رام الله - ا.ف.ب: دعا الرئيس محمود عباس جميع الفصائل الفلسطينية الى وقف فوري لاطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل التي صعدت تهديداتها أمس بشن هجوم واسع على القطاع لوقف اطلاق الصواريخ، محملا غير الملتزمين بالتهدئة مسؤولية هجوم اسرائيلي محتمل على غزة.

وقال بيان رسمي اصدرته الرئاسة امس : امام تهديدات اسرائيل بشن عدوان اسرائيلي واسع ضد قطاع غزة يدعو الرئيس محمود عباس كافة الاجنحة العسكرية الفلسطينية الى وقف اطلاق الصواريخ فورا والى التقيد الكامل بالتهدئة .

واضاف : يحمل الرئيس كل فصيل لا يلتزم بالتهدئة الكاملة المسؤولية عن اي دمار وضحايا وخراب قد يلحق بشعبنا وارضنا نتيجة العدوان الذي تهدد اسرائيل بتنفيذه .

وقال ان الرئيس عباس دعا لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية الى عقد اجتماع طارئ اليوم (الثلاثاء) في غزة و"اصدار بيان مشترك يؤكد الالتزام بالتهدئة حرصا على سلامة شعبنا وارضنا".

وهددت اسرائيل امس بالرد بقسوة على الهجمات الصاروخية الفلسطينية التي تنطلق من قطاع غزة وسط اضراب عام في مدينة سديروت جنوب اسرائيل احتجاجا على تعرضها لاطلاق الصواريخ. واعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست تساحي هنيغبي ان "رئيس الوزراء (ايهود اولمرت) ووزير الدفاع (عمير بيريتس) واخرين وانا شخصيا توصلنا الى نتيجة بان لا احد سيكون في مأمن اذا استمر ارهاب صواريخ قسام".

واضاف هنيغبي للاذاعة العامة الاسرائيلية "نعرف كيف نبدي ضبط النفس، لكن المواطنين الاسرائيليين ينتظرون ان نتحرك" مؤكدا ان بيريتس وجه الاثنين "تحذيرا اخيرا" في هذا الصدد. الا انه وبعد وقت قصير من هذه التصريحات اعلن مصدر عسكري اسرائيلي سقوط صاروخ فلسطيني صباح امس من قطاع غزة في مدينة سديروت. واعلنت حركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن اطلاق اربعة صواريخ صباح امس.

وشنت الطائرات الاسرائيلية غارة على ما قال الجيش انه ورشة لانتاج الصواريخ في مدينة غزة تديرها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تتولى الحكومة.

وسقط حوالي الف صاروخ فلسطيني على سديروت منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول 2000 ما ادى الى سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى بالاضافة الى وقوع اضرار. ووسط تصاعد العنف الذي اعقب وفاة ثمانية مدنيين فلسطينيين اثناء قيامهم بنزهة على شاطئ غزة في التاسع من حزيران، اطلق المسلحون اكثر من 130 صاروخا على اسرائيل سقط 18 منها داخل سديروت.

وتعرض وزير الدفاع بيريتس الذي يسكن سديروت لانتقادات شديدة من سكان المدينة الذين اتهموه بعدم اصدار امر بشن رد عسكري اكثر قسوة لوقف الهجمات الصاروخية. كما تعرض لانتقادات بسبب افتقاره للخبرة العسكرية.

وألمح الوزير اول من امس الى احتمال اصدار امر بشن عملية واسعة في محاولة لوقف الهجمات الصاروخية التي لم تستطع اسرائيل وقفها طوال السنوات الست الماضية من الانتفاضة. ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن بيريتس قوله في سديروت "لدينا ردود على اطلاق صواريخ القسام وليس لدينا اية نية للتلكؤ". واضاف "خلال عشرات الساعات سيحدث تغير كبير في المسالة الامنية ولن تكون اي منظمات ارهابية في مأمن".

وامر بيريتس، الذي يعتبر من الحمائم فيما يتعلق بالنزاع في الشرق الاوسط، وحدات المدفعية بوقف اطلاق نيرانها بعد مقتل المدنيين الفلسطينيين الثمانية في التاسع من حزيران . وعادة ما تستخدم اسرائيل المدفعية لقصف المواقع الفلسطينية عقب اطلاق الصواريخ. وذكر محققون مستقلون ان الثمانية قتلوا بنيران قذيفة اطلقتها اسرائيل رغم ان تحقيقا اجراه الجيش الاسرائيلي اعفى العسكريين الاسرائيليين من اية مسؤولية.

وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان رئيس هيئة الاركان دان حالوتس ونائبه موشيه كابلينسكي بدآ محادثات مكثفة الاثنين لدراسة امكانية شن عملية واسعة النطاق على قطاع غزة. من جهته، دعا رئيس بلدية سديروت ايلي مويال سكان المدينة البالغ عددهم 20 الفا الى تنفيذ اضراب عام احتجاجا على الوضع الامني.

وقال للاذاعة العامة الاسرائيلية "كل ما نريده هو ضمان امن السكان" معلنا ان الطرقات المؤدية الى سديروت التي اعلنت "مدينة اشباح" ستغلق من الساعة الثامنة صباحا (00:05 تغ) بحيث لن يسمح لاحد بالدخول او الخروج منها الا في حالات الطوارئ.

وسدت الجرافات مداخل ومخارج المدينة التي تصلها بمدينة النقب الصحراوية التي لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن قطاع غزة. وتجمع عشرات المحتجين عند مفارق الطرق مما ادى الى عرقلة حركة السير لفترة قصيرة قبل السماح للسيارات بدخول المدينة والخروج منها.

ورغم ان الصواريخ الفلسطينية البدائية الصنع نادرا ما تصيب اهدافها، الا انها تسببت في مقتل عدد قليل من الاسرائيليين واشاعت حالة من التوتر النفسي ودفعت بالعديد الى الهجرة من المدينة التي ينتمي غالبية سكانها الى الطبقة العاملة. ومنذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في ايلول الماضي بعد 38 عاما من الاحتلال، تجد مدينة سديروت نفسها عرضة للهجمات الصاروخية الفلسطينية.