رام الله - تواصل اضراب المعلمين والموظفين الحكوميين امس لليوم الثاني على التوالي، ما اصاب الوزارات والمدارس في الاراضي الفلسطينية بالشلل.
وقال رئيس نقابة العاملين في الوظيفة الحكومية بسام زكارنة لوكالة فرانس برس: "ان نسبة المضربين في مؤسسات السلطة الفلسطينية كافة ارتفعت مقارنة مع يوم امس".
واضاف زكارنة: "ان 98% من الموظفين مضربون اليوم". بينما تقول الحكومة برئاسة "حماس" ان العديد من المدارس تعمل بالشكل المعتاد دون ان تعطي ارقاما محددة.
واشار زكارنة الى ان "خيمة الاعتصام ستستمر حتى تحقيق مطالب الموظفين بصرف رواتبهم المتوقفة منذ ستة اشهر".
وقال المسؤول النقابي، ان حجم الاضراب اعطاه "املا في التوصل الى حل" حول الرواتب.
وفي مدينة رام الله نصب المعتصمون امس خيمة امام مقر مجلس الوزراء.
كما واصل موظفو القطاع الصحي في المحافظة، امس، اضرابهم الـمفتوح عن العمل لليوم الثاني على التوالي.
كما نظم موظفو مستشفى رام الله الحكومي اعتصاماً في باحة قسم الطوارئ بالـمستشفى، مجددين التزامهم بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم.
وخلت مختلف أقسام الـمستشفى من الـموظفين والاطباء، ما يؤكد اصرار الـموظفين على مواصلة الإضراب الذي شل العمل في كافة الـمدارس والـمؤسسات والدوائر الحكومية بما في ذلك الـمستشفيات.
من جهتها، اكدت حركة فتح في بيان اصدرته امس ان الاضراب "ممارسة قانونية وحق مكفول للتعبير الحر عن المواقف والتطلعات"، داعية الحكومة الى الاستجابة لمطالب المضربين الشرعية.
ورفضت فتح "تواجد قوات الامن المساندة التابعة لوزير الداخلية واية قوة حكومية وغير حكومية بالقرب من باحات الاعتصام والاضرابات والمدارس، ومحاولات الحكومة او نواب في التشريعي التأثير على المضربين وتهديدهم بالفصل والملاحقة".
واوضح البيان "ان الحكومة هي الجهة التي تتحمل بمفردها المسؤولية كاملة عن تردي علاقات الشعب الفلسطيني بدول العالم"، داعية اياها الى "اعادة اصلاح الخلل في علاقاتها مع الدول المانحة على اساس الالتزام بقرارات الامم المتحدة لاخراج الشعب من وديان التخلف والانعزال".
وفي محافظة نابلس، واصل المعلمون والموظفون الحكوميون، أمس، الإضراب عن العمل لليوم الثاني على التوالي، واستمرت حالة الشلل في مختلف المؤسسات الحكومية، والقطاع التعليمي.
واوضح أمجد أبو رعد، رئيس نقابة العاملين في الوظيفة الحكومية بالمحافظة، ان نسبة المشاركة في إضراب المعلمين ارتفعت قليلا في اليوم الثاني للإضراب مقارنة بما كانت عليه في اليوم الأول.
وقال: بلغت نسبة مشاركة المعلمين في الاضراب، أول من أمس، نحو 83%، ارتفعت أمس إلى 85% تقريبا.
ونوه الى ان الاضراب في مكاتب الوزارات الاخرى بدا كاملا واقترب من 100%، وقال: باستثناء 5 - 6 موظفين في دائرة البيطرة.
من جانبه، اكد الدكتور حسام الجوهري، مدير مستشفى رفيديا، الذي يعتبر ثاني اكبر مستشفى حكومي في الضفة، ان اضراب الموظفين لن يحول دون تقديم الخدمة والرعاية للحالات الطارئة.
وفي طوباس، واصل المعلمون أمس، إضرابهم عن العمل، لليوم الثاني على التوالي.
وأعلن الاتحاد العام للمعلمين فرع طوباس، في بيان أصدره أن نسبة الإضراب في مدارس المحافظة، بلغت، أمس، 5ر83%، مشيراً إلى أن من بين المدارس التي واصلت إضرابها بنسبة 100%، هناك 14 مدرسة للذكور والإناث من أصل 29 مدرسة تتوزع في عموم المحافظة.
