غزة (رويترز) - قال مسؤول فلسطيني بارز يوم الثلاثاء ان جهود الوساطة التي قام بها وزير خارجية قطر فشلت في انهاء المأزق بين الزعماء الفلسطينيين المتنافسين والذي يحول دون تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأثار المأزق اسوأ اقتتال داخلي بين الفلسطينيين في عقد مع انهماك حكومة رئيس الوزراء اسماعيل هينة التي تقودها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في صراع مرير على السلطة مع الرئيس محمود عباس زعيم حركة فتح.

وقال ياسر عبد ربه وهو مساعد بارز لعباس "الخلافات حول المسائل الجوهرية باقية... في ضوء محادثات الليلة فانه لا يبدو اننا قريبون من اتفاق."

والعقبات الرئيسية امام تشكيل حكومة وحدة وطنية هي رفض حماس المشاركة في أي حكومة تعترف باسرائيل ورفضها نبذ الكفاح المسلح ضد الدولة اليهودية.

وعقد عباس اجتماعين مع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني ليل الاثنين امتد ثانيهما حتى الساعات الاولى من صباح الثلاثاء.

وأجرى الشيخ حمد محادثات مع عباس وهنية كل على حدة في قطاع غزة بعد أن اجتمع يوم الاحد مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق.

ووفقا لما قاله عبد ربه فان المحادثات فشلت لان حماس واصلت رفض الاعتراف باسرائيل او قبول الاتفاقات الموقعة في السابق مع الدولة اليهودية.

وقال "سنواصل الحوار حول هذه النقاط لكن لا يمكن ان ينجح اي برنامج لحكومة وحدة ما لم يتم تسوية هذه النقاط."

وقال عباس ان مسعى الوساطة القطري سيستمر لكن الشيخ حمد غادر قطاع غزة في وقت مبكر من الثلاثاء ولم يتضح هل أو متى سيعود.

وحذر عبد ربه من ان فشل الوساطة القطرية سيدفع على الارجح الي اجراء انتخابات فلسطينية مبكرة.

وقال "هذه المبادرة هي المسعى السياسي الاخير المبذول ويتعين اقتناص الفرصة لان البديل هو اجراء انتخابات مبكرة."

وقال ساسة فلسطينيون ان المقترحات القطرية تضمنت تشكيل حكومة من الخبراء (التكنوقراط) وعقد اجتماع بين عباس ومشعل الذي فازت حركته في الانتخابات الفلسطينية في يناير كانون الثاني الماضي.

وقتل 15 شخصا في اشتباكات بين حماس وفتح منذ انهارت المحادثات بشأن حكومة ائتلافية في اسوأ اقتتال بين الفلطسينيين في غزة والضفة الغربية منذ بدء الحكم الذاتي الفلسطيني في 1994 .

وقال معاونون لعباس ان مشعل قدم للشيخ حمد اقتراحا مضادا من حماس لم تتكشف تفاصيله. وقال معاون بارز للرئيس الفلسطيني "عباس استشاط غضبا ورفض ورقة حماس."

ويقول مسؤولو حماس ان أي اتفاق يجب ان يقوم على اساس "وثيقة الاسرى" التي وضعها قياديون فلسطينيون في السجون الاسرائيلية ووافقت عليها حماس في يونيو حزيران بعد تعديلات.

وتدعو الوثيقة الي مفاوضات مع اسرائيل اذا انسحبت الدولة اليهودية من الاراضي التي تحتلها منذ عام 1967 وان تتركز المقاومة على الوسائل السلمية وانشاء حكومة وحدة وطنية.

وتقول حماس ان الاعتراف باسرائيل وأي نهاية للكفاح المسلح سيكونان بلا طائل ما دامت الدولة اليهودية ترفض الانسحاب من جميع الاراضي المحتلة.

وعلى صعيد العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين قال سكان في جنوب قطاع غزة ان فلسطينيا قتل بنيران اسرائيلية في وقت مبكر من يوم الثلاثاء. وامتنع الجيش الاسرائيلي عن التعقيب