نقلت قناة الجزيرة عن وكالة الصحافة الفرنسية عن "شهود عيان" أن "عشرات المدنيين" قتلوا في غارات شنتها الطائرات والسفن الإسرائيلية ودمرت خلالها عشرة منازل في قرية صريفا التي تبعد حوالي 30 كلم إلى شمال شرق مدينة صور بجنوب لبنان.
في غضون ذلك، واصل واصل الطيران الحربي الإسرائيلي الليلة الماضية قصف الضاحية الجنوبية في بيروت, في محاولة لعزلها, مستهدفا مناطق المطار والشويفات والحدث.
وذكر مراسل الجزيرة في بيروت أن الطيران استهدف شاحنات بتقاطع غاليري سمعان, وهي نقطة تتجمع فيها الشاحنات عادة قبل الانطلاق إلى طريق الشام.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أربع شاحنات في البقاع شرق لبنان, بدعوى أنها قادمة من سوريا تحمل أسلحة وذخائر لحزب الله.
وخلفت عمليات القصف المكثف يوم أمس ما لا يقل عن 50 قتيلا وحوالي 90 جريحا, ليبلغ إجمالي القتلى منذ بدء العدوان قبل سبعة أيام حوالي 225 قتيلا قبل مجزرة الليلة, أكثر من عشرهم من الأجانب, إضافة إلى 500 جريح.
الجيش اللبناني فقد 23 من أفراده في القصف (رويترز) جبيل لأول مرة وتوسع القصف الإسرائيلي ليشمل لأول مرة مدينة جبيل الساحلية شمال بيروت, كما استهدف بلدة العديسة ومناطق متفرقة من البقاع بينها بعلبك وزحلة, حيث دمرت شاحنتان محملتان بالخضار, وضربت نقاط حدودية مع سوريا وطرق تربط المنطقة ببيروت.
وإضافة إلى البنى التحتية من طرقات وجسور, شمل القصف نقاط الجيش اللبناني, رغم أن إسرائيل تقول إنها تريد أن يبسط سيطرته على الجنوب تطبيقا للقرار 1559.
فقد قتل 11 جنديا وجرح 40 في قصف لثكنة للجيش في الجمهور جنوب شرق بيروت, ليرتفع إجمالي قتلى الجيش اللبناني إلى 23 قتيلا و64 جريحا.
وفي وقت أعلن فيه حزب الله استشهاد مقاوم خامس, واصلت صواريخ الكاتيوشا سقوطها على 12 مدينة وبلدة إسرائيلية بينها طبرية وصفد وحيفا وعكا والجليل مخلفة قتيلا و14 جريحا.
إسرائيل قالت إن وتيرة هجمات الكاتيوشا تناقصت مقارنة بالأيام الأولى (الفرنسية) وقد اعتبر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز أن وتيرة القصف بدأت تنحسر, بعد سقوط 1500 قذيفة كاتيوشا في موجات القصف الأولى.
الجنوب المعزول
أما بالجنوب فواصل الطيران والمدفعية الإسرائيلية دك قرى الشريط الحدودي، الذي يعاني أهاليه نقصا حاد في المواد الغذائية والطبية إلى حد عجزهم عن مداواة جرحاهم.
وفي تطور نوعي ذكر مراسل الجزيرة في بيروت أنه قد أعلن عن تفكيك شبكة عملاء كانت تدل الطيران الحربي على مواقع في العمق اللبناني لضربها.
وأضاف المراسل أن شبكة العملاء كانت تستعمل هواتف متطورة وأجهزة تبث أشعة ليزر للتدليل على الأهداف.
نصف مليون مشرد
وقد بات الوضع الإنساني مقلقا وكارثيا، حسب ممثل اليونيسيف في بيروت روبيرتو لورنتي الذي قال إن نحو نصف مليون شخص شردوا حتى الآن, في حين ذكر منسق المساعدات الإنسانية يان إيغلاند أن الأمم المتحدة ووكالاتها ستسحب الموظفين غير الأساسيين وأفراد الأسر, دون العاملين بجهود الإغاثة الذين سيعزز عددهم.