رام الله (الضفة الغربية) (اف ب)- اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء انه سيعلن "خلال يوم او يومين" موعد الاستفتاء الذي سينظمه حول وثيقة يفترض ان تنهي الازمة السياسية والمالية في الاراضي الفلسطينية.
وحرصا منه على التهدئة استبعد رئيس الوزراء الفلسطيني القيادي في حماس اسماعيل هنية الاربعاء احتمال اندلاع "حرب اهلية" في الاراضي الفلسطينية واعطى تعليماته لوزير الداخلية سعيد صيام لاعادة تموضع القوة الامنية الخاصة بعيدا عن الشوارع العامة.
وجددت حركتا المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي اليوم معارضتهما لاجراء استفتاء لكنهما امتنعتا عن الدعوة الى مقاطعته.
وقال الناطق باسم حماس سامي ابو زهري خلال مؤتمر صحافي مشترك في غزة مع القيادي في الجهاد الاسلامي خالد البطش "الاستفتاء مرفوض لدينا في حماس والقوى المشاركة (الجهاد وحماس والجبهة الشعبية-القيادة العامة والصاعقة)". واضاف "لن نقبل بالاستفتاء مهما كلف الثمن" موضحا "لن نسمح لاحد ان يلتف علينا او يضحك علينا".
واعتبر ان الاستفتاء "مشروع يستهدف تمرير التنازلات بما فيها الاعتراف بالاحتلال ... نشعر ان الرئاسة والقوى القريبة منها غير معنية بالحوار".
وردا على سؤال عما اذا كانت حماس ستدعو الى مقاطعة الاستفتاء اجاب ابو زهري "اذا اعلن الاستفتاء سنعبر عن رفضنا بالطرق التي نراها مناسبة ونحذر من مخاطر اتخاذ هذه الخطوة ونحمل المسؤولية لمن يتخذ هذا القرار عن النتائج المترتبة".
وسيتناول الاستفتاء "وثيقة الوفاق الوطني" التي وقعها قادة من مختلف المجموعات الفلسطينية معتقلون لدى اسرائيل وتنص على وقف العمليات في اسرائيل والاعتراف الضمني بالدولة العبرية وهو ما ترفضه حركة حماس.
وقال عباس للصحافيين في ختام لقاء مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش "بدأنا ندرس المرسوم بعد انتهاء حوار العشرة ايام". واضاف "نحتاج بعض الوقت حتى ننجزه وسنعلن في الوقت المناسب خلال يوم او يومين ولكن في اقرب وقت ممكن" موعد الاستفتاء.
من جهته قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان "قرار الرئيس في شان الاستفتاء سيصدر على الارجح يوم السبت".
وقرر عباس تنظيم هذا الاستفتاء الذي لا سابق له بعد فشل عشرة ايام من "الحوار الوطني" بين مختلف الفصائل الفلسطينية لا سيما حركة فتح وحماس في الاتفاق على برنامج سياسي مشترك. وعلى رغم تباين وجهات النظر مع عباس استبعد هنية ان تتحول الصدامات التي تزايدت في الايام الاخيرة بين ناشطي حماس وفتح الى حرب اهلية.
وقال "نريد ان نوقف التدهور الحاصل نريد ان نحقن دماء ابنائنا وشبابنا ونريد ان نعزز وحدتنا الوطنية ونريد ان نخرج من الفخ المنصوب لهذا الشعب والغرض منه هو ان يقتتل الفلسطينيون".
وتأتي هذه التصريحات غداة اصابة ستة من افراد الامن الوقائي والعاملين فيه في قطاع غزة اثر اطلاق قذائف هاون الثلاثاء على المقر الرئيسي لهذه القوة في قطاع غزة.
من جهة اخرى قتل شرطيان فلسطينيان واصيب خمسة اخرون بجروح مساء اليوم برصاص جنود اسرائليين قرب معبر المنطار بين قطاع غزة واسرائيل كما ذكرت مصادر طبية فلسطينية.
كما افادت الشرطة ومصادر طبية ان راكبين في حافلة اسرائيلية كانت تسير في القدس الشرقية اصيبا بجروح طفيفة الاربعاء جراء طعنهما بسكين. وذكرت مصادر طبية في الموقع في البداية ان الحادث كانت نتيجة هجوم نفذه فلسطيني اعتقلته الشرطة فيما بعد.
الا ان الشرطة نفت وقوع هجوم وقالت ان الحادث سببه عراك بين ركاب في الحافلة.
على الصعيد السياسي بدأ الرئيس التركي احمد نجدت سيزر الاربعاء زيارة دولة الى اسرائيل يتوجه اثرها الى رام الله بالضفة الغربية. واستقبل الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف في القدس نظيره التركي الذي وصل مساء الثلاثاء الى تل ابيب.