أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية توفيق أبو خوصة أنه بدأ اعتبارا من صباح اليوم نشر نحو 13 ألف شرطي ورجل أمن في محيط مراكز الاقتراع لتأمين عملية إجراء الانتخابات التشريعية المقررة غدا.

وقال أبو خوصة إن الشرطة وقوات الأمن ستتصدى لأي محاولة شغب وتخريب داخل مراكز الاقتراع أو قربها وستمنع أي مسلح من الدخول لهذه المراكز.

يأتي ذلك في وقت انتهت فيه الحملات الانتخابية للمرشحين حسب قانون الانتخابات الفلسطيني. وتتنافس 11 كتلة سياسية على مقاعد المجلس التشريعي البالغة 132 مقعدا، وسيتم انتخاب نصف النواب حسب التمثيل النسبي والنصف الآخر حسب الدوائر.

وفي مدينة القدس كبرى الدوائر الانتخابية الفلسطينية يتنافس زهاء 39 مرشحا من مختلف الفصائل الفلسطينية على ستة مقاعد.

وتمنع إسرائيل غالبية المرشحين من الدعاية الانتخابية داخل حدود البلدية للقدس بحجة أنهم لا يقيمون فيها، كما يقوم الاحتلال بتمزيق ملصقات المرشحين الآخرين والاعتداء على التجمعات الانتخابية وضرب المتواجدين فيها بما في ذلك المرشحون. التعامل مع حماس الاستعداد للانتخابات يتزامن مع تزايد التأكيدات الإسرائيلية والغربية بعدم التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حال انضمت للحكومة الفلسطينية الجديدة.

وفي هذا الإطار تعهد زعيم حزب العمل الإسرائيلي عمير بيرتس عدم التفاوض مع حماس ما دامت تدعو إلى تدمير إسرائيل ولا تنبذ ما سماه العنف.

وأعرب بيرتس عن تأييده لفصل كامل مع الفلسطينيين في حال تسلمت حماس السلطة بعد الانتخابات ودون أن تتخلى عن هدفها بتدمير إسرائيل، موضحا أن هذا الأمر من شأنه أن يتيح لإسرائيل (التخلي) عن مستوطنات معزولة في الضفة الغربية مع الاحتفاظ بمجمعات كبيرة من المستوطنات.

من جهتها أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن بلادها متمسكة برفض التعامل مع حماس, مشيرة إلى أن أي مناقشات تجريها واشنطن مع أي حكومة جديدة، ينبغي أن تكون مع سلطة ملتزمة بما أسمته "المسار السلمي".

وأضافت رايس أنه "ليس من الممكن أن تكون هناك قدم في الإرهاب والقدم الأخرى في السياسة" على حد تعبيرها.

لم يختلف الموقف البريطاني كثيرا عن موقف واشنطن، حيث استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن يتفاوض الغرب مع حماس في حال انضمت إلى حكومة فلسطينية محتملة، إذا لم تنبذ الحركة ما وصفه بـ"الإرهاب".

في المقابل خففت حركة حماس موقفها حيال احتمالية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل.

وقال القيادي بالحركة محمود الزهار قبيل انتهاء الحملة الانتخابية إن المفاوضات وسيلة، وإذا كان لدى إسرائيل ما يمكن أن تقدمه في موضوع وقف الاعتداءات والانسحاب وإطلاق سراح المعتقلين, ففي هذه الحالة يمكن إيجاد ألف وسيلة للتفاوض، حسب تأكيده.

الجزيرة (01/24/2006).