أكد اسماعيل هنية، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن قيادة الحركة ستلتقي الرئيس محمود عباس فور وصوله إلى القطاع، موضحاً أنه سيتم خلال هذا اللقاء بحث صيغة وطبيعة الشراكة الوطنية المقبلة.
وأوضح هنية، في حديث مع عدد من الصحافيين، أن حماس ستجري مشاورات مع كافة الكتل البرلمانية التي فازت بالانتخابات خاصة الاخوة في حركة فتح، وكذلك مع عدد من الشخصيات ذات الاختصاص والصلة.
وفي معرض رده على سؤال لـ"الأيام" حول كيفية مواجهة "حماس" لمتطلبات المرحلة المقبلة في ظل عدم توفر أي ضمانات لاستمرار الدعم الخارجي، كشف هنية النقاب عن اتصالات وتطمينات تلقتها الحركة من عدد من الأقطار العربية منها المملكة العربية السعودية وقطر ولبنان واليمن والسودان وايران وباكستان، وجانب مصري، معتبراً "أن الشارع الفلسطيني ضخّم من حجم وأهمية المساعدات التي تصل للسلطة وكأن الشعب الفلسطيني شعب متسول يعيش على هذه المساعدات".
وقال: الولايات المتحدة تقدم لنا على مدار العام 70 مليون دولار والاتحاد الأوروبي يقدم ما معدله 320 مليوناً، في حين أن الايرادات التي يتم تحصيلها سنوياً من المعابر تقدر بـ 2ر1 مليار دولار، الأمر الذي يعني "أنه اذا تم ترشيد النفقات واعادة تقويم العمل في المؤسسات التابعة للحكومة فان الخير سيفيض على الشعب الفلسطيني"، لافتاً الى "وجود 15 ألف وظيفة وهمية في مؤسسات السلطة".
وتوقع هنية استمرار الدول والشعوب العربية بتقديم مساعداتها، منوهاً الى أن هذه المساعدات التي كانت تأتي عن طريق السلطة الوطنية ستتواصل في دعم حكومة الائتلاف الوطني القادمة، أما المساعدات الأوروبية، فاعتبر أن التجربة أثبتت أنه كلما كان الشعب بفصائله موحداً متمسكاً بحقوقه وثوابته فان الأطراف الأخرى هي التي ستتراجع.
ولفت الى أن تجربة حركة حماس عبر 18 عاماً في ادارة مؤسسات خيرية وتعليمية وصحية ونقابية أثبتت نجاحها، معتبراً أن من نجح في الماضي يستطيع النجاح في المستقبل، اضافة الى "أن ما يتوفر عند الساحة الفلسطينية من بدائل عربية وعمق اسلامي سيعزز من قدرة حماس على ادارة المرحلة". وأكد أهمية ما تتمتع به حركة حماس "من كفاءات وطاقات يفتخر بها على المستوى الفلسطيني، من أساتذة جامعات ومتخصصين وكفاءات، وفي الوقت نفسه تتمسك الحركة بمبدأ الوحدة الوطنية والشراكة السياسية".
ولفت الى أنه لم يصدر عن حركة فتح موقف رسمي بشأن عدم مشاركتها، وكل ما صدر كان عبارة عن تصريحات تناقلتها الفضائيات ووسائل الاعلام. وقال: نحن لم نسمع من الاخوة في حركة فتح موقفاً رسمياً حول عدم مشاركتهم في الحكومة، فنحن سنعرض هذا الأمر على حركة فتح، مؤكداً أن حركة حماس لا تنظر الى نسبة ما ستأخذه حركة فتح من حقائب في الحكومة المقبلة، وأن ما يهمها الوصول الى صيغة شراكة تكفل التعامل مع المرحلة المقبلة. وقال هنية ان ثمة مؤشرات الى استعداد فصائل فلسطينية للمشاركة في الحكومة0
وصرح لوكالة فرانس برس "هناك اتصالات وقنوات حول الحكومة" موضحا انه "وصلت اشارات من فصائل فلسطينية (لم يسمها) تبدي رغبتها في العمل المشترك وما زلنا في اطار بلورة المفاهيم والتصورات داخل حماس ومع الفصائل والشخصيات الاخرى". وردا على سؤال عن توجه حماس لتشكيل حكومة تكنوقراط وابعاد قادة الحركة من الواجهة، قال هنية ان "حماس آمنت بالشراكة السياسية وفتح الباب واسعا امام الطاقات والكفاءات لتعمل على انقاذ الوضع".
لكنه اضاف ان "الصيغ النهائية لم تحسم وما زلنا في طور بداية المشاورات مع كل الاخوة".
جريدة الأيام (01/02/2006).