الدانمارك- من ناصر السهلي - على مدى 3 أيام أقيمت خيمة إعتصام أمام المجلس البلدي في مدينة آرهوس الدانماركية حيث شملت على عرض العشرات من الصور عن الخروقات الاسرائلية بحق المدنيين الفلسطينيين... كما شملت خيمة الاعتصام على جمع مئات التواقيع التي تهافت الشعب الدانماركي لتوقيع العريضة الموجهة لرئاسة الحكومة الدانماركية ووزير الخارجية والتي تدعوهم لتحمل مسؤولياتهم تجاه إستمرار العدوان المستمر وإستهداف البنية التحتية للشعب الفلسطيني..
لوحظ إقدام مفكرين وساسة وفنانيين وعوائل دانماركية بالتوقيع على تلك العريضة ، كما لوحظ تطور في فهم الشعب الدانماركي لقضية الاسرى وذلك من خلال التعليقات والنقاشات التي حفلت بها هذه ا لخيمة الاعتصامية من كافة الفئات العمرية... حتى أن بعض السائحين الامريكيين الذين تصادف وجود باخرتهم في هذه المدينة جذبتهم الصور المعروضة والحقائق التي تقارن بين عدد الاسرى الفلسطينيين وذلك الجندي الذي يستخدم كمبرر للعدوان حيث وقع هؤلاء على العريضة وهم يشددون على أن الادارة الامريكية لا تحظى بدعم كل الشعب الامريكي في موقفها الداعم للمارسات الارهابية المنظمة لجيش الاحتلال...
المئات من التواقيع وحالة النقاش التي عمت الخيمة دللت على مدى التطور الذي يشهده الرأي العام مع إشتداد الحملة على الشعب الفلسطيني وأصر بعض الموقعين على العريضة على ترابط القضيتين العراقية والفلسطينية...
ربما تكون خيمة الاعتصام التي نُصبت في وسط العاصمة الثقافية الدانماركية عن جهد متواضع وفردي لمخاطبة العقل الغربي وفق الطريقة التي يفهم بها ما يجري... لن نسترسل بما باح به بعض الموقعون عن الدولة الصهيونية ، ومن بعضها الجرأة التي وصل فيها طرح الانسان العادي في تأنيبه للسياسة الاوربية عن الخطأ التاريخي في بناء الدولة الصهيونية على أنقاض الحق الفلسطيني بدلا عن حل المشكلة اليهودية في أوربا حيث تم إختلاق هذه المشكلة...
ان هذا العمل المنظم الذي جرى ويجري على الساحة الاوربية وتطرق وسائل الاعلام لتفاصيل ما يجري من كوارث إنسانية تعتبر حالة من حالات التراكم التي يمكن لها أن تؤدي في فترة قادمة إلى إحراج السياسي الاوربي الصامت أحيانا والقابل بمثل هذه الممارسات... ووفق اللعبة الديمقراطية وتطرق وسائل الاعلام لمثل هذه التحركات يمكن له، لو ترافق مع تحرك عربي منظم أن يؤدي إلى قلب معادلة التأييد البديهي لدولة الاحتلال... فما أحوج الشعب الفلسطيني ليستفيد العرب من مناخات شلال الدم الفلسطيني.. بدل الوقوف على الحياد الصامت والمتواطؤ أحيانا ...