واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون أمريكيون يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تعتزم الاعلان عن مساعدات جديدة بعشرات الملايين من الدولارات للضفة الغربية وقطاع غزة الاسبوع القادم وذلك لتخفيف حدة الازمة الانسانية في الاراضي الفلسطينية.
وأضاف المسؤولون ان المساعدات ستوجه عن طريق وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والتي تشرف على المعونات المقدمة من الولايات المتحدة وغيرها في مجالات مثل الغذاء والصحة والتعليم.
وسيذهب جزء كبير من المساعدات لقطاع غزة حيث يؤدي حصار اقتصادي الى أزمة انسانية متفاقمة بلغت ذروتها الشهر الماضي عندما عبر مئات الآلاف الحدود الى مصر.
وقال صامويل ويتن رئيس مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية الامريكية "التوقيت ملائم."
ورفض ويتن الكشف عن تفاصيل بشأن المبلغ الذي تعتزم الولايات المتحدة إعلانه الاسبوع المقبل لكنه قال ان هذه الاموال تخضع لاشراف دقيق.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في وقت لاحق ان الولايات المتحدة تشعر بقلق جدا بشأن الوضع الانساني في غزة وتعتزم زيادة مساعداتها.
واردفت قائلة في مؤتمر صحفي لبحث زيارة لاسيا تشمل اجراء محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عند لقائهما في اليابان "هناك ابرياء بغزة لا نريد ان يعانوا وسنفعل كل ما في وسعنا من الجانب الانساني."
وتسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تعتبرها واشنطن منظمة ارهابية على قطاع غزة وقال ويتن ان هناك قيودا لضمان ألا تذهب أي أموال أمريكية الى حماس.
وفي السنة المالية 2007 قدمت ادارة بوش نحو 154 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين وذلك لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والاردن وسوريا ولبنان.
كما قدمت نحو 86 مليون دولار أخرى على مدى العام الماضي لإعادة تأهيل قوات الامن الموالية للرئيس محمود عباس الذي تهيمن حركة فتح التي يرأسها على الضفة الغربية.
ومن أهداف المعونة الامريكية الجديدة تعزيز مكانة عباس بين الفلسطينيين.
وشكا عباس وحكومته بصوت عال في الاسابيع الاخيرة من ان ما يفعله المجتمع الدولي غير كاف لتحسين الوضع على الارض كما ان اسرائيل لا تخفف نقاط التفتيش العسكرية والقيود الاخرى مثلما وعدت في محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
وقالت رايس التي تعتزم زيارة المنطقة أوائل الشهر القادم وستثير هذه القضية مع اولمرت "اذا لم تحدث تحسينات على الارض فسيكون من الصعب جدا توفر المناخ الملائم للمفاوضات."
وتأمل الولايات المتحدة التوصل لاتفاقية سلام بين عباس واولمرت بحلول نهاية فترة ادارة الرئيس جورج بوش في يناير كانون الثاني 2009.
ولكن المحادثات تسير ببطء مع غموض بشأن غزة ومخاوف امنية وقضايا شائكة اخرى تكتنف المحادثات التي تهدف الى انشاء دولة فلسطينية في نهاية الامر.
وعندما كان سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني يزور واشنطن الاسبوع الماضي شكا من ان اسرائيل لا تفعل ما يكفي لتحسين الوضع على الارض وان من الضروري تسريع المفاوضات.
وقال مسؤول أمريكي رفيع اشترط عدم نشر اسمه ان الولايات المتحدة تعلم بشكل جيد الصواريخ التي تطلق بشكل مستمر من غزة على الاراضي الاسرائيلية ولكنه حث الاسرائيليين على بدء تخفيف بعض القيود.
وعلى الرغم من تفهمه للحجج الاسرائيلية بشأن الإبقاء على نقاط التفتيش لمنع الهجمات على اسرائيل قال المسؤول ان فياض اقترح"تحسين" عملها وليس ازالتها بشكل كامل.