غزة (رويترز) - قال مسؤولون فلسطينيون ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الحاكمة وحركة فتح المنافسة بدأتا مشاورات يوم الاحد بشأن توزيع الحقائب الوزارية في حكومة وحدة وطنية يأمل الفلسطينيون في أن تؤدي للتخفيف من العقوبات الغربية المفروضة عليهم.
وقال رئيس الوزراء اسماعيل هنية القيادي بحماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح انهما يأملان في أن تتشكل الحكومة الجديدة خلال أسبوعين أو ثلاثة لتضع حدا للمحادثات المتقطعة والاقتتال الداخلي الذي استمر لأشهر والذي أثار المخاوف من احتمال نشوب حرب أهلية.
وقال هنية قبل أن يبدأ قادة من الجانبين مشاورات في غزة يتوقع أن تستمر أياما "نتمنى أن ينتهي الاخوة من مشاوراتهم الفنية حتى نستطيع أن نقدم للشعب الفلسطيني أول حكومة وحدة وطنية في الوقت المناسب."
وتولت حماس السلطة في مارس اذار الماضي بعد تغلبها في انتخابات يناير كانون الثاني التشريعية على حركة فتح التي هيمنت على السلطة لفترة طويلة.
لكن حماس واجهت صعوبات في ادارة دفة الحكم في ظل عقوبات فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا عليها بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل كما أنها تخوض صراعا مريرا على السلطة مع عباس الذي انتخب بشكل منفصل في أوائل عام 2005.
وذكر هنية أن عباس أخبره بأن الدول الغربية سترفع الحظر عندما تتولى الحكومة الجديدة السلطة.
لكن المسؤولين الامريكيين يريدون أن تلبي أي حكومة جديدة ثلاثة شروط أولا وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة مع الدولة اليهودية.
لكن حماس تصر على أنها لن تعترف أبدا باسرائيل أو تنضم الى أي حكومة يقوم برنامجها على ذلك الامر الذي يجعل من غير الواضح كيف ستلبي حكومة الوحدة المطالب الدولية لها بتخفيف موقفها.
وتزامنت بداية المشاورات الفلسطينية مع وصول رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الى واشنطن حيث من المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاثنين يتوقع أن يتصدر جدول أعمالها الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وأشاد أولمرت بعباس الاسبوع الماضي واصفا اياه بأنه "صادق ومحترم ويعارض الارهاب" في علامة على أنه سيكون فيما يبدو محورا في أي مساع سلمية أمريكية أو اسرائيلية جديدة.
وهناك الكثير من الخلافات التي يتعين على حماس وفتح تذليلها قبل تشكيل حكومة.
وقال مساعدون للرئيس ان عباس لم يوافق على المرشحين الذين اقترحتهم حماس ليحلوا محل هنية الذي عرض يوم الجمعة التنحي.
وذكرت مصادر فلسطينية أن المرشح الاوفر حظا هو محمد شبير (60 عاما) وهو نائب مستقل ورئيس سابق للجامعة الاسلامية في غزة.
وعبر أحمد قريع رئيس الوزراء السابق والقيادي بفتح الذي يشارك في المحادثات عن أمله في أن "تنال (الحكومة الجديدة) ثقة الشعب الفلسطيني أولا والعالم ثانيا."
وضاعفت العقوبات من المصاعب الاقتصادية في الضفة الغربية المحتلة وأيضا في غزة حيث تنفذ القوات الاسرائيلية هجوما كبيرا منذ أن خطف نشطاء جنديا اسرائيليا في أواخر يونيو حزيران في هجوم عبر الحدود.
وقتلت المدفعية الاسرائيلية 19 مدنيا فلسطينيا في هجوم على بلدة بيت حانون بغزة يوم الاربعاء الماضي.
وتوعدت حماس وجماعات أخرى بالثأر. وهددت أربعة فصائل صغيرة يوم الأحد بمهاجمة أهداف أمريكية بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الامن الدولي يدعو لان تنسحب القوات الاسرائيلية فورا من غزة ويدين هجوم بيت حانون.
وقال مصدر طبي فلسطيني ان صبيا فلسطينيا في الثامنة عشرة من عمره توفي متأثرا بجروح أصيب بها الاسبوع الماضي خلال غارة اسرائيلية على بيت حانون