سدي بوكر (اسرائيل) (رويترز) - قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يوم الاثنين ان اسرائيل مستعدة للافراج عن كثير من السجناء الفلسطينيين مقابل اطلاق النشطاء الفلسطينيين سراح جندي اسرائيلي أسر في يونيو حزيران قائلا انه يمد يده للسلام.

وفي خطاب سياسي رئيسي عرض اولمرت تخفيف قيود التنقل على الفلسطينيين وتحرير اموال مجمدة اذا ما انتهى العنف ضد اسرائيل. وكرر استعداده للتخلي عن بعض الاراضي المحتلة من اجل اتفاق سلام نهائي.

وقال أولمرت "نحن مستعدون وراغبون في متابعة هذا المسار والاصرار الى ان نتوصل الى الحل المنشود."

وبعد ساعات من كلمة اولمرت أطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ من قطاع غزة سقطت على بلدة سديروت الاسرائيلية الحدودية على الرغم من اعلان هدنة يوم الاحد. ولم يصب أحد بسوء.

واعلنت كتائب شهداء الاقصى -وهي جزء من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس- المسؤولية عن الهجوم الذي جاء بعد ساعات من قيام القوات الاسرائيلية بقتل فلسطينيين اثنين في الضفة الغربية حيث لا تسري الهدنة.

وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم اولمرت "مد رئيس الوزراء يده بالسلام ولكننا نرى ما تفعله بعض الفصائل الفلسطينية بالمقابل."

ويتعرض اولمرت وعباس كلاهما لضغوط امريكية متزايدة لتحقيق تقدم باتجاه انهاء صراع دام عقودا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس حادثت اولمرت هاتفيا يوم الاثنين لتشيد بالكلمة التي القاها.

وقال المتحدث باسم الوزارة شين ماكورماك عن كلمة اولمرت "أعتقد ان ذلك والاعلان عن وقف اطلاق النار هي بالتأكيد تطورات نرحب بها.. وهي واعدة بالتأكيد."

واضاف المتحدث انه من المحتمل ان تلتقي رايس واولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس كل على حدة اثناء وجودها في المنطقة في صحبة الرئيس جورج بوش في زيارة للاردن هذا الاسبوع ولكن المسؤول قال ان هذا لم يتأكد بعد.

وأشاد الاتحاد الاوروبي ببوادر أمل في السلام بمنطقة الشرق الاوسط يوم الاثنين بعد أن صمدت هدنة في غزة واعلنت اسرائيل انها تستعد لاطلاق سراح كثير من السجناء الفلسطينين مقابل اطلاق سراح جندي اسير.

وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ان رباعي الوساطة للسلام في الشرق الاوسط الذي سيجتمع قبل نهاية العام يمكنه أن يساعد بوضع الية لمراقبة الهدنة.

كان نشطاء في غزة أطلقوا عدة صواريخ على اسرائيل عقب بدء سريان الهدنة لكن الهجمات الصاروخية توقفت الى حد كبير.

واذا ما استمرت الهدنة فربما تخف الضغوط الداخلية على اولمرت بعد الحرب غير الحاسمة مع ميليشيا حزب الله.

وخلال كلمته أبدى أولمرت مجددا رغبته في اخلاء بعض المستوطنات التي اقامتها اسرائيل في الضفة الغربية التي استولت عليها في عام 1967 وذلك من أجل "سلام حقيقي".

ولم يذكر أولمرت تفاصيل او شيئا بشأن "خطة تجميع" أحادية الجانب وضعت جانبا بعد الحرب الاخيرة في لبنان.

وقال أولمرت "مع اطلاق سراح جلعاد شليط وعودته سالما الى عائلته ستكون الحكومة الاسرائيلية مستعدة للافراج عن الكثير من السجناء الفلسطينيين حتى الذين صدرت عليهم أحكام بالسجن لفترات طويلة."

وكانت هذه المرة الاولى التي يعرض فيها أولمرت مبادلة سجناء مقابل اطلاق سراح شليط الذي ردت اسرائيل على أسره بشن هجوم على قطاع غزة.

وردت الحكومة التي تتزعمها حركة المقاومة الاسلامية حماس بفتور على عرض أولمرت قائلة "انه غير كاف" ملمحة الى طلبها بشأن التبادل المتزامن لاكثر من 1000 سجين فلسطيني مقابل اطلاق سراح شليط. ووصفت الحركة الاسلامية عرض اولمرت بانه تراجع.

وينظر الى الهدنة في غزة التي تهدف الى وقف الهجمات الصاروخية على اسرائيل والهجمات الاسرائيلية في المنطقة باعتبارها خطوة نحو احياء محادثات السلام التي انهارت قبل اندلاع انتفاضة فلسطينية في عام 2000 لكن أولمرت وضع قائمة شروط لاجراء محادثات سلام مع عباس.

وقال انه يتعين على الفلسطينيين في المقام الاول تشكيل حكومة وحدة وطنية تلبي المطالب الغربية المتعلقة بالاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة القائمة بين الجانبين مع وجوب اطلاق سراح شليط.

وخبت امال السلام منذ تولي حماس السلطة في مارس اذار.

ودخلت حماس في محادثات مع عباس لم تحقق اي نجاح يذكر حتى الان بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية من الخبراء يأمل الفلسطينيون ان تخفف من وطأة العقوبات الغربية.

وقال النائب الفلسطيني عن حماس مشير المصري في تعقيب على كلمة أولمرت ان الحركة ستواصل رفض الشروط التي تتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني