قالت مصادر مطلعة إنها لا تستبعد أن يتوجه الرئيس محمود عباس، إلى غزة، قريباً، للاجتماع مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية وقادة حركة حماس لاستئناف البحث في البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية.
وأشارت الـمصادر إلى أن الرئيس شدد على مسامع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، على أنه لن يتخذ أية إجراءات دراماتيكية فيما يخص الحكومة والوضع الداخلي قبل انتهاء شهر رمضان، مشددة على أن الرئيس سيطلب من هنية وقيادة (حماس) إعادة الالتزام بمحددات البرنامج السياسي الذي وقعه الرئيس وهنية قبل أكثر من أسبوعين وتراجعت (حماس) عن بعض بنوده. وبحسب الـمصادر فإن الإدارة الأميركية على ما يبدو تقبل بما جاء في هذه الـمحددات فيما يخص الوضع السياسي ولكن فقط على أساس الشرح الذي قدمه الرئيس عباس، في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم الـمتحدة لا سيما الإشارة إلى التزام الحكومة بجميع الاتفاقيات التي تم توقيعها بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
وأشارت الـمصادر إلى أنه في حال عدم موافقة (حماس) حتى نهاية شهر رمضان، على هذه الـمحددات السياسية فإن جميع الخيارات ستكون مفتوحة أمام الرئيس بما في ذلك إمكانية حل الحكومة وتكليف شخصية مستقلة بتشكيل الحكومة، غير مستبعدة امكانية لجوء الرئيس الى الانتخابات الـمبكرة في حال وصلت الامور في الـمجلس التشريعي الى طريق مسدودة بين الرئاسة والحكومة.
وبحسب هذه الـمصادر فإن الافضلية الاولى لدى الرئيس هي التوصل الى اتفاق وطني إلاّ انه في حال عدم وجود مثل هذا الاتفاق وبقاء الوضع على ما هو عليه او في حال وجود اقتراحات لا تخرج الوضع الفلسطيني من مأزقه الحالي فإنه ليس هناك بد من العودة إلى الشعب للحسم في هذه القضية.
وتشير الـمصادر إلى ان الولايات الـمتحدة الاميركية ومعها الدول الست في الخليج العربي مضافاً إليها الاردن ومصر اكدوا في الاجتماع الذي عقد في القاهرة على الدعم السياسي والـمالي للخيار الذي سيتخذه الرئيس عباس للخروج من الازمة الحالية. من جهة أخرى علـمت "الأيام" أن الاجتماع التحضيري الاول للقاء الرئيس عباس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولـمرت والذي عقد قبل ايام بمشاركة د. صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون الـمفاوضات ود. رفيق الحسيني، رئيس ديوان الرئاسة عن الجانب الفلسطيني ويورام طوربشتاين، رئيس طاقم مكتب اولـمرت ومساشاره شالوم ترجمان، لـم ينته الى النتائج الـمطلوبة لربط الجانب الاسرائيلي الحديث عن أي من القضايا الـملحة بالافراج بداية عن الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة جلعاد شاليت. ومع ذلك فإنه من الـمرتقب استئناف هذه الاجتماعات مع انتهاء العطل اليهودية.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ابلغت الرئيس عباس انها تتوقع من اجتماعها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اولـمرت ان يفضي الى بعض الحلحلة في موضوع تحويل بعض من الـمستحقات الـمالية الفلسطينية الـمحتجزة لدى اسرائيل الى الرئاسة الفلسطينية وادخال تسهيلات على حركة الـمواطنين الفلسطينيين على الـمعابر للتخفيف من وطأة الاوضاع الانسانية الصعبة في قطاع غزة.
إلاّ ان مكتب اولـمرت كان اكد بعد اللقاء انه لن يتم اتخاذ اية خطوات ذات معنى باتجاه الفلسطينيين بما في ذلك الحديث عن الافراج عن معتقلين فلسطينيين ما لـم يتم بداية الافراج عن الجندي شاليت حيث بقي الحديث الاسرائيلي عن التخفيف عن الفلسطينيين وتعزيز مكانة الرئيس عباس مجرد كلام.
وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة فإنه ليس من الـمتوقع انخراط الولايات الـمتحدة الاميركية في اية عملية سياسية ذات معنى على الـمسار الفلسطيني ــ الاسرائيلي قبل انتخابات الكونغرس الاميركي الـمقررة الشهر الـمقبل. - الأيام -