربعة من قوة الامن التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) خلال اشتباكات مستمرة في قطاع غزة يوم الاثنين.

وأكدت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي نبأ الضربة الجوية ولكن قالت انها تعلم فقط بمقتل ثلاثة أفراد بينهم اثنان قتلا فيما يبدو بنيران القوات الارضية في حين قتل الثالث بصاروخ أطلق من الجو.

وسقط هؤلاء القتلى الجدد في حي الشجاعية بمدينة غزة وهو معقل للنشطين الاسلاميين دخلته القوات الاسرائيلية يوم السبت مما رفع عدد القتلى هناك الى ثمانية في أعقاب مقتل أربعة اخرين هناك أمس بينهم نشطان.