- واشنطن (ا ف ب) - دافع الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الاحد عن نيته لقاء مسؤولين في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على الرغم من الانتقادات الشديدة التي يواجهها من وزارة الخارجية الاميركية واسرائيل.
وقال كارتر الذي تحدثت انباء عن عزمه لقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في سوريا انه يعتبر اشراك حماس في محادثات السلام امرا "مهما للغاية" مؤكدا انه لا يتصرف بصفته مفاوضا اميركيا رسميا.
وقال كارتر في مقابلة مع شبكة التلفزة "ايه بي سي" الاخبارية انه "من المهم جدا ان يلتقي شخص ما على الاقل بقادة حماس للتعبير عن وجهات نظرهم ولتاكيد مقدار المرونة التي يتحلون بها وللسعي لاقناعهم بوقف كل الهجمات ضد مدنيين ابرياء في اسرائيل والتعاون مع (حركة) فتح كمجموعة توحد الفلسطينيين".
واضاف "ما من احد يشك في انه اذا اردنا لاسرائيل ان تجد السلام والعدل في علاقتها مع جيرانها الفلسطينيين فانه يجب اشراك حماس في العملية".
واكد "اعتقد انه يجب ان يلتقي شخص ما بحماس لنرى ما يمكننا ان نفعله لتشجيعهم على ان يكونوا متعاونين ومعرفة توجهاتهم".
ووصل كارتر الى اسرائيل الاحد في اطار "مهمة دراسية" تستمر حتى 21 نيسان/ابريل حسب مركز كارتر ومقره اطلنطا.
وستشمل زيارته كلا من اسرائيل والضفة الغربية المحتلة ومصر وسوريا والسعودية والاردن.
واثارت الانباء عن نية كارتر اجراء محادثات مع مشعل في دمشق غضبا في الولايات المتحدة. ورفض المتحدث باسم كارتر هذا الاسبوع تاكيد او نفي تلك الانباء.
وحثت اسرائيل كارتر الاحد على عدم لقاء مشعل.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع عاموس جلعاد لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "لقاء من هذا النوع سيكون مشينا خصوصا ان جيمي كارتر يجسد السلام" في اشارة الى دوره كمهندس لاتفاق السلام بين مصر واسرائيل عام 1979 وحصوله على جائزة نوبل للسلام في 2002.
الا ان كارتر (83 عاما) اشار في مقابلته مع "ايه بي سي" الى انه لا يقوم بهذه الزيارة بصفة رسمية.
واوضح "انا لا اتوجه (في هذه الزيارة) كوسيط او مفاوض (...) بل انني احرص على تقديم الدعم الشامل لجهود السلام التي ايدها وصادق عليها الرئيس (جورج) بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اضافة الى الاسرائيليين والفلسطينيين".
واضاف "انا التقي بزعماء حماس منذ سنوات" مشيرا الى ان اخر محادثات اجراها مع الحركة كانت عقب فوزها في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير 2006.
وقال في ذلك الوقت ان حماس اعربت عن استعدادها لاعلان وقف لاطلاق النار في غزة والضفة الغربية والسماح لعباس بالتفاوض نيابة عن الفلطسينيين.
وتابع "وانا اعتزم الان معرفة ما اذا كانت هذه هي الافكار السائدة لدى هذه الحركة الان".
وسيلتقي الرئيس كارتر في اليوم الاول من زيارته الى اسرائيل الرئيس شيمون بيريز في القدس اضافة الى عائلة الجندي الاسرائيلي الفرنسي جلعاد شاليط الذي اسر في حزيران/يونيو 2006 واحتجز في قطاع غزة.
ويبدو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يرفض لقاء كارتر حيث لم يتم ترتيب لقاء بينهما اثناء زيارة كارتر التي تستمر اربعة ايام الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.
وصرح مسؤول اسرائيلي لوكالة فرانس برس "كارتر سيزور اماكن لا نريد ان نربط انفسنا بها. كما لم يتقدم باي طلب رسمي للقاء اولمرت".
ونصحت الخارجية الاميركية كارتر بالامتناع عن عقد اي اجتماع مع مشعل اذا قام بزيارة الى سوريا.
وقال المتحدث باسم الوزارة شون ماكورماك للصحافيين ان وزارة الخارجية نصحت كارتر في نهاية آذار/مارس بالامتناع عن عقد اي لقاء مع حماس خلال جولة في الشرق الاوسط لانها "مجموعة ارهابية" تعارض محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وكان كارتر اثار غضب المجموعات اليهودية في الولايات المتحدة التي اتهمته بالعنصرية ومعاداة السامية بعدما اصدر كتابه "فلسطين: السلام لا الفصل العنصري".