وفي محافظة جنين، تواصل الإضراب المفتوح عن العمل في سائر الدوائر الحكومية والمدارس أمس، لليوم الثاني على التوالي، في وقت نظمت فيه نقابة العاملين في الوظيفة العمومية، اعتصاما أمام مديرية الداخلية، وذلك بالتنسيق مع نقابات المعلمين والممرضين والموظفين.
وقال طارق الشيخ، منسق نقابة العاملين في الوظيفة العمومية لفرع جنين، إن الإضراب سار بنجاح في يومه الثاني، حيث أغلقت جميع المدارس التابعة لمديريتي التربية والتعليم، والمراكز الصحية، والمؤسسات الحكومية في جنين وقباطية، أبوابها استجابة لدعوة النقابة، وذلك للاحتجاج على استمرار أزمة الرواتب، وتفاقم معاناة الموظفين الحكوميين.
في غضون ذلك، اعتصم مئات الموظفين الحكوميين، أمام مديرية الداخلية في المدينة، وذلك بدعوة من نقابة العاملين في الوظيفة العمومية، واتحاد المعلمين.
وفي قلقيلية، تواصلت امس، حالة شلل عمل كافة الـمؤسسات والدوائر الحكومية في المحافظة، جراء الإضراب الـمفتوح الذي ينفذه الـموظفون للـمطالبة بتوفير رواتبهم الـمتأخرة منذ ستة أشهر.
وأفادت مصادر صحافية، بأن غالبية الدوائر والـمؤسسات الحكومية لـم تفتح أبوابها، حيث امتنع الـموظفون عن التوجه إلى أعمالهم لليوم الثاني على التوالي.
وأضافت الـمصادر الصحافية، أن إضراب الـموظفين انعكس سلباً على العديد من القطاعات من بينها النقل والـمواصلات وحركة الأسواق.
إلى ذلك، تزايدت امس، حدة الإضراب الشامل والـمفتوح الذي ينفذه الـمعلـمون الحكوميون.
وذكرت الـمصادر الصحافية، أن العملية التعليمية لـم تنتظم في العديد من مدارس الـمحافظة، في اليوم الثاني من العام الدراسي الجديد، وأن آلاف الطلبة لـم يلتحقوا بمدارسهم بعد بسبب الإضراب.
وفي محافظة بيت لحم، تواصل، أمس، الإضراب الشامل في كافة الـمؤسسات الحكومية، ومنها التعليمية، لليوم الثاني على التوالي.
وأغلقت جميع الـمؤسسات الخدماتية أبوابها، ولـم يتوجه إليها موظفوها، وهو ما ألقى بظلاله على الـمواطنين الـمراجعين لها من أجل إنجاز بعض متطلباتهم الحياتية من أوراق رسمية وثبوتات.
وفي محافظة الخليل، نظم المئات من الطلبة في مدرستين بالمدينة وبلدة حلحول، امس، تظاهرات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم في التعليم وتضامناً مع مطالب المعلمين في الحصول على رواتبهم، فيما حذرت مصادر من "التربية والتعليم" من محاولات لإثارة الفوضى مع تصاعد اضراب المعلمين والموظفين الحكوميين، ما يستدعي انتشار افراد الشرطة في محيط عدد من المدارس.
وقال مدير التربية والتعليم بالخليل محمد عمران القواسمي، ان الإضراب الذي ينفذه المعلمون شمل 80% من المدارس التابعة للمديرية (215 مدرسة)، فيما اشار شفيق ابو حماد امين سر اتحاد المعلمين بالمحافظة، الى ان الإضراب شمل 90% من المدارس التابعة لمديرية التربية في جنوب الخليل (162 مدرسة).
في الإطار ذاته، نظمت أمام مقر مديرية التربية والتعليم بالخليل، اعتصامات احتجاجية من قبل مجموعات من المعلمين، طالبوا فيها السلطة الوطنية بتلبية مطالب المعلمين والموظفين لتمكينهم من القيام بوظائفهم، فيما نظم ظهر امس، اعتصام من قبل عشرات المعلمين تأييداً للحكومة وضد الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وفي محافظة خان يونس، تواصل، الإضراب الجزئي في المدارس الحكومية، لليوم الثاني على التوالي.
