غزة (رويترز) - اندلع قتال يوم الأحد في قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس هو الأسوأ من نوعه منذ أسابيع ليرتفع عدد القتلى في مطلع الاسبوع إلى ستة اشخاص بالاضافة إلى اصابة 59 آخرين.
وقال مسؤولون إن من بين الضحايا رجل دين مواليا لحماس اقتيد من بيته إلى الشارع وأطلق عليه النار عدة مرات بعد أن أطلق مسلحون النار على حارس من حركة فتح ثم ألقي من بناية عالية في مدينة غزة ليلقى حتفه.
وقال شهود ان مسلحين ملثمين من كلا الحركتين تدفقوا على الشوارع ووضعوا كتلا خرسانية وأقاموا حواجز لايقاف السيارات وفحص أوراق الهوية واقتياد خصومهم من السيارات والمنازل.
وأصاب الاقتتال الشوارع الرئيسية بالشلل وأغلقت المتاجر والمكاتب أبوابها مبكرا.
وجولة الاقتتال الاخيرة هي الأسوأ من نوعها منذ اعلان هدنة في منتصف مايو ايار بوساطة مصرية وبدأت مساء السبت في بلدة رفح حيث اتخذ مئات المسلحين المتناحرين مواقع عند نواصي الشوارع وأسطح المباني.
وقال سكان محليون لزموا منازلهم أثناء القتال بين الحركتين إن كلا من حماس وفتح قصفت مواقع الاخرى بقذائف صاروخية ومدافع رشاشة في رفح.
وذكر مسؤولو مستشفى إن ثلاثة رجال من فتح واثنين من حماس قتلوا بمن فيهم إمام أحد المساجد الرئيسية في مدينة غزة وعضو بالقوة 17 الخاصة التابعة للرئيس محمود عباس.
واضاف المسؤولون ان رجلا سادسا نقل الى مستشفى بمدينة غزة مساء الأحد مقيد اليدين والقدمين ومصابا بالرصاص في رأسه . وقال اقارب لرويترز إن القتيل هو احد اقارب ضابط كبير بالقوة التنفيذية لحماس.
وقال المسؤولون إن رجلا آخر من حماس توفي متأثرا بجروح أصيب بها اثر اطلاق النار عليه الاسبوع الماضي بينما أصيب 59 شخصا في الاقتتال يوم الأحد.
واتهمت حماس فتح باعدام رجل الدين الذي قتل في أعقاب مقتل الحارس. واتهمت فتح حماس بقتل الحارس.
وبينما اتسع نطاق العنف بين الحركتين قصفت الطائرات الاسرائيلية مبنى في غزة تستخدمه حركة الجهاد الاسلامي مما أدى الى اصابة شخصين بعد أن تسلل نشطاء من الجماعة الى داخل اسرائيل عند معبر حدودي رئيسي مستخدمين مركبة مدرعة عليها شعار تلفزيوني.
وقتل الجنود الاسرائيليون أحد النشطاء الذين تسللوا عبر الحدود ولاذ آخرون بالفرار عائدين الى غزة.
وانتقدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان النشطاء لوضع علامة التلفزيون على المركبة التي استخدموها للاقتراب من حدود غزة مع اسرائيل.
وقالت النقابة إن استخدام النشطاء للعلامات الخاصة بوسائل الاعلام قد يحول الصحفيين الذين يستخدمون مركبات مدرعة في قطاع غزة إلى أهداف للهجمات الاسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت إن المسلحين حاولوا "استغلال الحساسية الخاصة التي نتعامل بها في بلد ديمقراطي مثل بلدنا مع حق الاعلام في العمل بحرية واستقلالية في المناطق الحساسة أمنيا."
ومازال التوتر متزايدا في غزة منذ مقتل نحو 50 فلسطينيا في الاقتتال الداخلي خلال الشهر الماضي وما أعقبه من زيادة في الهجمات الصاروخية الفلسطينية على اسرائيل وكذلك في الضربات الجوية الاسرائيلية ضد النشطاء.
وقالت حماس إن القتال بدأ مساء السبت عندما قتل مسلحون من فتح قائدا محليا بحماس بالرصاص في رفح. وقالت فتح إن القتال بدأ عندما استخدمت حماس قذائف صاروخية ومتفجرات لتدمير منزلي نشطين في فتح.
وشكلت فتح حكومة وحدة في مارس اذار مع حماس في مسعى لانهاء الاقتتال الداخلي والمساعدة في تخفيف العقوبات الدولية التي فرضت بعد وصول حماس للسلطة قبل عام.
وقالت جماعة حقوقية فلسطينية بارزة في تقرير يوم الاربعاء ان ما يقدر بنحو 616 فلسطينيا قتلوا في الاقتتال الداخلي منذ أن هزمت حماس فتح في الانتخابات في يناير كانون الثاني 2006