القدس - أ.ف.ب: تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة، إيهود أولمرت، أمس، بالتوصل إلى توافق وطني حول ترسيم حدود دائمة لإسرائيل في حال فوز حزبه كديما في الانتخابات الإسرائيلية العامة المقرر أن تجرى الأسبوع المقبل.

وفي إشارة قوية أخرى إلى نيته القيام بجولة أخرى من الانسحابات الأحادية الجانب من الضفة الغربية المحتلة على غرار الانسحاب من قطاع غزة الأسبوع الماضي، قال أولمرت في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه يرغب في تجنب أي انقسام في المجتمع الإسرائيلي كما يرغب في التوصل إلى اتفاق وطني. وجدد التأكيد على عزمه الاحتفاظ بعدد من الكتل الاستيطانية، وقال في المقابلة "يجب ترسيم الحدود الدائمة لإسرائيل وأريد التوصل إلى توافق في هذا الشأن عن طريق الحوار".

وأوضح "يوجد توافق على أن مستوطنات غوش عتصيون وأريئيل ومعاليه أدوميم يجب أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المريض، أرئيل شارون، قد حصل على تأييد الولايات المتحدة على استراتيجيته عندما قال الرئيس الأميركي جورج بوش إنه "من غير الواقعي" توقع أن تنسحب إسرائيل من كافة أراضي الضفة الغربية حيث يسكن نحو ربع مليون مستوطن يهودي.

ورغم أن أولمرت واصل الحديث عن خارطة الطريق للسلام في الشرق الأوسط والتي تدعو إلى التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين عن طريق التفاوض، إلا أن تلك الخطة لم تحرز أي تقدم منذ إطلاقها قبل ثلاث سنوات.

ولكن ورغم دعم إدارة بوش للانسحاب من قطاع غزة، إلا أن واشنطن مترددة في منح إسرائيل الضوء الأخضر للبدء في ضم أراض من الضفة الغربية إليها.

وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية نظيرتها الإسرائيلية الزائرة تسيبي ليفني الشهر الماضي من أنه "يجب أن لا يحاول أحد تحت أية ظروف القيام (بترسيم الحدود) بطريقة استباقية ومحددة سلفاً".

ورغم أن الانسحاب من غزة قد حصل على تأييد أغلبية الشعب الإسرائيلي، إلا أنه أحدث انشقاقاً كبيراً بين صفوف الإسرائيليين، ويحرص أولمرت على تجنب تكرار مشاهد إخراج المستوطنين من منازلهم عنوة على يد إخوانهم اليهود.

وصرح آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، وأحد أبرز مرشحي حزب كديما، بأن الحكومة القادمة ترغب في الجلوس مع زعماء المستوطنين عقب انتهاء الانتخابات لبحث إمكانية إجراء جولة أخرى من الانسحابات.

وقال حزب الليكود اليميني: إن الانسحاب الأحادي من غزة التي تعتبر معقلاً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ساهم في تقوية الإسلاميين الذين من المقرر أن يشكلوا الحكومة الفلسطينية المقبلة.

وفيما يبدو أن أولمرت يستعد للانسحاب من جزء من الضفة الغربية، إلا أنه استبعد إخلاء أي جزء من مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في 1967، وقال "هذا ليس على جدول الأعمال. في السنوات المقبلة سنطور هذه المنطقة وسنستثمر فيها ومن غير الوارد أن تنسحب إسرائيل منها".

وكانت حكومة إسرائيلية برئاسة حزب العمال عرضت خلال آخر محادثات بين الطرفين والتي انهارت في كانون الثاني 2000، التخلي عن الهضبة باستثناء قاطع على شواطئ بحيرة طبرية، إلا أن سورية رفضت ذلك.

ويعتبر "كديما" الحزب الأوفر حظاً بالفوز في الانتخابات التي ستجرى في 28 آذار الجاري، حيث تتوقع استطلاعات الرأي حصول "كديما" على نحو 40 من مقاعد البرلمان البالغة 120 مقعداً، أي ضعف ما سيحصل عليه أكثر الأحزاب منافسة لـ"كديما". ووسط مخاوف من اندلاع موجة واسعة من العنف يمكن أن تعيق تقدم حزبه نحو الفوز في الانتخابات المقبلة، توجه أولمرت ووزير دفاعه شاؤول موفاز إلى مدينة عسقلان الجنوبية لتوجيه تحذير صارم للمسلحين الفلسطينيين بعدم إطلاق أية صواريخ من قطاع غزة المجاور.

وقال: "إن دولة إسرائيل لن تسكت على أية أفعال تضر بسير الحياة في المنطقة". وأضاف "لا نستطيع التحدث عن كل شيء بالتفصيل، ولكننا متفائلون بشأن جهودنا لمكافحة الإرهاب وأعتقد أن الإرهاب سيقل بصورة كبيرة".

وقام موفاز بزيارة مماثلة إلى الحدود الشمالية للتحذير من أي هجوم قد يشنه حزب الله اللبناني على الأراضي الإسرائيلية.