وأوضح رشدي الفرا، مدير مدرسة خالد الحسن الثانوية العليا للبنين وسط خان يونس، أن نسبة حضور الطلبة إلى المدرسة لم تتجاوز نسبة 40%، فيما تواجد كافة المعلمين وتم فتح الفصول أمام الطلبة لإعطاء الفرصة للمعلمين الراغبين في التدريس لمواصلة عملهم دون عوائق.
وبمحافظة الوسطى، تسبب إضراب الـمعلـمين في الـمدارس الحكومية بتشويش كبير في العملية التعليمية في اليوم الدراسي الثاني، رغم انخفاض حدة الإضراب.
وقالت مصادر متعددة لـ "الأيام": إن إضراب الـمعلـمين الذي دخل يوم أمس يومه الثاني، تواصل بصورة متفاوتة في مدارس الـمحافظة رغم تزايد محاولات كسر الإضراب من الـمعلـمين الـمحسوبين على حركة "حماس" ومؤيديها.
وأكدت الـمصادر ذاتها أن عددا كبيرا من تلاميذ الـمدارس خاصة في مدينة دير البلح التي تحتوي على العدد الأكبر من الـمدارس الحكومية في الـمحافظة، عادوا إلى منازلهم ولـم يتلقوا تعليمهم رغم تواجد الـمعلـمين الـمحسوبين على "حماس".
من جهتها، هددت كتلة حركة فتح البرلمانية برفع شبكة الامان التي وفرتها للحكومة برئاسة حركة "حماس" اذا استمرت الحكومة في قمع اضراب الموظفين الحكوميين.
وقال عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح جمال ابو الرب لوكالة فرانس برس "اعلنا سابقا عندما خطفت واعتقلت اسرائيل عددا من نواب ووزراء حركة حماس اعطاء الحكومة شبكة امان. لكن اذا استمرت الحكومة في قمع الاضراب، فان كتلة حركة فتح ستسقط شبكة الامان هذه".
واضاف: "سنقوم ايضا بمساءلة واستجواب النواب واي مسؤول يهدد الموظفين بلقمة عيشهم ولا يلتزم بقرار المجلس التشريعي الذي اتخذ في آخر جلسة في الثلاثين من آب الماضي الذي يعتبر الاضراب حقا مشروعا للموظفين".
وتابع: "نطالب الحكومة بالالتزام بقرار المجلس التشريعي باعتبار الاضراب حقا كفله القانون الاساسي. ونؤكد ان المجلس التشريعي يدعم الاضراب وحضورنا الى خيمة اعتصام الموظفين امام مجلس الوزراء في رام الله للتأكيد على هذا الدعم".
وقال الموظف في وزارة السياحة ابراهيم الحافي لفرانس برس: "نحن مضربون عن العمل لان رواتبنا متوقفة منذ ستة اشهر وقد اضطررنا الى اللجوء الى الديون لتوفير الحد الادنى من حاجات اسرنا".
وقال الموظف في وزارة العدل توفيق حرزالله: "منذ ستة اشهر لا نحصل على رواتبنا وندفع المواصلات واجرة السكن ونحن من جاع وليس وزراء الحكومة".
واضاف: "لجأنا الى الاضراب بعد مناشدات عديدة للحكومة التي ادارت ظهرها لمطالبنا".
وقال الموظف في المجلس التشريعي احمد عساف: "آن الاوان للحكومة ان تستجيب لمطالب العقل والمنطق وان تعلن آلية سريعة لحل ازمة 165 الف موظف يعيلون مئات آلاف المواطنين".
واضاف ان "وزراء ومسؤولين في الحكومة يكيلون التهم للمضربين وعليهم التوقف عن القمع الفكري والمادي والتكفير والتخوين للمضربين".
وتابع: "عليهم ان يعترفوا بالحقيقة وهي ان الحكومة عاجزة عن القيام بواجبها الذي انتخبت من اجله وهو توفير الامن والاستقرار وحياة افضل للشعب الفلسطيني".
ويطالب الموظفون بدفع رواتبهم كاملة عن الاشهر الستة الماضية التي توقفت بسبب قطع المساعدات الدولية عن الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في اذار بعد فوزها في الانتخابات التشريعية - الأيام -