رام الله (الضفة الغربية) (اف ب)- حملت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الجمعة حركة حماس مسؤولية فشل الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية واشترطت لاستئاف الحوار التزام الشرعية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية والشرعية الدولية.
وكان محمود عباس ابلغ اللجنة التنفيذية قراره وقف الحوار مع حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية وذلك خلال اجتماعها في مقر عباس في المقاطعة برام الله بهدف دراسة الخيارات المتوافرة أمام القيادة الفلسطينية بعد فشل الحوار مع حماس.
وشارك في الاجتماع رؤساء الكتل البرلمانية التابعة لمنظمة التحرير على ما افاد مراسل فرانس برس.
وفي بيان صدر اثر الاجتماع حملت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حماس مسؤولية فشل الحوار واعتبرت ان "الشروط التي تمسك بها ممثلو حماس خلال المشاورات تمنع قيام حكومة وحدة وطنية لانها تجعل الحكومة المقبلة ذات لون واحد يستأثر فيها طرف واحد بالمواقع الرئيسية".
واضاف البيان" عدا عن ذلك فان الحكومة ستفشل في كسر الحصار السياسي والمالي بسبب عدم التزام الشرعية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية والشرعية الدولية كمرجعية للحكومة وخصوصا ان جميع الاطراف اجمعوا على ان كسر هذا الحصار هو الهدف الاول لهذه الحكومة عند تشكيلها".
وتابع ان "اللجنة التنفيذية ترى ضرورة استئناف المشاورات الدستورية في الوقت المناسب ووفق الأصول لتشكيل حكومة كفاءات وطنية تقوم بدورها لمدة عام على الاقل بدعم من مؤسسات السلطة وذلك في إطار خطة لانقاذ الوطن ولاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية اقليميا ودوليا".
وشددت اللجنة على ان هناك شروطا لاستئناف الحوار الفلسطيني في مقدمها "القبول بالبرنامج السياسي الذي اعلنه الرئيس عباس عند انتخابه حتى تنتهي الازدواجية السياسية وتزال العقبات التي تعترض فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وحتى يثبت التزام جميع القوى برنامج منظمة التحرير ومقرراتها والتزاماتها".
ودعت عباس الى "التقيد بالاصول التنظيمية لتشكيل حكومة جديدة وخصوصا ضرورة استقالة رئيس الحكومة لتكليف رئيس حكومة جديد يقوم بالمشاورات السياسية والتنظيمية المطلوبة وفق ما ينص القانون الأساسي للسلطة الوطنية".
واكدت "اهمية تنفيذ هذه الخطوة قبل البدء باي حوار حول الحكومة الجديدة".
وكان عضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه نقل عن عباس قوله "قررت انهاء الحوار مع حماس ولن اكلف اي مسؤول بالحوار مجددا معهم بعد ان وصلت الى قناعة اننا وصلنا الى طريق مسدود ولا يوجد رغبة لحماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية".
وتابع "هناك ازمة حكم في السلطة الفلسطينية يعاني من اثارها شعبنا ويجب اخراج الشعب الفلسطيني من معاناته".
واضاف انه تم البحث في الاجتماع بعدد من الخيارات منها "الذهاب الى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة للسلطة الفلسطينية او اجراء استفتاء للشعب الفلسطيني او حل الحكومة".
واضاف عبد ربه انه تم تشكيل لجنة لدراسة كل الخيارات على ان تقدم توصياتها الى الاجتماع المقبل الذي سيعقد الاثنين المقبل.
من جهته اوضح مصدر مسؤول لوكالة فرانس برس انه "تم تشكيل لجنة من خبراء قانونيين لدراسة الجوانب الدستورية لاي خطة سيقدم عليها الرئيس وفق القانون الاساسي الفلسطيني".
وقال عبد ربه ان "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فشل تماما والرئيس رفض اليوم (الجمعة) عددا من الوساطات للعودة للحوار".
واضاف "نعتقد ان اي حكومة وحدة يجب ان يكون برنامجها السياسي متطابقا مع برنامج الرئيس عباس وبرنامج منظمة التحرير على ان تضم كل الاطراف وتسلم الحقائب السيادية فيها لشخصيات مستقلة".
واوضح ان "خيار حكومة الكفاءات الوطنية لا يزال الافضل".
بدوره قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عقب انتهاء الاجتماع ان الرئيس عباس ابلغ المجتمعين انه سيلقي كلمة مهمة خلال وقت قريب جدا يشرح فيها "تفاصيل ما جرى من حوارات مع حركة حماس والعقبات التي وضعتها حماس وادت لفشل الحوار".
وكان عباس اعلن الخميس في ختام لقائه مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في اريحا بالضفة الغربية ان المباحثات لتشكيل حكومة وحدة وطنية وصلت الى طريق مسدود.