شرم الشيخ - اف ب - دعا وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ونظيره الاردني عبد الله الخطيب امس الى تحسين آلية تقديم المساعدات للفلسطينيين التي اقرتها اللجنة الرباعية لكنهما وصفا هذه الآلية بأنها "خطوة طيبة".

وقال ابو الغيط للصحفيين اثر قمة جمعت الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني عبد الله الثاني في شرم الشيخ "ان نطاق الآلية محدود ولا يتناول كافة المساعدات وله اطار زمني محدد". واضاف وزير الخارجية المصري الذي حضر اللقاء "ان هذه الآلية بصفة عامة تعد خطوة طيبة الى الامام يجب البناء عليها حتى تصل كافة الاحتياجات الى الشعب الفلسطيني". وأكد "سنسعى لمراقبة هذه الآلية وكيفية ادائها لعملها وسنعمل مع الرباعية الدولية لتطويرها".

من جانبه قال وزير الخارجية الاردني "اننا نرى خطوة الرباعية الدولية جيدة"، مشيرا الى ان "هناك حاجة الى استمرار البحث مع الرباعية لتحسين هذه الآلية بما يصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة وعملية السلام من خلال استمرار المساعدات على افضل مستوى الى الشعب الفلسطيني".

وقال الوزيران المصري والأردني ان المباحثات تناولت الوضع العربي والمسألة الفلسطينية وتعزيز قدرة الشعب الفلسطيني وايصال المساعدات والعلاقة الفلسطينية الاسرائيلية.

وذكر أبو الغيط أن المباحثات تناولت أيضاً دور البلدين في دفع المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية اضافة الى الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية فيما يخص آلية المساعدات الفلسطينية وكيفية وصولها للشعب الفلسطيني.

وأكد أن القمة "ايجابية للغاية" وتأتي في اطار سلسلة من اللقاءات المستمرة للتنسيق المشترك باتجاه الوضع العربي بصفة عامة والفلسطيني بصفة خاصة.

من جانبه قال الخطيب "ان القمة تعكس عمق العلاقات الثنائية وارادة الزعيمين السياسية في تنسيق المواقف والعمل المشترك، مؤكداً وجود رغبة حقيقية لدى الزعيمين لايجاد موقف عربي "نحتاج اليه جميعاً للتعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة بالغة الدقة والحساسية".

ولفت الى أن هناك اهتماماً أيضاً بالوحدة الوطنية الفلسطينية وعدم تصعيد الوضع الأمني بين الأشقاء والتركيز على وقف كل الأعمال العسكرية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وحول طبيعة الخلافات بين الأردن وسوريا قال أبو الغيط "لا أتصور أن هناك مشكلة حادة بين الأردن وسوريا ولا أعتقد أن هناك مشاكل تعوق العلاقات بين البلدين".

وأضاف أبو الغيط "بالتأكيد فان الحديث المصري الأردني خلال المباحثات لم ينصب على سوريا وانما تركز أساساً على القضية الفلسطينية وعلى كيفية العمل المصري الأردني المشترك لتفريغ شحنة التوتر الحالية بين "حماس" و"فتح" والاتفاق على منهج يمنع أي صدام ويقود الفلسطينيين الى بر الأمان.

وقال "ان هناك نظرة مشتركة مصرية أردنية بضرورة استمرار المساعدات الاقتصادية على أفضل مستوى للشعب الفلسطيني وضرورة تمكينه من مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها. ورأى أن هناك حاجة لاستمرار البحث مع اللجنة الرباعية الدولية لتحسين هذه الآلية ومن مصلحتنا ومصلحة الاستقرار في المنطقة ومن مصلحة عملية السلام أن يستمر تقديم المساعدات على أفضل صورة ممكنة للشعب الفلسطيني.

