غزة (رويترز) - أجج الارتفاع الحاد في وتيرة الاقتتال بين حركتي حماس وفتح مخاوف الفلسطينيين من أن حلمهم في دولة مستقلة صار أبعد منالا من ذي قبل.

وقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينيا في قطاع غزة منذ دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح لاجراء انتخابات جديدة الشهر الماضي ليزيد حدة المواجهة في صراعه على السلطة مع حركة حماس الحاكمة.

ويخشى بعض الفلسطينيين أن يؤدي الصراع الى نشوب حرب أهلية.

وكانت عملية السلام اسرائيل مجمدة بالفعل حتى قبل أن تتغلب حماس على فتح في الانتخابات التشريعية التي أجريت قبل عام بعد أن انهارت محادثات السلام عام 2000.

وقال خالد حسن (40 عاما) وهو سائق سيارة أجرة في قطاع غزة "ربما كان حلم اقامة دولة صعبا بالفعل لكن في ظل القتال بين حماس وفتح أصبح هذا الحلم مستحيلا."

وأضاف "العالم لن يستمع لنا ان كنا لا نستمع لبعضنا البعض."

وخلال مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الاحد قال عباس انه يريد اقامة دولة فلسطينية في أقرب موعد ممكن. وتعهدت رايس بزيادة المشاركة الامريكية في هذه العملية.

لكن الاقتتال الداخلي الذي بدأ العام الماضي أصبح عقبة أساسية أمام استئناف محادثات السلام مع اسرائيل.

وفشل عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية في الاتفاق على برنامج سياسي مشترك ولا سيما بشأن اسرائيل الامر الذي أثار معظم التوتر.

وترفض اسرائيل التعامل مع حماس التي يدعو ميثاقها الى القضاء على الدولة اليهودية.

ويتهم الفلسطينيون المعتدلون اسرائيل بتجاهل نداءات عباس باستئناف المحادثات. ولم يعقد عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت سوى اجتماع رسمي واحد.

وقال أبو أحمد (60 عاما) انه لا يستطيع ان يتذكر وقوع أعمال عنف سياسية بهذا الشكل بين الفلسطينيين في غزة والضفة المحتلة ودعا فتح وحماس لحل خلافاتهما قبل ان يفوت الاوان.

وقال العامل الزراعي المتقاعد "اما أن يوقفوا القتال أو يجازفوا بأن ينهدم المعبد على رؤوسهم ورؤوس الشعب."

وأضاف "العالم كان مترددا وليس مستعدا لمنحنا دولتنا. أما الان فهو ليس تحت أي ضغط لعمل ذلك."

وقال صائب عريقات وهو مساعد كبير لعباس تفاوض مع اسرائيل لسنين بشأن اقامة دولة مستقلة ان العنف الداخلي هو الخطر الاكبر.

وقال لرويترز "باعتقادي الصراع الداخلي هو أخطر الحالات وقد يعيق كل شيء بما في ذلك حلم الفلسطينيين في دولة."

أما فوزي برهوم المتحدث باسم حماس فقال ان الحركة تدرك مخاوف الفلسطينيين بشأن اقامة دولة وقال ان الهدوء سيعود قريبا.

واتهم برهوم أطراف مثل الولايات المتحدة بتأجيج الصراع الداخلي بدعم طرف ضد الاخر.

وتريد الولايات المتحدة أن ينتصر عباس في المواجهة مع حماس التي تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية. وتعتزم الولايات المتحدة تقديم 86 مليون دولار للمساعدة في تدريب أفراد الحرس الرئاسي لعباس ومدهم بالسلاح.

وتتلقى حماس مساعدات من ايران وحلفاء اسلاميين اخرين وتعمل حاليا على بناء قوتها التنفيذية.

وقال برهوم "السياسة الامريكية قائمة على حصار الشعب الفلسطيني وعدم احترام الديمقراطية وعلى منع اقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة