عمان - اجرى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أمس محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي وصل الى عمان أمس في زيارة قصيرة استمرت ساعتين تلبية لدعوة اردنية. في غضون ذلك ابدى الملك عبد الله الثاني الذي اتصل هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) استعداده لرعاية اجتماع بينه وبين رئيس الوزراء اسماعيل هنية «لمناقشة السبل الكفيلة بانهاء الاحتقان السياسي بين حركتي فتح وحماس».
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي ان الملك عبد الله الثاني اكد في الاتصال مع ابو مازن ان «الاردن مستعد لبذل كافة الجهود لمساعدة الفلسطينيين على تجاوز خلافاتهم وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني». واضاف ان العاهل الاردني اكد ان «كل الخيارات مفتوحة بالنسبة للاردن بما في ذلك الدعوة للقاء في عمان يجمع ابو مازن وهنية».
وقال البيان الملكي ان الملك عبد الله الثاني اطلع ابو مازن «فحوى مباحثاته مع اولمرت»، موضحا انه «تم الاتفاق على مواصلة التنسيق مع السلطة الفلسطينية لبحث كافة السبل التي من شأنها تحريك العملية السلمية». وكان أولمرت قد وصل إلى الأردن بناء على طلب من الملك عبد الله الثاني في إطار الجهود التي يقوم بها لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وشدد العاهل الاردني خلال لقائه به على ضرورة أن يقوم الإسرائيليون بالدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين لإيجاد أرضية مشتركة مناسبة لإطلاق عملية السلام مجددا. وبين أن مفتاح الحل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي لن يكون إلا من خلال ترسيخ القناعة لدى الطرفين بأنهما شريكان في عملية لن تؤتي ثمارها إلا عبر طاولة المفاوضات وتنفيذ الالتزامات الدولية وصولا إلى تسوية دائمة ترتضيها الأجيال المقبلة وتدافع عنها.
وحذر الملك من أن إضاعة الوقت في إلقاء اللوم وتبادل الاتهامات بين الفترة والأخرى، والتردد في اتخاذ إجراءات تعزز من فرص السلام، ستدخل المنطقة في دوامة من العنف سيدفع ثمنها الجميع. ودعا الملك عبد الله الثاني إسرائيل إلى النظر بجدية وبإيجابية للمبادرة العربية للسلام التي وصفها بأنها تشكل أرضية مناسبة لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي على مختلف الجبهات.
من جانبه، استعرض أولمرت الخطوات التي يمكن لإسرائيل القيام بها في المستقبل القريب لإطلاق عملية السلام مجددا مع الفلسطينيين.
وقال إن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بحاجة اليوم لوقوف المجتمع الدولي معهما لتحقيق السلام أكثر من أي وقت مضى. (الشرق الأوسط).