عمان (رويترز) - قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم الاثنين إنه ينبغي لاسرائيل أن تتوقف عن توسيع مستوطنات يهودية لكنها عبرت عن ثقتها في مضي محادثات السلام قدما برغم اعلان اسرائيل عن مشروع استيطاني جديد.
وقالت رايس بعد أن أعلنت بلدية القدس عن المشروع "نواصل تكرار موقف أمريكا أن الانشطة الاستيطانية ينبغي أن تتوقف وأن توسيعها ينبغي أن يتوقف وأنها لا تتماشى قطعا مع التزامات خارطة الطريق."
وتلزم "خارطة الطريق" وهي محور أول مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في سبع سنوات اسرائيل بوقف جميع الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والفلسطينيين بالحد من نشاط الجماعات المسلحة.
وبرغم مخاوف الولايات المتحدة من أن تتسبب الانشطة الاستيطانية في عرقلة مساعي السلام فقد كشفت بلدية القدس عن خطط لبناء 600 وحدة سكنية في مستوطنة بسكات زئيف التي تقع في منطقة من الضفة الغربية المحتلة تعتبرها اسرائيل جزءا من المدينة.
ووسعت اسرائيل حدود القدس بعد أن احتلت الشطر الشرقي منها في حرب عام 1967.
وأعلنت اسرائيل في الشهور الاخيرة خططا لبناء مئات المنازل لليهود في القدس الشرقية العربية وحولها ملقية بظلال من الشك على محادثات السلام التي ترعاها واشنطن.
وأدان نبيل أبو ردينة وهو مساعد كبير للرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة البناء الجديدة قائلا ان اسرائيل تضع عمدا العقبات في طريق رايس.
وقالت جماعة السلام الان الاسرائيلية في تقرير جديد ان هناك تصاعدا في المشاريع الجديدة هذا العام في القدس وحولها. وقالت ان العمل جار في 101 مستوطنة على وجه الاجمال في الضفة الغربية.
وقالت رايس في مؤتمر صحفي مع عباس في عمان في ختام زيارتها التي استمرت ثلاثة ايام للقدس والاردن انها راضية عن العمل الذي أنجزه المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون حتى الان.
وقالت "أعتقد أنها تتحرك في الاتجاه الصحيح."
وأضافت أن التوصل لاتفاق فلسطيني اسرائيلي قبل مغادرة الرئيس الامريكي جورج بوش منصبه في يناير كانون الثاني "هدف يمكننا بلوغه."
وعبر عباس أيضا عن تفاؤله برغم الخلافات مع اسرائيل بشأن النتيجة التي يجب أن تتوصل اليها المفاوضات.
وقال الرئيس الفلسطيني انه يثق بامكانية الوصول الى اتفاق سلام شامل في 2008. وأضاف أن اجتماعه المقبل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت سيكون في السابع من أبريل نيسان.
ويقول المسؤولون الاسرائيليون ان هدف المحادثات هو التوصل لنقاط تفاهم تحدد معالم وهيكل دولة فلسطينية وليس ابرام اتفاق سلام شامل هذا العام.
وقال أولمرت يوم الاثنين امام البرلمان ان اسرائيل لم تخف قط أنها تعتزم مواصلة البناء فيما وصفه بالاحياء اليهودية في القدس الشرقية ومستوطنات الضفة الغربية التي تنوي الاحتفاظ بها ضمن أي اتفاق للسلام.
وقال أولمرت في اشارة الى المحادثات مع السلطة الفلسطينية "هذه مفاوضات تجرى بصدق لاننا لا نحاول اخفاء أي شيء."
ولم يحدث تقدم ملحوظ في المحادثات التي تجرى في تكتم بين وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني الاسبق أحمد قريع بشأن سبل حل الصراع.
وقال قريع ان متابعة الامريكيين للمحادثات أظهرت أنهم جادون مضيفا أنهم عبروا عن استعدادهم لمساعدة الجانبين على التوصل لاتفاق بكل ما في وسعهم.
وقال مسؤول عسكري اسرائيلي ان اسرائيل أزالت نقطة تفتيش في الضفة الغربية يوم الاثنين في اطار الوفاء بوعدها لرايس تخفيف القيود على تنقل الفلسطينيين في الاراضي المحتلة.
كما تعهدت أيضا بازالة 50 "حاجزا ترابيا".
وقال مسؤولون أمريكيون ان زيارة رايس تهدف الى تقييم مدى التقدم الذي يمكن تحقيقه في محادثات السلام وفي القيام بخطوات عملية لمساعدة الفلسطينيين قبل زيارة بوش المزمعة في مايو أيار بمناسبة مرور ستين عاما على انشاء اسرائيل.
وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان رايس تختبر الاجواء بشأن امكان التوصل لمسودة اعلان أو مذكرة تفاهم "كانجاز" مؤقت عندما يزور بوش المنطقة.
ورفضت رايس التعقيب على ذلك قائلة ان تركيزها منصب على ابرام اتفاق للسلام بحلول نهاية العام.
(شاركت في التغطية بريندا جزار وادم انتوس وجيفري هيلر في القدس وعلي صوافطة في رام الله)
من أرشد محمد