غزة - لاتزال أجواء التوتر تسيطر على قطاع غزة بعد التصعيد الذي شهدته الأيام الأخيرة بين حركتي فتح وحماس.
وأقامت فتح اليوم الأحد مهرجانا كبيرا في ملعب اليرموك بغزة بمناسبة الذكرى الثانية والاربعين لانطلاق الحركة بمشاركة الآلاف من أنصار الحركة.
وقد القى محمد دحلان، احد كبار المسؤولين في حركة فتح، كلمة في الجماهير ندد فيها بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقوتها التنفيذية.
وهاجم دحلان القوة التنفيذية التي شكلتها الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس بقوة واصفها إياها بـ"قوة القتلة"، وبأنهم "لن ينجو من العقاب."
وتأتي هذه المظاهرة بعد يوم من مطالبة عباس بدمج القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية على الفور ضمن قوات الأمن الفلسطينية.
وكانت حماس، التي تقود الحكومة الفلسطينية، عبرت عن معارضتها لتعليمات عباس تلك، واضافت بانها ستضاعف من عدد مسلحيها.
وقال قائد ألوية صلاح الدين التابعة لحماس، ويدعى ابو عبير، لبي بي سي العربية انهم لن يسمحوا لاي طرف بالمساس بالقوة التنفيذية.
وفي الضفة الغربية، تظاهر حوالي 400 فلسطيني يوم الاحد في شوارع نابلس ضد الاقتتال الداخلي في غزة، الذي اودى بحياة 16 شخصا خلال خمسة ايام.
وردد المتظاهرون شعارات مثل "لا للاقتتال الداخلي"، وحملوا شعارات مثل "الاقتتال الداخلي هو المسمار الاخير في النعش الفلسطيني".
تردت العلاقات بين فتح وحماس كثيرا في الاونة الاخيرة وكان ثلاثة فلسطينيين قد قتلوا وجرح تسعة آخرون السبت في اشتباكات بين عائلتين في مدينة غزة.
وقالت وكالة اسوشييتد برس ان القتلى الثلاثة ينتمون الى عائلة تعتبر مناصرة لحركة حماس وقتلوا على ايدي عناصر من عائلة مؤيدة لفتح.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان ان العائلة المؤيدة لفتح سبق ان اختطفت عشرة من انصار حماس في الايام الاخيرة.
وفي الوقت ذاته اكد متحدث باسم حركة حماس معارضة الحركة لاوامر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لدمج القوات التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية على الفور ضمن قوات الامن الفلسطينية.
واضاف احد مسؤولي "القوة التنفيذية" ويدعى اسلام شهوان "بدلا من ذلك فاننا سنضاعف عدد هذه القوات من خمسة آلاف الى 12 ألفا".
وكان عباس قد قال ان القوات التنفيذية التابعة لحماس غير شرعية.
واوضح ممثل عن الرئيس الفلسطيني إنه مازال يريد تسوية النزاع مع حكومة حماس سلميا.
ومن جهة اخرى صرح خالد أبو هلال المتحدث باسم وزير الداخلية سعيد صيام العضو البارز في حماس بأن تصريحات عباس "مرفوضة لأن القوة التنفيذية مؤسسة بقرار من الحكومة الفلسطينية ولا تحل إلا بقرار من هذه الحكومة" محذرا من أن يتم المساس بهذه القوة.
واضاف ابو هلال ان اعتبار محمود عباس القوة التنفيذية غير شرعية يمثل ضوء اخضرا لاستهداف رجال حركة حماس الذين سيردون على ذلك بالقوة.
وجاء إعلان عباس يوم السبت بان القوات التنفيذية غير شرعية بعد يومين من قيام تلك القوة بمهاجمة منزل عقيد في الأمن الوقائي الفلسطيني التابع لمحمود عباس وقتله مع أربعة من حراسه وجرح زوجته.
وكان المهاجمون يعتقدون أن بعض حراس العقيد ضالعون في قتل أحد زملائهم في اشتباك سابق وقع بين الجانبين.
وقال بيان صادر عن مكتب الرئاسة الفلسطينية إنه "في ظل الفوضى الأمنية المتواصلة وعمليات الاغتيال التي طالت بعض مقاتلينا، وفي ضوء فشل الهيئات والأجهزة الأمنية الموجودة حاليا في فرض القانون والنظام وحماية المواطنين فقد قرر الرئيس محمود عباس إعادة هيكلة القوات الأمنية وقيادتها واعتبار القوة التنفيذية التابعة لحماس، وضباطها وعناصرها خارج إطار الشرعية والقانون."
ونقل عن عباس قوله أيضا "إن القوة التنفيذية غير شرعية طالما لم تندمج في إطار القوات التابعة لوزارة الداخلية."
كما يأتي قرار عباس بحل القوة التنفيذية رغم اللقاء الأخير الذي جمعه برئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية ودعوتهما لوقف الاقتتال الداخلي والحيلولة دون تصعيده.- بي.بي.سي -