طوكيو-أعلن وزير التخطيط د. سمير عبد الله أن العمل سيبدأ في مشروع ممر السلام والازدهار، وبناء المنطقة الصناعية الزراعية في أريحا الممولة من اليابان مع مطلع العام المقبل 2009، وقال أن العمل سيبدأ أولا في تصدير الخضار والفواكه من الضفة الغربية عبر الأردن لدول الخليج العربي، الأمر الذي سيخلق حوالي 6000 فرصة عمل للفلسطينيين معظمهم من منطقة أريحا، مشددا على ضرورة استقطاب القطاع الخاص والمستثمرين للمشاركة في هذا المشروع.
جاء ذلك في أعقاب المباحثات التي شهدتها العاصمة اليابانية طوكيو، في الاجتماع الرباعي الوزاري الثالث للدول الأربع (اليابان، الأردن، فلسطين، إسرائيل)، برئاسة وزير الخارجية الياباني مساهيكو كومورا، حول متابعة التقدم في مشروع ممر السلام والازدهار، والذي يشتمل على منطقة صناعية زراعية ومراكز تعبئة وشحن ومطار للتصدير الزراعي.
وشارك فيه عن الجانب الفلسطيني، وزير التخطيط د. سمير عبد الله على رأس وفد ضم السفير الفلسطيني في اليابان وليد صيام، ومدير عام التخطيط المكاني في وزارة التخطيط بشار جمعة، والمستشار القانوني في وحدة شؤون المفاوضات جابي الفحل، وطاقم من السفارة الفلسطينية في طوكيو هشام نصار وإياد الهندي، وعن الأردن وزير خارجيته صلاح الدين البشير، وعن الجانب الإسرائيلي وزير حماية البيئة جدعون عزرا.
وأوضح د. عبد الله بأنه سيباشر العمل على تنفيذ المنطقة الصناعية، التي تعتبر المكون الأول للمشروع، بعد الانتهاء من عمل دراسة الجدوى الاقتصادية التي تعدها مؤسسة 'جايكا' اليابانية، بعد تذليل العقبات المختلفة التي تعترض المشروع.
ولفت إلى أن نجاح المشروع يتطلب توفير منطقة صناعية تنافسية توفر أرض وخدمات رخيصة، وحرية وصول الأفراد والبضائع من المنطقة الصناعية إلى السوق الفلسطينية ومناطق الإنتاج الزراعي والسوقين الإسرائيلي والأردني بشكل سريع وبتكاليف تنافسية. وشدد د.عبد الله على أن هذا يتطلب توسيع حدود الأرض المخصصة من الحكومة في المنطقة C، وضرورة ربط المنطقة الصناعية بشبكة الطرق السريعة، وتطوير معبر جديد للتصدير والاستيراد في معبر دامية، وقال: رؤيتنا واضحة، والتحدي صعب لكن كلنا ثقة بان اليابان لديها من الخبرة والنوايا الحسنة ما يكفي لإيصال المشروع إلى النجاح.
وأشار إلى أن الأطراف الأربعة أكدوا على التزامهم التام بهذه المبادرة والتي ستساهم في خلق دولة فلسطينية مستقبلية قابلة للنمو والازدهار والتعايش جنبا على جنب مع إسرائيل، لإيمانها بأن تحسين الأوضاع المعيشة للفلسطينيين تساهم في دفع عملية السلام.
وأوضح د. عبد الله أن الشركاء الأربعة في المشروع ناقشوا خلال اجتماعهم الثالث: موقع 'مجمع الصناعات الغذائية'، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق أن يكون على أراض (منطقة أ) في أريحا مع احتمالية التوسع في الموقع المحاذي لمنطقة أ لتضم أراض أخرى مجاورة في المستقبل، حيث تقرر توفير الأرض المزمع قيام المنطقة الصناعية الغذائية عليها من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية على أن يتم توفير باقي الأراضي حسب احتياجات المشروع والذي سيتم إقرارها والبت فيها بناء على مخرجات دراسة الجدوى التي يتم العمل عليها.
ونوه د. عبد الله إلى أن الوكالة اليابانية للتنمية جايكا (JICA) عملت على إعداد مخطط تمهيدي للمنطقة الصناعية الغذائية ومسودة أولية حول البنية التحتية المقترحة، موضحا أن فريق العمل سينتهي من إعداد الدراسة الشاملة في شهر تشرين الثاني من العام الحالي، متوقعا البدء في مرحلة التطبيق أي البدء في إنشاء البنية التحتية الأساسية للمشروع مع بداية العام القادم 2009 بالتنسيق الكامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية واليابان، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص الفلسطيني، الأردني، والإسرائيلي.
وذكر أن وزير الخارجية الياباني مساهيكو كومورا، أظهر استعداد بلاده التام لزيادة الدعم المالي، بناء على قرار الأطراف الأربعة المشاركة في هذا المشروع وبناء على احتياجات المشروع، وعلى بذل مجهود أكبر لإشراك واستقطاب الدعم الدولي والإقليمي لتطوير المشروع.
وقال د. عبد الله إن المشاركين أكدوا أهمية وحيوية التعاون الإقليمي لتجسيد هذه المبادرة وأنهم سيبذلون ما بوسعهم لتعزيزها ودعمها، وعلى أهمية أشراك القطاع العام والخاص للمساهمة في تطوير الاقتصاد الفلسطيني، كما تم مناقشة موضوع المعابر المحتملة من موقع المجمع إلى الأردن آخذين بالاعتبار الفعالية الاقتصادية وكذلك الاعتبارات الأمنية المترتبة على ذلك.
وأضاف أنه تم بحث التعاون التقني الزراعي بين الأطراف الأربعة، لافتا إلى أنه بدأ العمل على إعداد خطة لزيادة الإنتاجية الزراعية في الضفة الغربية وآلية للتصدير.
ونوه د. عبد الله إلى أن الحكومة اليابانية عمدت على تنفيذ العديد من المشاريع الداعمة لهذا المشروع مثل ترميم وإعادة تأهيل الآبار في المنطقة وتأهيل نظم الري الزراعية، وإعادة تأهيل طريق أريحا/الطيبة، معربا عن امتنان السلطة الوطنية الفلسطينية للالتزام الذي تبديه اليابان لدعم السلام والازدهار في المنطقة.
وكان د. عبد الله والسفير الفلسطيني في اليابان قد اجتمع مع رئيس الوزراء الياباني ياسيو فوكودا، حيث نقل امتنان السلطة الوطنية لحكومة وشعب اليابان على دعمهم المتواصل للسلطة وشعبنا، وأشاد بالدعم السخي الذي ثابرت اليابان على تقديمه لشعبنا ومساعدته في تطوير اقتصاده وبناء قدراته في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الياباني ياسيو فوكودا، عبر عن دعم حكومته للسلطة الوطنية الفلسطينية، ونقل تحياته للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د.سلام فياض، موجها دعوته الرسمية الحارة لهما لزيارة اليابان في القريب العاجل.
كما التقى الوزير عبد الله والوفد المرافق له بوزير الخارجية الياباني مساهيكو كومورا وكبار المسؤولين من وزارته، ومن مؤسسة التعاون الياباني (جايكا)، حيث استعرض لهم تقدم عمل الحكومة الفلسطينية على مختلف الأصعدة الاقتصادية والأمنية والتفاوضية، مجددا تأكيده على أهمية الدعم الياباني في مساعدة السلطة الوطنية في تحقيق انجازاتها، ومشيدا بالدور الذي تلعبه اليابان في تقديم المعونات التنموية والإنسانية وخصوصا في قطاع غزة.