وحول الحوار الفلسطيني وانعكاسات لقاءات العاهل الأردني مع الرئيس محمود عباس ثم مع الرئيس مبارك قال أبو الغيط "بالطبع لو توصل الجانب الفلسطيني الى حل جميع خلافاته ورأينا أن هناك بارقة أمل تجمع الصف الفلسطيني وتضعه على طريق واحد فان ذلك سيساهم بقوة في اعداد المسرح للعودة مرة أخرى الى بدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ونجد أنفسنا في اطار جهد جديد".

وأضاف "أن ما يعوق السعي الآن لجمع الشمل الفلسطيني هو الخلافات الفلسطينية وما يعوق الوصول الى بداية المفاوضات والتحرك الفلسطيني الاسرائيلي لمناقشة المسائل وتنفيذ خارطة الطريق هو الوضع الفلسطيني الحالي ومن هنا فاننا ندفع في اتجاه التحرك الفلسطيني نفسه لحل الخلافات وفي الوقت نفسه نشجع اسرائيل بالمضي بالمفاوضات".

وقال الخطيب "ان القائدين أجريا بحثا معمقاً للموضوع الفلسطيني وأن هذا الموضوع حاز على جهد جيد من النقاش وأن مباحثات الملك عبد الله مع الرئيس مبارك وأيضاً مع الرئيس عباس من قبل ركزت على كيفية دعم الموقف الفلسطيني وتعزيز الوضع الفلسطيني من خلال تحسين الوضع على الأرض بين الاخوة الفلسطينيين".

وذكر أن الأهم هو التركيز على ضرورة استئناف المفاوضات "ونرى أن الرئيس محمود عباس شريك مؤهل وقادر على الدخول في مفاوضات مع اسرائيل للتوصل الى اتفاقية سلام".

وحول ارتباط القمة مع اللقاء المرتقب الذي سيتم خلال ساعات بين الرئيس مبارك والرئيس السوري بشار الأسد وجدول أعمال القمة المصرية-السورية، قال أبو الغيط "ان هناك محورية للدور المصري ولاشك في ذلك".

وأوضح أن هناك اتصالات مصرية مع الأردن واسرائيل وفلسطين والسعودية وسوريا وبالتالي فان الجهد المصري موجود وأن اللقاءات موجودة. ولفت الى أن اللقاءات تتم في اطار تحرك للتوصل الى وضع فلسطيني مريح يستطيع التفاعل مع اسرائيل في طريق السعي الى المفاوضات.

وقال أبو الغيط: ان هناك بُعداً آخر وهو الآلية فلا يجب أن ننسى أن الآلية لم يتم اقرارها الا أمس الاول، أو اليوم (امس)، وعلى مدى الفترة الأخيرة كان هناك حديث ممتد عن آلية وعن كيفية ايصال المساعدات وكل هذه المسائل تتم بين هؤلاء القادة وهذه الدول في اطار تقييم الوضع العربي العام والوضع الاقليمي العام وكلها مسائل لا تخفى على أحد.

وأضاف أن القمة المصرية السورية ستكون امتداداً لكل هذه القمم وستبحث الوضع العربي العام والوضع الاقليمي والمسألة الفلسطينية وكيفية التحرك في اتجاه تسهيل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية لكي نتحرك في اتجاه آخر بدلاً من الجمود الحالي.

وأجرى الرئيس مبارك والملك عبد الله الثاني مباحثات امس حول "بعض الخلافات العربية الطارئة" والجهود التي تبذلها مصر لحلها. وعقدا جلسة مباحثات في منتجع شرم الشيخ حيث يفترض ان يلتقي الرئيس مبارك غدا الثلاثاء نظيره السوري بشار الاسد، على ما اعلن مصدر رسمي.

وتناول الرئيس المصري والعاهل الاردني "تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة لضمان وصول المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني والعمل على نجاح الحوار الفلسطيني الفلسطيني بما يحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني"، حسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

وقالت الوكالة ان مبارك وعبد الله الثاني تطرقا ايضا "الى القضية العراقية والقضايا العربية الاخرى".