نيقوسيا - ا.ف.ب - صدرت امس مواقف دولية وعربية نددت بمقتل مزيد من المدنيين الفلسطينيين وخصوصا الاطفال في غارة اسرائيلية الثلاثاء في قطاع غزة، وناشدت اسرائيل والفلسطينيين وقف دورة العنف والعودة الى الحل التفاوضي.
ففي نيويورك، اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عن أسفه لاستشهاد ثلاثة اطفال في غارة جوية اسرائيلية على قطاع غزة، ودعا القيادة الفلسطينية الى منع الهجمات التي يشنها مسلحون فلسطينيون على اهداف اسرائيلية.
وقال مكتب عنان في بيان اصدره في جنيف "ان الامين العام للامم المتحدة يعرب عن اسفه الشديد لمقتل ثلاثة فلسطينيين واصابة عدد من المارة في محاولة اسرائيلية لاستهداف وقتل مسلحين في غزة". واضاف البيان ان "الامين العام يدعو اسرائيل الى احترام القانون الدولي والتأكد من ان ردودها مناسبة وعدم تعريض المدنيين للخطر الشديد. ويبعث الامين العام بتعازيه لعلائلات القتلى والجرحى".
من جهته اعلن مسؤول رفيع المستوى في الامم المتحدة امس ان على اسرائيل ان توقف عمليات اغتيال الناشطين الفلسطينيين في قطاع غزة التي تتسبب بمقتل مدنيين. وفي رسالة الى مجلس الامن الدولي تناولت الوضع في الشرق الاوسط، اعتبر الامين العام المساعد للمنظمة الدولية للشؤون السياسية ابراهيم غمبري ان اسرائيل صعدت سياستها القاضية باستهداف ناشطين فلسطينيين وقصف مناطق في قطاع غزة تطلق منها صواريخ على اراضيها.
وأكد ان الامين العام للامم المتحدة "قلق جدا لأنه رغم تحذيراته السابقة فان هذا التكتيك استخدم امس (الاول) واسفر عن مقتل ثلاثة اطفال وجرح مارة جراء غارة اسرائيلية جديدة على افراد مستهدفين". وقال غمبري "نرغب في التشديد مرة جديدة على ضرورة ان تضع اسرائيل حدا لعمليات التصفية التي لا تزال تتسبب بضحايا في صفوف المدنيين".
من جهته، صرح المراقب الدائم لفلسطين في الامم المتحدة رياض منصور للصحفيين ان على المجتمع الدولي ان "يوجه اشارة قوية جدا الى اسرائيل يؤكد فيها ان هذه الاعمال غير الاخلاقية والجديرة بالعقاب التي ترتكبها عبر قتل مدنيين غير مقبولة". ودعا مجلس الامن الى اجبار اسرائيل كقوة احتلال، على التزام نصوص معاهدة جنيف.
وفي لندن، أدانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت الغارة التي شنها الجيش الاسرائيلي الثلاثاء على غزة معتبرة ذلك امرا "غير مقبول" وداعية الجيش الاسرائيلي الى ضبط النفس. واضافت "كما سبق ان قلت، ان قتل مدنيين ابرياء وخصوصا اطفال امر غير مقبول بالكامل، وان استمرار العنف من الجانبين والموت المأساوي لاطفال ومدنيين في غزة والضفة الغربية خلال الاسابيع الاخيرة، كل ذلك يبعد اكثر افاق حل تفاوضي وسلمي". وفي موسكو، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية انه من "غير المقبول استخدام القوة ضد السكان المدنيين". وجاء في بيان صادر عن الخارجية ان "موسكو تعبر عن قلقها البالغ ازاء العمليات العسكرية الاسرائيلية التي يكون ضحاياها بصورة عامة من الاطفال والنساء". وتابع البيان "اننا اذ نشاطر اسرائيل مخاوفها على الصعيد الامني، فاننا نعتبر استخدام القوة ضد السكان المدنيين غير مقبول".
وفي باريس، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الاسرائيليين والفلسطينيين الى "ابداء ضبط النفس" في مواجهة "موجة العنف الجديدة" التي قد "تجعل استئناف عملية السلام اكثر صعوبة". وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي في تصريح صحفي ان فرنسا "تدعو الطرفين الى ابداء ضبط النفس".