رام الله - الحياة الجديدة - تدور في هذه الايام حرب خفية بين منظمة عطيرت كوهنيم اليهودية ومنظمة اسلامية مدعومة من امير سعودي وجهات مسيحية مرتبطة بالفاتيكان تهدف الى الاستيلاء على منزل فلسطيني آيل للسقوط يقع بالقرب من سوق البلدة القديمة في مدينة القدس ما رفع اسعار المتر المربع الواحد الى حدود لم يصلها في وسط تل ابيب او غيرها من الاماكن.

وقالت صحيفة "يديعوت احرنوت" الاسرائيلية التي اوردت النبأ ان منظمة عطيرت كوهنينم توجهت الى مالك المنزل الفلسطيني لشراء المنزل عارضة عليه 4000 دولار اميركي لكل متر مربع الا ان صاحب المنزل رفض العرض السخي وفضل الاحتفاظ بارث والده واجداده لكن عطيرت كوهنيم لم تيأس وعادت مرة اخرى الى مالك المنزل فعرضت عليه ضعف السعر السابق اي 8000 دولار للمتر المربع اي ما يعادل سعر بيت في شدروت روتشيلد وسط تل ابيب ورغم ان العرض المقدم من الصعب ان يرفض الا ان صاحب المنزل اصر على رفضه خاصة وانه تلقى عرضا اخر من جهة اسلامية يقف خلفها امير من العائلة المالكة السعودية حيث عرضت عليه 9000 دولار للمتر وقبل ان يستوعب صاحب المنزل العرض الاسلامي قرع باب منزله جهة مسيحية مرتبطة بالفاتيكان عارضة علية 10000 دولار للمتر المربع اي مليون دولار لكل شقة من شقق المنزل .

وليس في كل المرات يخسر اليهود المنافسه وفقا للصحيفة حيث عمدت جهات يهودية الى شراء نزل صغير في منطقة مهمة جدا من الناحية السياسية في منطقة باب العامود بسعر عال تضمن بدل مخاطرة للبائع فيما اشترت جهات اسلامية يقف خلفها امير سعودي دكاكين وسط سوق البلدة القديمة وصل سعر الدكان الذي يبلغ مساحتة 200 متر مربع الى 2 مليون دولار اي ثلاثة اضعاف قيمته الحقيقية .

وقالت الصحيفة ان حرب الاسعار بين الجهات الاسلامية واليهودية لا تقف على اعتاب القدس القديمة الواقعة بين الاسوار بل تجاوزتها الى حدود ضواحي القدس الغربية مثل رحافيا التي رصدت فيها محاولات اسلامية لشراء عقارات والمناطق الواقعه خلف جدار الفصل مثل حي بيت حنينا التي تحولت في هذه الايام الى ضاحية ارتفعت اسعار اراضيها بشكل كبير بما يقارب اسعار العقارات في ضاحية رحافيا وروفائيم حيث وصل سعر الدونم الواحد الخالي من اي بناء الى 120 الف دولار .

واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية امس أن معركة حقيقية تجري في مدينة القدس في مجال العقارات ويقف خلفها أصحاب رؤوس أموال عرب خليجيون في مواجهة جمعيات يهودية.

وحسب الصحيفة تدفع المحافل العربية لقاء الاملاك ثمناً مضاعفاً بل وبثلاثة أضعاف ذاك الذي تقترحه الجمعيات اليهودية حيث ان احد أكثر النشطاء في هذا المجال هو المليونير النابلسي منيب المصري بينما تمويل آخر يصل من صناديق اسلامية، وبنوك عربية وجمعيات ترتبط بحماس وتمنح قروض اسكان بشروط جيدة لكل مسلم يشتري شقة في القدس، وفق الصحيفة.

وتابعت "مؤخراً استؤنف نشاط لجنة السكن -وهي احد اجهزة بيت الشرق لـ م.ت.ف في شرقي القدس- والتي تمنح قروضا ومساعدات لمن يشتري ويرمم شققا في البلدة القديمة. وفي الاشهر الاربعة الاخيرة اشترت الشركات العربية 12 شقة في البلدة القديمة، وفي الايام القريبة المقبلة توشك على أن تنتهي صفقة لشراء أربع شقق اخرى في الحي الاسلامي، وهي شقق وضعت الجمعيات اليهودية عيونها عليها، واضافة الى ذلك اشترى الفلسطينيون منازل في احياء بيت حنينا وشعفاط، قطعة ارض كبيرة في جبل الزيتون وقطعة من نحو 20 دونم في منطقة قرية شرفات جنوبي القدس، ويخططون لبناء حي فلسطيني جديد بين غيلو وقطمون.

وأوضحت الصحيفة أنه حسب مصادر فلسطينية، فان تركيا ايضا تساعد في الشراء في أنها تمنع وصول الجمعيات اليهودية الى ارشيف سجل الاراضي العثماني، وذلك لمنعها من امكانية اثبات ملكية يهودية للمنازل او الاراضي في المنطقة بينما لا يمتنع المسيحيون عن دس اياديهم في الصحن وهم يشترون اراضي مختلفة في مناطق ذات صلة بالمسيحية مثل كنيسة القيامة.

وقالت ان اليهود سجلوا لانفسهم نجاحات عديدة في السنتين الاخيرتين، فمثلا في قرية سلوان حيث اشترت جمعيات مثل عطيرت كوهانيم والعاد املاكا مختلفة حيث حي الثوري، الذي يعتبر حتى وقت اخير مضى نموذجاً للتعايش، اصبح ساحة جس نبض بين مشترين يهود ومسلمين.

وأقام النشيط اليميني آريه كينغ - رجل سر والمقرب من الملياردير موسكوفيتش - في الاشهر الاخيرة جمعية جديدة، "الصندوق لإرض إسرائيل"، بهدف محاولة صد موجة شراء العقارات الفلسطينية، من خلال شراء مضاد. ويقول كينج "لو كان الصندوق القومي لاسرائيل يقوم بمهمته ويشتري الاراضي للشعب اليهودي، فلعلني كنت زائدا في المنطقة... ولكن الفلسطينيين ومحافل خلفهم يصبون عشرات ملايين الدولارات في شرقي القدس، بينما نحن ليس لدينا حتى صندوق واحد خلفه تقف حكومة اسرائيل لمحاولة صد هذه الموجة".

ومنذ فترة غير بعيدة عرض كينج حججه أمام لجنة فرعية لشؤون الضفة الغربية في لجنة الخارجية والامن، برئاسة النائب عتنئيل شنلر من كديما وكتب كينج تقريرا من 180 صفحة بعنوان "البناء غير المرخص في شرقي القدس كأداة استراتيجية في خدمة السلطة الفلسطينية، في الصراع على شرقي القدس". وختمت الصحيفة بكلمات ساخنة: صحيح لهذه الايام، فان سوق العقارات في القدس آخذ في السخونة، ويبدو أنه لم يمتشق بعد الشيك الاخير.