دمشق - د.ب.ا: قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس الـمكتب السياسي لحركة حماس في دمشق، أمس: إن الـمباحثات التي أجراها رئيس الـمكتب السياسي خالد مشعل في القاهرة "كانت استمراراً لـما سبق من حديث واستكمالاً للدور الـمصري الذي يحاول أن يسهل ما تعقد".

وأضاف: إن اللقاء تناول القضايا التي عليها خلاف سواء في قضية تبادل الأسرى أو في إطار الوحدة الوطنية الفلسطينية "التي تكفل تشكيل هذه الحكومة بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني". وقال أبو مرزوق: إن عمر سليمان رئيس الـمخابرات الـمصرية سيستمر في مساعيه للتوصل إلى تفاهمات في النهاية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت.

وأكد نائب رئيس الـمكتب السياسي لحركة حماس قبول إسرائيل لـمبدأ التفاوض والتبادل والتزامن ووصفه بأنه كان "مشجعاً" مشيراً إلى أن الأمور ستؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى دون أن يحدد موعداً لذلك "لأنه بقي الكثير من الجهد".

وقال أبو مرزوق: إنه "ليس هناك من جديد بشأن الحكومة ولكن الحوارات ما زالت مستمرة وخاصة في إطار الـمستجدات التي وضعت ولـم تكن مطروحة من قبل.. ما زال الحديث يدور حول ما هي أفضل السبل للإبقاء على الشروط التي تم التفاهم عليها من ناحية ولتشكيل حكومة وحدة فلسطينية متوافقة مع ما فوض الشعب الفلسطيني وانتخب حماس على أساسه".

وقال: لا تقدم في هذا الجانب لكن الحوارات ما زالت قائمة. وكان وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، قد قال عقب لقاء له مساء الخميس، مع قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق: إن "تراجعات حركة فتح هي التي أدت إلى تأخير تشكيل الحكومة وإذا لـم تشكل حكومة فإن هذه الحكومة مستمرة وهي تحقق إنجازات"، مشيراً إلى أن الـموظفين حصلوا على نسبة 60 بالـمائة من رواتبهم حتى الآن.

وأضاف: إن الـمطلوب ليس حكومة وفاق وطني الآن بل حكومة تكنوقراط بمعنى عدم وجود أحد من حماس بها، و"الهدف منها حكومة تستطيع أن تلبي شروط (اللجنة) الرباعية وأهمها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف أي الـمقاومة والالتزام بالاتفاقيات السابقة"، مؤكداً أن هذا الامر "غير مقبول".

وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس الـمكتب السياسي لحركة حماس: إن "حماس لا تستطيع القبول بحكومة تكنوقراط لأنها عندما تذهب إلى الـمجلس التشريعي ببرنامج التكنوقراط وليس ببرنامج الوحدة الوطنية لن يصوت لها على الأقل عدد كبير من هذا الفصيل أو ذاك ومعنى ذلك تسقط الحكومة ولا تحصل على ثقة فندخل في فراغ دستوري لا يخرجنا منه إلا إعادة تشكيل حكومة منفردة، لذلك نقول الـمطلوب الآن أن لا نستجيب لشروط الرباعية لأنها لن تفك الحصار".

وأشار إلى أن "العديد من الدول الأوروبية ودول أوروبية فاعلة بدأت تدخل على الساحة لتريح هذه الساحة من النفوذ الأميركي الـمطلق الذي هو انحياز مطلق للوجود الإسرائيلي".

وأضاف: "هناك دول تمد يدها للحديث مع هذه الحكومة لإخراج الـمنطقة ببرنامج ليس على برنامج خطة خارطة الطريق ولا على البرامج السياسية السابقة ولكن هناك حديث عن هدنة بين الشعب الفلسطيني والكيان الإسرائيلي وبناء عليه نحن نرى أن الطريق الوحيدة الآن أن نطبق وثيقة الوفاق الوطني فإن طبقناها نستطيع أن ندعم هذه الحكومة في الـمجلس التشريعي ونعطيها الثقة ونراقبها".

وأضاف: إن "حكومة تكنوقراط لن تحظى بهذه الـميزة وأي محاولة لحرف الـمطالب أو الشروط لحكومة الوحدة القادمة أو الوفاق الوطني القادمة عن مسار الوفاق الوطني لن يكتب لها النجاح". وأكد أنه تم الاتفاق أن يكون خطاب التكليف نفس الخطاب السابق قائلاً إنه في خطاب التكليف الوطني "أن يعاد تفعيل بناء منظمة التحرير لتشارك فيها كافة الفصائل قبل نهاية العام 2006 على أن لا تتجاوز شهر شباط القادم".

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك "تراجعاً خطيراً" في موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح عن وثيقة الوفاق الوطني قد يؤثر على برنامج تحقيق هذه "الامنية" قائلا: "هدفنا أن يشارك الجميع بحيث لا نتنازل عن مواقفنا لا الـمتعلقة بالارض ولا الـمتعلقة بالانسان".