ينصب التركيز هذا العام، في اليوم العالمي للسكان، على الشباب. فمن البنت التي تبلغ من العمر 10 سنوات إلى الشاب الذي يبلغ من العمر 24 سنة تختلف الاحتياجات وتتباين الثقافات. ومع ذلك يريد الشباب في مختلف أنحاء العالم أن يُستمع إليهم وأن يشاركوا.
فلديهم من الأفكار والتصميم والطاقة ما يكفل التعجيل باتخاذ تدابير فعالة للحد من الفقر وعدم المساواة. وفي كل منطقة يقوم الشباب بنشاطات تتعلق بالحماية من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والتفاعل مع غيره من القضايا التي تهدد صحتهم وتعليمهم وفرصهم في المستقبل.
فالشباب يريدون أن يبقوا سالمين وموفوري الصحة. ويريدون فرصة لمستقبل أفضل. ويقولون لنا بشأن الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية: "يقول الكبار إننا صغار يجب ألا نعرف؛ ونقول إننا صغار يجب ألا نموت". وفيما يتعلق بتنظيم الأسرة يقول لنا الشباب: "ينبغي أن يتحمل الرجال المسؤولية مع النساء". وفيما يتعلق بالصحة الإنجابية، يقولون لنا: "إن الشباب بحاجة إلى هذه المعلومات. فهي تشكل حياتنا وتؤثر على مستقبلنا".
ومع ذلك، نجد حالياً أن الملايين من الشباب مهددون بالفقر والأمية ومخاطر الحمل المبكر والولادة وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. واليوم، نجد أن أكثر من 500 مليون شخص تتراوح أعمارهم من 15 إلى 24 عاماً يعيشون على أقل من دولارين يومياً؛ ونجد 96 مليون شابة في البلدان النامية لا يقرأن أو يكتبن؛ ونجد 14 مليون مراهقة تتراوح أعمارهن من 15 إلى 19 عاماً يصبحن أمهات كل سنة. وفي كل يوم يصاب 000 6 شاب بفيروس نقص المناعة البشرية.
وهذه التحديات تمثل لُب الأهداف التي حددها زعماء العالم من أجل الحد من الفقر وتحسين الصحة وتأمين الرفاه. ومن الواضح أن الغايات الإنمائية للألفية لن تتحقق ما لم يُشرك الشباب إشراكاً نشطاً في عملية وضع السياسات والبرامج، وما لم تُسمع أصواتهم، وما لم تُلب احتياجاتهم، وما لم تُحترم حقوقهم.
ويناصر صندوق الأمم المتحدة للسكان حق الشباب في التعليم والصحة والعمل. ونحن ندرك بأن الاستثمار في الشباب يعزز النمو الاقتصادي والاجتماعي. وأساس هذه الجهود إبقاء الفتيات في المدارس، وبناء المهارات الحياتية، وتأخير الزواج والحمل إلى مرحلة الرشد، والوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. ولدى الشباب القدرة على دفع عجلة التنمية إلى الأمام. وبمناسبة اليوم العالمي للسكان، دعونا نركز اهتمامنا على الشباب وننتهج سبلاً جديدة للعمل سوياً كشركاء في التنمية. ومع أنه كثيراً ما يقال إن الشباب هم المستقبل، من الصحيح أيضاً أن الشباب هم الحاضر وأن قيادتهم ينبغي دعمها الآن. وكما قال شاب متطوع من مثقفي غيره من الشباب ـ الأقران ـ "إننا نخلق المستقبل وهو عظيم".
السيدة ثريا أحمد عبيد/ المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان - مفتاح 11/7/2006 -