باريس - حذر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي امس نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تزور باريس من خطر حصول "فوضى" في الاراضي الفلسطيني. وقال خلال عشاء عمل مع ليفني ان "انهيارا قويا للادارة والاقتصاد الفلسطينيين لن يكون في مصلحة احد بل سيؤدي الى فوضى اجتماعية واقتصادية وامنية مع استئناف اعمال العنف". واضاف "نعتقد انه سيكون خطيرا وقف المساعدات عن السلطة الفلسطينية على الاقل حتى تشكيل حكومة جديدة" برئاسة حركة حماس داعيا الى "دعم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية (محمود عباس) الذي يعتبر ضمانا لبقاء وشرعية المؤسسات الفلسطينية".

من ناحيتها، قالت ليفني التي تواصل في باريس زيارة لمدة يومين للاتحاد الاوربي بعد فيينا ولندن، ان "اسرائيل لا تريد خصوصا الحاق الاذى بالمدنيين الفلسطينيين". واضافت "لكن، لا يمكننا ان نكذب على انفسنا عندما تدعو منظمة اسلامية الى تدمير اسرائيل" متذرعة بأنه "يتوجب على اسرائيل ان تدافع عن نفسها".

وطالبت بـ"عدم اجراء اتصالات مع حماس قبل ان تقبل الشروط" التي تفرضها الاسرة الدولية: التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل وبمعاهدات السلام. واشار دوست بلازي من ناحيته الى ان هذه "الشروط تجاه حماس لم تتغير". وبالنسبة لعباس، اقرت ليفني بأنه "يمثل مقاربة اكثر اعتدالا تجاه اسرائيل وهو يؤمن بحل يقوم على دولتين ويعتبر ان الارهاب (ضد اسرائيل) هو خطأ استراتيجي".

واضافت "ولكنه الرئيس الفلسطيني ويتوجب عليه ان يواجه واقعا جديد وهذا الواقع هو الاغلبية التي تمثلها حماس في البرلمان. وفيما يتعلق برغبة ايران تقديم مساعدة مالية للحكومة التي ستشكلها حماس، قالت ليفني ان اسرائيل لا تعتقد ان طهران تنوي تقديم مساعدة منتظمة وشاملة للسلطة الفلسطينية. واضافت "لا نعتقد انهم سيمولون مجمل السلطة الفلسطينية على أساس منتظم لانه في هذه الحال سوف نتحدث عن ميزانية بمليارات الدولارات". من ناحيته، قال دوست-بلازي ان الاوروبيين ليسو "بحاجة لاي شخص آخر ليكمل او ليحل محل الاتحاد الاوروبي" في مساعدة الفلسطينيين.

وكانت ليفني صرحت في حديث لصحيفة فرنسية قبل مغادرتها اسرائيل الى فرنسا انه "لا خيارات لدينا سوى حلول سيئة" في الشرق الاوسط. وقالت لصحيفة "لوفيغارو" ان "الاسلاميين المتشددين تولوا السلطة. واذا كانت السلطة ستستخدم لتشجيع الارهاب والكراهية فان ذلك يخالف تماما المفهوم الذي دفعنا الى اقامتها". واضافت الوزيرة الاسرائيلية ان "فكرة اقامة سلطة كانت الاعتراف بحل الدولتين اللتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام ومسألة استمرار السلطة الفلسطينية ككيان اقل اهمية من مستقبل عملية السلام".

وقالت للصحيفة الفرنسية ان عباس "لا يملك الوسائل اللازمة ولا الارادة لاجبار حماس على قبول فكرة الدولتين. علينا ان نفعل ما بوسعنا لمنع ارهابيين اسلاميين من قيادة السلطة الفلسطينية"، على حد تعبير ليفني. على سؤال عن ما اذا كانت اسرائيل تعتزم قطع كل اتصال مع السلطة الفلسطينية، قالت ليفني "نعم (...) محمود عباس يريد ان يكون ورقة التوت لحماس".