داكار - باماكو - وكالات - وصل الرئيس محمود عباس امس إلى العاصمة السنغالية داكار للمشاركة في القمة الإسلامية التي ستنطلق اليوم. وكان في استقباله رئيس وزراء السنغال شيخ حاجي بوسو. واستقبل الرئيس في مقر اقامته في دكار رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ووزير خارجية الامارات عبد الله بن زايد آل نهيان كلا على حدة حيث بحث معهما آخر تطورات الأوضاع. وكان الرئيس عباس غادر امس باماكو، بعد زيارة رسمية ناجحة إلى جمهورية مالي حيث كان في وداعه على أرض المطار،الرئيس المالي أمادو توماني توري ورئيس وزراء مالي موديبو تسيبيدي وأعضاء الحكومة وقادة التشكيلات العسكرية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى جمهورية مالي. وعقد الرئيس، مع رئيس جمهورية مالي في القصر الجمهوري الليلة قبل الماضية، جلسة مباحثات ثنائية، تلاها لقاء موسع حضره أعضاء الوفد المرافق له. وأعرب الرئيس عن امله في أن يكون العام الحالي 2008، عام السلام وعام إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ( تفاصيل ص3)

ومن المقرر ان تعقد منظمة المؤتمر الاسلامي اليوم وغدا قمتها الحادية عشرة العادية في دكار بهدف توحيد جهودها في مواجهة قضايا اساسية مثل الوضع في الشرق الاوسط والنزاعات بين بعض الدول الأعضاء والخوف من الاسلام ومن أجل الاتفاق على تعديل ميثاق المنظمة. ونشرت اعلام البلدان الاعضاء الـ 57 في المنظمة في ابرز محاور وساحات العاصمة السنغالية وسط عبارات الترحيب "اهلا وسهلا " التي كتبت باللغات العربية والفرنسية والانجليزية المعتمدة من قبل المنظمة. وبدأ وصول قادة الدول او من يمثلهم الى العاصمة السنغالية وبينهم الرئيس التشادي ادريس ديبي ليوقع مع الرئيس السوداني عمر البشير اتفاقا جديدا للسلام بينهما بحضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعد وساطة سنغالية.

ومن الواصلين ايضا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس عباس ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ونائب رئيس الامارات ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والرئيس التركي عبد الله غول.

وتجري مشاورات مكثفة بين وفود الدول خصوصا لتسوية خلافات قائمة بشأن الملف اللبناني والموقف من كوسوفو حيث يسعى الوفد الالباني الى القمة للحصول على دعم اعضاء المنظمة لاستقلال كوسوفو المعلن الشهر الماضي "دون نجاح كبير " حسب مصدر في احد الوفود الى القمة.

ومن النقاط التي اعلنت الدولة المضيفة أمس الأول الاتفاق عمليا بشأنها تعديل ميثاق المنظمة التي انشئت في 1972 من قبل 24 دولة. واعلن وزير الخارجية السنغالي الشيخ تيديان غاديور انه توجد فرصة "نسبتها 99،99 بالمئة " لتبني قمة دكار ميثاق المنظمة الجديد الذي يبقى مع ذلك بحاجة الى تصديقات ليدخل حيز التنفيذ. بيد ان ذلك لا يزال بحاجة الى ازالة آخر الخلافات بشأن معايير العضوية وحق تقرير المصير وتحديث آليات العمل بادخال التصويت والأغلبية بديلا عن الاجماع.

ومن القضايا الاخرى التي تتناولها القمة ايضا موضوع نزعة الخوف من الاسلام "الاسلاموفوبيا " التي اعد مرصد تابع للمنظمة تقريرا بشأنها. وعاد هذا الموضوع ليتصدر اهتمامات الدول الاسلامية اثر اعادة صحف دنماركية نشر رسم مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم الشهر الماضي واعتزام سينمائي هولندي بث فيلم مسيء للاسلام.

واكد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلى ان قادة الدول الاسلامية الذين يمثلون 3،1 مليار مسلم "سيتخذون القرارات المناسبة ضد مثل هذه الاعمال التي تنم عن كراهية للاسلام ".

وسيكون الوضع في الشرق الاوسط وخصوصا في قطاع غزة ولبنان اضافة الى العراق وايران ابرز المواضيع السياسية التي يتناولها القادة. ولئن كانت الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والعراق والملف الايراني تحظى بشبه اجماع بشأنها فان الملف الشائك يتمثل في الملف اللبناني. واعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن ارتياحه للدعم السياسي الذي تلقاه بلاده من الدول الاسلامية بيد انه اكد انه "علينا ان نبذل المزيد من الجهود لمحاربة الارهاب والتطرف ".

في المقابل يمثل وجود رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اضافة الى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المتوقع مشاركتهما في القمة فرصة للسعي الى حلحلة الازمة اللبنانية. وجرت في الدوحة مباحثات بين امير قطر وولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز الذي لا يزال مستوى تمثيل بلاده في القمة مجهولا . ويتوقع ايضا ان تشهد قمة دكار الاطلاق الفعلي لصندوق التضامن الاسلامي الذي تسعى الدول الافريقية في المنظمة الى تفعيله سريعا. واطلق هذا الصندوق في ايار 2007 في دكار خلال اجتماع سنوي لمحافظي البنك الاسلامي للتنمية الذراع المالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي برأس مال مؤمل بقيمة عشرة مليارات دولار وبين ابرز مانحيه السعودية والكويت. ولا يتوفر الصندوق حاليا الا على ما يربو عن 5،2 مليار دولار ويجري نقاش بين الدول الاعضاء بشأن دعمه وايضا حول كيفية الانفاق منه وهل تتم من رأس المال أم من فوائد رأس المال.

واكد وزير خارجية السنغال في مؤتمر صحفي مساء أمس الأول ان قمة دكار "ستدخل تاريخ منظمة المؤتمر الاسلامي باعتبارها شكلت موعدا مهما في خدمة التضامن الاسلامي ولاقامة شراكة اقتصادية جديدة " بين اعضائها لا تقوم على الزكاة بل "على الاستثمار الداخلي " في دولها.