رام الله - وكالات - اعلن الرئيس محمود عباس بعد اجتماعه في مقره هنا مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية انه لن يشارك "بأي ثمن" في مؤتمر السلام حول الشرق الاوسط الـمقرر في الولايات الـمتحدة، داعيا الى تحديد جدول زمني للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل.

وقال الرئيس في تصريحات للصحافيين بعد وداع رايس: "لا يمكن ان نضيع الوقت لان ذلك ليس في مصلحة احد، والذهاب بأي ثمن غير ممكن".

واكد "ان الاسرائيليين والفلسطينيين يجب ان يتوصلوا قبل الاجتماع الى وثيقة واضحة" تضع اسس اتفاق السلام. وقال عباس: "نريد التوصل الى وثيقة واضحة ومحددة تساعدنا على بدء الـمفاوضات في وقت محدد. ولا يمكن ان نترك الامور للظروف. يجب الوصول الى وثيقة محددة واوقات محددة معروفة للوصول الى نتيجة نهائية".

وقال الرئيس: أهم شيء هو أننا نريد أن نصل إلى وثيقة واضحة ومحددة تساعدنا على بدء الـمفاوضات بعد ذلك في وقت محدد أيضا.. يجب ألا تكون هناك إضاعة وقت، ولا يمكن تضييع الوقت وبعد ذلك القول: يجب الذهاب إلى الـمؤتمر بأي ثمن وهذا غير ممكن".

وأضاف "لا يمكن ترك الأمور للظروف والـمصادفات، يجب أن تكون هناك وثيقة محددة ويجب أن تكون هناك أوقات محددة للوصول إلى النتيجة النهائية".

وأكد عباس أن اجتماعه برايس "تطرق إلى الاعتداءات الإسرائيلية الـمستمرة في الوقت الذي تقوم به قوات الأمن الفلسطينية بجهود حثيثة لاستتباب الأمن في الـمناطق الفلسطينية" موضحا أن "مثل هذه الأعمال إضافة إلى سياسة مصادرة الأراضي وأعمال الحفريات تعرقل الـمساعي التي نعمل من أجلها للوصول إلى وثيقة ذات مضمون تطرح في الـمؤتمر القادم".

وقال الرئيس إن "لقاء اليوم يأتي كمتابعة للقاء الذي حصل أول من أمس إضافة إلى الـمواضيع التي بحثتها رايس مع الأشقاء في مصر، وبالتأكيد نحن ومصر متفقون على كل التفاصيل".

وأوضح أنه ستكون هناك "لقاءات مع الجانب الإسرائيلي برئاسة السيد أحمد قريع (رئيس طاقم التفاوض الفلسطيني)" مضيفا بالقول إن "(ستيفن) هادلي (مستشار الأمن القومي الأميركي) سيزور الـمنطقة، كذلك ستعود السيدة رايس للـمنطقة، بمعنى أن الجهود ستكون مكثفة".

وحول جولته العربية الـمرتقبة، أشار عباس إلى أن هذه الجولة "تأتي في إطار الاتصال الوثيق مع الأشقاء" موضحا أن "القيادة الفلسطينية تريد وضع الأشقاء العرب في صورة التطورات خاصة أن هناك لجنة الـمتابعة العربية الـمنبثقة عن قمة الرياض والتي يجب إطلاعها أولا بأول من خلال الأمين العام لجامعة الدول العربية".

وقال الرئيس إن "الـمفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية لـم تبدأ..وفي البداية تكون هناك فجوات، والـمهم كيف يمكن للطرفين أن يسدا هذه الفجوة، بمساعدة أميركية وأيضاً عربية لأن الأشقاء كلهم معنيون بذلك".

من جهته فقد كشف د. صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، لـ "الأيام" عن ان رايس ستعود الى المنطقة مطلع الشهر القادم من اجل البحث مع الطرفين فيما تم تحقيقه ورؤية ما يمكن للولايات المتحدة القيام به للمساعدة منوها الى ان مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي سيتفن هادلي قادم الى المنطقة وبرفقته مساعده اليوت ابرامز قريبا لدفع الامور الى الامام.

واكد عريقات وجود خلافات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بشأن الجدول الزمني الذي يصر عليه الجانب الفلسطيني ويرفضه الجانب الاسرائيلي منوها الى ان الجانب الفلسطيني يريد للمفاوضات النهائية ان تنتهي قبل شهر تموز القادم وقال: "عمليا عند الحديث عن سقف زمني فهذا يعني اننا نريد اتفاقا في خلال ولاية الرئيس بوش واعتقد ان آخر موعد للرئيس بوش للتحرك هو شهر تموز لأنه بعدها تبدأ المؤتمرات الجمهورية والديمقراطية حول الانتخابات الرئاسية ولا يمكن عندها التحرك.. بالتالي الجدول الزمني يجب ان يكون مربوطا مع الرئيس بوش" واضاف "نعم هناك خلاف بشأن الجداول الزمنية".

وقال عريقات: "الوزيرة رايس ستعود الى المنطقة مطلع الشهر القادم" واضاف "نحن نثمن الموقف الذي اعلنته الولايات المتحدة. لا تريد مؤتمرا للعلاقات العامة وانما تريد مؤتمرا للمضمون وهذا ينطبق مع ما طرحناه على الدوام فنحن نريد مؤتمرا ذا مضمون".