غزة (رويترز) - قال شهود ووكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان مسلحين اقتحموا مكتب الوكالة التابعة للرئيس محمود عباس يوم الثلاثاء وضربوا مراسلا وحطموا معدات.

تزامن الهجوم الذي وقع في غزة مع تصاعد التوتر بين حركة فتح التي يتزعمها عباس وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) بشأن قتل مسؤول مخابرات كبير في الاسبوع الماضي مؤيد للرئيس في اطلاق رصاص زاد من تعقيد جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال شهود ان مسلحين مجهولين حطموا جهاز كمبيوتر ودمروا معدات اخرى في مكتب وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) في بلدة خان يونس بجنوب قطاع غزة.

وقالت الوكالة ان صحفيا تعرض للهجوم ونقل للمستشفى للعلاج.

وبينما لم يعلن أحد المسؤولية عن الهجوم اتهم المسلحون وكالة الانباء الفلسطينية بتقديم تغطية اعلامية منحازة.

وقال مسؤولون من فتح في وقت لاحق يوم الثلاثاء ان المئات من مسلحي حركة فتح انتشروا في خان يونس لحماية المؤسسات العامة وبخاصة تلك التي يسيطر عليها عباس.

وفي يونيو حزيران الماضي اقتحم مسلحون مكتب التلفزيون الفلسطيني في غزة واتهموا الشبكة التي تخضع لسيطرة الرئيس الفلسطيني بمحاباة حركة فتح. وألقت فتح باللوم في هذا الحادث على ناشطين من حماس وهو اتهام نفته حماس.

وفي اطار مساع لحل الخلافات ورفع العقوبات الغربية اعلن عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية القيادي بحماس في الاسبوع الماضي عن خطط لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

لكن الخلافات استمرت حيث جمد عباس المحادثات بعد ان اتهم حماس بالتراجع عن اتفاق يقول انه تضمن قبول اتفاقات السلام المؤقتة مع الدولة اليهودية.

وقالت الولايات المتحدة ايضا ان شروط تشكيل حكومة وحدة وطنية لم تذهب الى حد الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف.

وقالت حماس ان المحادثات متوقفة فقط اثناء حضور عباس اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك وأصرت على انها ستلتزم بالاتفاقات اذا كانت في مصلحة الشعب الفلسطيني.

وفي استعراض للقوة نزل الوف العمال الذين يلوحون بأعلام حماس الى الشوارع في غزة في اجتماع حاشد نظمته الحركة استهدف حث عباس على المساعدة في دفع رواتبهم. كما حث المتظاهرون عباس ايضا على عدم الاستسلام لما يرون انه ضغوط امريكية بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ولم تدفع السلطة الفلسطينية التي تقودها حماس الرواتب كاملة منذ مارس اذار الماضي عندما قطعت القوى الغربية المساعدات للضغط على الحركة الاسلامية. وبدأ عباس في صرف مبالغ باستخدام اموال عربية متجاوزا حماس.

وقال شهود عيان في المظاهرة ان المحتجين اعتدوا بالضرب على ثلاثة صحفيين بينهم مصور تلفزيوني يعمل لدى التلفزيون الفلسطيني. وتعرض صحفي اخر هو موفق مطر المعروف بمواقفه المؤيدة لفتح لضرب مبرح.

وفي خطوة زادت من تهديد خطط تشكيل حكومة وحدة وطنية قال مسؤولون ان عباس لن يوافق على تشكيل ائتلاف الى ان تعتقل حماس الذين يقفون وراء قتل جاد التايه وهو مسؤول كبير في ادارة المخابرات العامة في غزة الاسبوع الماضي.

كما قتل أربعة من حراسه الشخصيين في حادث اطلاق الرصاص عليهم من سيارة متحركة.

وقالت حماس مجددا في بيان يوم الثلاثاء انها غير مسؤولة عن القتل وان صبرها يمكن ان ينفد اذا استمرت الاتهامات عن تورط الجماعة.

وسار مئات من اقارب الرجال الذين قتلوا الى البرلمان في غزة يوم الثلاثاء واطلقوا الاعيرة النارية في الهواء. وحمل بعضهم قذائف صاروخية. ولم تقع اشتباكات.

وحققت حماس فوزا مفاجئا على فتح في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يناير كانون الثاني الماضي.

وتولت حماس السلطة في مارس اذار مما دفع الغرب الى قطع المساعدات المالية بسبب رفض الجماعة الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة.