صوفيا - "وفا" : ثمّن الرئيس محمود عباس، أمس، مواقف بلغاريا الداعمة للقضية الفلسطينية.
وأشاد الرئيس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس البلغاري جيورجي بارفانوف، عقب مباحثات عقداها في مقر الرئاسة في العاصمة البلغارية، بقرار بلغاريا افتتاح ممثلية دبلوماسية لها في رام الله، داعياً نظيره البلغاري إلى زيارة فلسطين في الوقت الذي يراه مناسباً.
وكان الرئيس، عقد جلستي مباحثات مع الرئيس البلغاري، الأولى، حضرها عن الجانب الفلسطيني الدكتور زياد أبو عمرو، وزير الخارجية، والدكتور نمر إسماعيل، سفير فلسطين لدى بلغاريا، وعن الجانب البلغاري وزير الخارجية، إيفايلو كالفين.
وانضم إلى الجلسة الثانية الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة الـمفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، ونبيل عمرو، الـمستشار الإعلامي للسيد الرئيس، ونبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة، وعبد الكريم عويضة، مدير عام الـمراسم. وأشار الرئيس إلى عمق العلاقات، التي تربط فلسطين ببلغاريا، وقال مخاطباً الرئيس بارفانوف: "أينما ذهبت فإنك ستجد مهندساً أو طبيباً أو أستاذاً فلسطينياً من خريجي بلغاريا".
وأشاد بمواقف بلغاريا واعترافها بحكومة الوحدة الوطنية، وهنأ بلغاريا لدخولها هذا العام في الاتحاد الأوروبي، معرباً عن أمله أن يسهم هذا الدخول في دعم الحقوق الفلسطينية.
ورداً على سؤال للرئيس عباس، حول مصير الصحافي البريطاني الـمختطف ألن جونستون، لفت إلى أنه على اتصال دائم مع السيدة مارغريت ببكيت، وزيرة الخارجية البريطانية، كان آخرها اتصال هاتفي جرى بينهما، أول من أمس، وأنهما متفقان على كيفية معالجة الـموضوع.
وأوضح في هذا الصدد، أن الفوضى والفلتان الأمني الحاصل، جاء بسبب التدمير الذي ألحقته إسرائيل بالأجهزة الأمنية، مشدداً في الوقت ذاته على أن القيادة الفلسطينية تبذل كل الجهود لإطلاق الصحافي البريطاني الـمختطف، وأنه تم في السابق الإفراج عن جميع الأجانب، الذين اختطفوا في قطاع غزة.
وكان الرئيس برفانوف، رحب بدوره بالرئيس عباس، وأشاد بالعلاقات التاريخية الفلسطينية ــ البلغارية، مشيراً إلى أن وجود الرئيس عباس يدل على عمق العلاقة والصداقة بين البلدين والشعبين.
وأكد الرئيس برفانوف، أن بلغاريا ستساهم من خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي في دعم الحقوق الـمشروعة للشعب الفلسطيني، معلناً عن افتتاح ممثلية دبلوماسية لبلغاريا في رام الله، كي تسهم في تعزيز العلاقات الفلسطينية البلغارية، حيث كرر في هذا الصدد موقف بلاده الثابت في دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الـمستقلة على ترابه الوطني.
ورحب الرئيس البلغاري بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، معتبراً أنها تشكل خطوة على طريق حلحلة الأمور في منطقة الشرق الأوسط، وتفعيل عملية السلام، مقيّماً في هذا الـمجال إيجابياً الجهود التي تقوم بها اللجنة الرباعية الدولية، ومرحباً بتفعيل "قمة الرياض" لـمبادرة السلام العربية، التي أطلقت في قمة بيروت في 2002.
وعبّر عن ارتياحه للاتصالات الفلسطينية ــ الإسرائيلية، وخاصةً اللقاءات التي تعقد بين الرئيس عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولـمرت، معرباً عن أمله أن تسهم في تحريك عملية السلام.
وقال الرئيس البلغاري: "إننا ندعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية، وجهود الرئيس عباس لفك الحصار الـمفروض على الشعب الفلسطيني، وسنعمل من خلال وجودنا في الاتحاد الأوروبي للدفع بهذا الاتجاه.
وكان الرئيس عباس، وصل عصراً إلى صوفيا، الـمحطة الرابعة في جولته الأوروبية، قادماً من ستوكهولـم، لحشد التأييد الدولي لـمبادرة السلام العربية، وحكومة الوحدة الوطنية. وفور وصوله إلى صوفيا جرى له، استقبال رسمي وشعبي في منطقة ضريح الجندي الـمجهول وسط العاصمة البلغارية، بحضور العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية في بلغاريا.
واستعرض الرئيس والرئيس البلغاري حرس الشرف، وعزف بعده النشيدان الوطنيان الفلسطيني والبلغاري، كما وضع أبو مازن إكليلاً من الزهور، على ضريح الجندي الـمجهول، قبل أن يتوجه الرئيسان إلى مقر الرئاسة البلغارية لبدء محادثاتهما الرسمية. ومن الـمقرر أن يبدأ الرئيس عباس، اليوم (السبت)، زيارة إلى اليونان، يجري خلالها محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارامانليس والرئيس كارلوس بابولياس ووزيرة الخارجية دورا باكوياني.