جدة (السعودية) (اف ب) - صرح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الثلاثاء ان الحركة تجري محادثات نهائية مع الفصائل الفلسطينية الاخرى لتشكيل حكومة "شراكة وطنية" داعيا الدول العربية والاسلامية والدول المانحة الى تقديم المساعدات للفلسطينيين.

وقال مشعل للصحافيين في مدينة جدة السعودية على البحر الاحمر "اليوم هناك لقاءات نهائية لاخذ الموافقة او الموقف النهائي لكل الاطراف الفلسطينية وفي مقدمتهم الاخوة الاعزاء في حركة فتح".

واكد على حرص الحركة على "تشكيل حكومة شراكة وطنية" موضحا ان "حماس تريد مشاركة الجميع فان رأيتم موقفا في اتجاه عدم المشاركة فهذا حق ذلك الطرف ولكنه ليس رغبتنا".

وقدمت حماس التي احرزت فوزا ساحقا على حركة فتح في الانتخابت التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني/يناير الماضي برنامجها السياسي امس الاثنين.

وقال مشعل "الان حماس قدمت برنامجا سياسيا وزعته امس في صورته النهائية بعد كل الحوارات التي جرت وضمنته القاسم المشتركة الذي يمكن ان نلتقي عليه كفلسطينيين". واعرب عن امله في ان يلقى البرنامج "قبولا عند مختلف الاطراف التي حاورناها وارجو ان ترى الحكومة النور خلال الايام القليلة القادمة".

وجاءت تصريحات حماس في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي.

واكد مشعل ان فتح طالبت حماس بالاعتراف ب"وثيقة الاستقلال" لعام 1988 كشرط مسبق للمشاركة في الحكومة. ووصف ذلك الشرط بانه غير موضوعي. وتنص الوثيقة على قيام دولة فلسطينية ضمن حدود 1967. وقال "الاخوة في فتح وضعوا موضوع وثيقة الاستقلال عام 1988 شرطا (للانضمام الى الحكومة) ونحن نعتبر ذلك شرطا غير موضوعي لانه هذه الوثيقة لا علاقة لها بالواقع الفلسطيني".

واكد ان "الاستقلال لا يصنع بقرارات نظرية. الاستقلال يصنع على الارض الفلسطينية من خلال مواصلة النضال (...) انشاء الله اخواننا في فتح ان يتجاوزوا ذلك".

واوضح "حين تخطو اسرائيل خطوات جادة بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية وتقرر انسحابها من حدود 1967 بما فيها القدس وحق العودة وتفكيك المستوطنات وهدم الجدار والافراج عن الاسرى والمعتقلين فاننا كفلسطينيين وعرب ومسلمين جاهزون من اجل القيام بخطوات حقيقية لصنع سلام حقيقي".

وبخصوص الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع اسرائيل اكد مشعل ان "حماس لن تقلب الاوضاع انما حماس تدرس كل ما هو قائم او كل اتفاقية مطروحة بميزان مصالح الشعب الفلسطيني ما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ويلبي حقوقه الوطنية المشروعة نحن سنتعامل معه بجدية".

وبشان الاعتراف باسرائيل قال "اعتقد ان حماس اوضحت ذلك: لا اعتراف بشرعية الاغتصاب. على العدو ان يعترف بحقوق شعبنا لا ان نطالب بالاعتراف بهذا العدو".

ووجه مشعل انتقاداته للولايات المتحدة وقال "من يصب الزيت على النار هي اميركا. تضغط على اطراف فلسطينية حتى لا تشارك في حكومة حماس. هذه هي الديمقراطية الاميركية".

وعلى المستوى الاوروبي اكد مشعل وجود اتصالات اوروبية بحماس "بعضها في السر وبعضها في العلن".

واكد ان "الاوروبيين يشعرون انه ليس من مصلحتهم البقاء في مربع الموقف الاميركي الاسرائيلي (بعزل حماس)".

وفيما يتعلق بالمساعدات دعا مشعل مختلف الدول العربية والاسلامية والدول المانحة ايضا في العالم "ان لا تحرم الفلسطينيين من هذا الحق ومن هذا الدعم".

واوضح "ونحن في جولتنا نسعى الى حشد هذا الدعم سواء كان التزامات مالية سنوية لصالح الحكومة الفلسطينية او عن طريق دعم مشاريع". وقال "نتمنى على الموقف العربي الاسلامي ان يترجم تاييده لنا الى دعم حقيقي مالي وسياسي واقتصادي".

وقال مشعل "ان موازنة السلطة حاليا 2 مليار دولار وهي توفر فقط 250 مليون دولار من رسوم وعوائد الوزارات ومؤسسات السلطة ذاتها يبقى مليار و750 مليون دولار. اسرائيل كانت تعطي السلطة في الماضي ما تجمعه من ضرائب هي حق للفلسطينيين وهذه قيمتها 650 مليون دولار. ولكن في عهد حكومة حماس قررت اسرائيل حجبها عنا".

واضاف "بالتالي نحن امام متطلبات مليار و750 مليون هذا مبلغ كبير نتمنى على القمة العربية القادمة".

وكان مشعل وصل الى الرياض الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة ايام على رأس وفد من الحركة في اول زيارة لحماس الى السعودية منذ فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25 كانون الثاني/يناير الماضي.

وقد اختتم وفد من حماس في الخامس من اذار/مارس زيارة الى موسكو هي الجولة الدولية الاولى للحركة منذ فوزها الانتخابي