تل ابيب - واجه معظم السياسيين الاسرائيليين بالسخرية والاستخفاف، خطة وزير الدفاع عمير بيرتس، لتحقيق تسوية دائمة للسلام في الشرق الأوسط في غضون سنتين. وأجمع السياسيون، بمن فيهم قادة بارزون في حزب العمل، الذي يقوده بيرتس، ان الهدف من هذه الخطة ليس دفع عملية السلام الى الأمام، بل محاولة انقاذ نفسه من الهزيمة في الانتخابات الداخلية في حزب العمل.
وكان بيرتس قد طرح خطته في الأول من أمس، أمام قيادة حزبه، بعد أن كان أطلع عليها رئيس الوزراء ايهود أولمرت. وطلب أن يتم البحث فيها خلال جلسة للحكومة. فأجابه أولمرت بأنه سوف ينظر في الاقتراح بعدما يعود من الصين. ويبني بيرتس خطته، كما يقول، على خريطة الطريق الأميركية وعلى مبادرة السلام السعودية التي تحولت الى مبادرة عربية في قمة 2002 في بيروت. وهي تتألف من ثلاث مراحل يستغرق انجازها سنتين ونصف السنة، على النحو التالي: المرحلة الأولى، لتثبيت الوضع ومدتها ستة أشهر: وتخصص لاتخاذ اجراءات من الطرفين تؤدي الى الهدوء واعادة الثقة واستقرار أمني واقتصادي. ويتضمن ذلك تنفيذ صفقة تبادل أسرى (جلعاد شليط مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين)، ازالة البؤر الاستيطانية التي بنيت في الضفة الغربية منذ مارس (آذار) 2001 من دون تراخيص حكومية (125 بؤرة استيطان)، تثبيت التهدئة وتوسيعها. المرحلة الثانية وعنوانها «مفاوضات مبادئ» ومدتها أيضا ستة أشهر: البدء بمفاوضات على مبادئ التسوية الدائمة للصراع وتوسيع السيادة الفلسطينية بحيث تنسحب اسرائيل من المدن الفلسطينية ومن جميع المناطق المعروفة بمناطق «ب» حسب اتفاقات أوسلو، والتي تولت السلطة الفلسطينية فيها المسؤوليات الادارية في ما بقيت اسرائيل مسؤولة عن الادارة الأمنية، وتحويلها الى مناطق «أ»، التي تخضع بالكامل لسيادة السلطة الفلسطينية. ويقام مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، يعطي غطاء دوليا للاتفاقات التي يتوصل اليها المفاوضون من الطرفين. المرحلة الثالثة وعنوانها «المفاوضات التفصيلية» ومدتها 18 شهرا: وتخصص للمفاوضات حول تفاصيل التسوية الدائمة القائمة على أساس مبدأ «دولتان للشعبين»، التي تفضي في نهايتها الى سلام دائم بين اسرائيل وبين فلسطين العتيدة. ولكن ما أن أعلن بيرتس عن خطته هذه حتى خرجت الأصوات تهاجمه وتتهمه بطرح خطة دعائية هدفها تثبيت وضعه السياسي، بعد أن ارتفع عدد منافسيه على رئاسة الحزب الى خمسة بينهم ايهود باراك، رئيس الحكومة الأسبق. وقال أوفير بنيس، وزير العلوم الذي استقال من الحكومة بسبب رفضها اقامة لجنة تحقيق رسمية ذات صلاحيات للبحث في اخفاقات الحرب على لبنان ويرشح نفسه للمنافسة على رئاسة الحزب، ان بيرتس يثير الضحك بهذا الاقتراح. فهو يطرح خطة سياسية تشتمل على بند لاخلاء المستوطنات، بينما كل واحد يعرف أنه بصفته وزير دفاع، يعتبر بيرتس صاحب الصلاحيات لاتخاذ القرار التنفيذي بإزالة تلك المستوطنات، فلماذا لا ينفذ؟ فهناك قرار واضح في المحكمة بإزالتها. ورد عامي أيلون المنافس الثاني لبيرتس على رئاسة حزب العمل بهجوم هو الآخر قائلا ان شعبي البلاد زهقا من الحلول المرحلية، وأصبحت هناك حاجة الى الانتقال مباشرة الى التسوية الدائمة، وعليه فإنه، أي أيلون، يفضل مبادرة وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، وهي من حزب «كديما» على مبادرة رئيس حزبه. وانتقد الخطة أيضا داني ياتوم، المؤيد لايهود باراك، فقال انها غير واقعية. فالسلطة الفلسطينية اليوم محكومة برأسين، وفي حالة كهذه لا تصلح لأي مفاوضات. وهاجمها رئيس كتلة الليكود في الكنيست، جدعون ساعر، بقوله: الحكومة لا تعرف طريقها. فلكل وزير فيها بات هناك خطة سياسية، وهذا يدل على انها ليست حكومة ثابتة. - الشرق الأوسط =