وقع الجانب الفلسطيني ممثلا بوزير الخارجية الدكتور ناصر القدوة أمس في مقر رئاسة الوزراء في مدينة رام الله اتفاقية إنشاء منطقة فلسطينية صناعية في قطاع غزة مع عبد الله غول وزير الخارجية التركي. وأكد الجانبان أن المشروع يعتبر احد المشاريع الهامة التي تعمل الحكومة التركية على إنجازها بالتعاون مع الجانب الفلسطيني و الجانب الإسرائيلي «الذي سيوقع على الاتفاقية غداً»حيث سيساهم المشروع في خلق فرص عمل للفلسطينيين العاطلين عن العمل وإنعاش الوضع الاقتصادي. وعقد مؤتمر صحفي بعد مراسم التوقيع شارك فيه احمد قريع رئيس الوزراء وغول والقدوة بالإضافة إلي احمد هاشم الزغير رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية ورفعت حصار رئيس اتحاد الغرف التجارية التركية. وفي بداية المؤتمر رحب قريع بغول وثمن على دور تركيا المبادر الي هذا العمل الاقتصادي مشيرا إلى أن الفلسطينيين في أمس الحاجة له. وفي نفس السياق، أكد قريع انه تناول مع غول الأوضاع السياسية في القدس مؤكدا أن المدينة المقدسة مدينة فلسطينية محتلة والشعب الفلسطيني في القدس هم شعب رازح تحت الاحتلال الإسرائيلي وانه ليس جالية في الأرض الإسرائيلية ولهم الحق في ممارسة حقهم الانتخابي. وحذر قريع من وجود مؤامرة خطرة تستهدف القدس من خلال الحفريات التي تجري تحت المسجد الأقصى وإقامة كتيس يهودي بموقف الرئيس الراحل ياسر عرفات الرافض لان تكون هناك سيادة فوق اراضي القدس للفلسطينيين وتحت القدس لليهود في كامب ديفيد. وأكد قريع انه تناول موضوع القدس مع غول وانه على ثقة بمواقف الأتراك من مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية. ومن ناحيته، أكد غول أن هدف الزيارة هو التوقيع على اتفاقية إنشاء منطقة حرة للتجارة في غزة بدعم وتشجيع تركيا. وأشار غول إلى انه من خلال سعي الدولة الفلسطينية نحو الاستقلال فأن هناك أموراً اقتصادية وسياسية يجب أن تجد طريقا إلى الحل مشددا على تأييد تركيا منذ البداية وحتى الوقت الحاضر للفلسطينيين وطموحاتهم. وأشار غول إلي أن الاتفاقية التي سماها «اتفاقية أنقرة »تهدف لتشغيل الفلسطينيين العاطلين عن العمل ودعم الاقتصاد الفلسطيني مؤكداً أن الخطوة تمت بالتعاون مع الغرف التجارية في تركيا». ونوه غول بأن هناك حلولاً سياسية تطرح ولكن الحلول الاقتصادية لا تعطى اولويات، يقول غول: «في الوقت الذي يحاول فيه الجميع للوصول إلى حلول سياسية للأسف لا احد يحاول إعطاء اولويات للمشاكل الاقتصادية». وأعتبر غول المشروع خطوة هامة لإعطاء فرصة للاقتصاد الفلسطيني مؤكدا أن المشروع لن يستغله فقط إسرائيل وفلسطين وتركيا وإنما أيضا كل دول العالم. وشدد غول على أن المشروع لم يكن ليرى النور بدون دعم إسرائيل وفلسطين ودور الغرف التجارية التركية. ومن ناحيته، أكد القدوة على تقدير الجانب الفلسطيني للدعم التركي للاقتصاد الفلسطيني ولمشروع المنطقة الفلسطينية الصناعية. وفي رده على أسئلة الصحافيين، أشار القدوة إلي أن ما يجري من فوضى مسلحة في المناطق الفلسطينية خاصة في قطاع غزة هو أمر مسيء للشعب والمجتمع الفلسطيني و يخرب المشروع الوطني مشددا أن كافة قطاعات الشعب يدينون ذلك. أما في فيما يتعلق بالانتخابات، فأكد القدوة أن الانتخابات ستجري في موعدها في الخامس والعشرين من كانون الثاني الجاري وعلى ضرورة مشاركة الجميع وعدم منع أية جهة كانت من المشاركة فيها لضمان استمرار العملية الديمقراطية وخاصة في القدس. وفي نفس السياق، أشار غول إلي انه سيلتقي غدا الجانب الإسرائيلي وسيتم التطرق إلي مواضيع سياسية مؤكدا على دعمه لاستقلال الفلسطينيين. وحول موقف تركيا من تصريحات إسرائيل حول منع المقدسين من المشاركة في الانتخابات والحفريات تحت المسجد الأقصى، أشار غول إلي أن موقف تركيا معروف وان القدس إسلامية تخص كل المسلمين في العالم وان هناك هيئة عالمية عضو فيها تركيا تعمل ما يلزم لإرجاع الحقوق لأصحابها. وفي نفس السياق، تحدث رئيس اتحاد الغرف التجارية التركية رفعت حصار عن المشروع مؤكدا انه سيوقع المشروع مع الجانب الإسرائيلي ومشيرا إلي سعادته لبداية المشروع. وفي نفس السياقٌ، أشار الزغير الي أن الاتفاقية لا يمكن أن تتمشى في ظل الأجواء الإسرائيلية مشددا على أن السياسة ملازمة للاقتصاد. وأبدى الزغير دهشته من إغلاق اسرائيل للمؤسسات الفلسطينية في القدس العربية موضحاً فرض قيود اسرائيلية على المعاهد ومنع معلمي المدارس والجامعات والأطباء من الوصول بحرية الى أماكن عملهم. وأعرب الزغير عن أمله في أن تعمل تركيا على المستوى السياسي من أجل تمكين الفلسطينيين من تصريف أمورهم بشكل طبيعي. جريدة القدس (01/05/2006)