نابلس/PNN/خاص- هل ستظل فلسطين محافظة على نسبة 1% من حجم إنتاج زيت الزيتون العالمي؟ هل الجدار العنصري ومصادرة الأراضي الخطر الوحيد الذي يتهدد شجرة الزيتون؟ هل من الممكن أن نصبح في المستقبل مستوردين لزيت الزيتون بدل أن نصدره؟

"PNN" بحثت عن إجابات لهذه الأسئلة، والتقت مع الخبير الزراعي المهندس فارس الجابي رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية، الذي أشار بداية لتراجع إنتاج زيت الزيتون الفلسطيني منذ عام 2007، محذرا من أن نصبح مستوردين للزيت بعد أن كانت فلسطين تصدره.

وأرجع المهندس الجابي ذلك إلى عدة عوامل أبرزها الاحتلال ومصادرة الأراضي، إلا أن من الأسباب التي أوضحها هي: "الشيخوخة" التي يعاني منها شجر الزيتون الفلسطيني والتي تؤثر على كمية إنتاج الشجرة.

ففلسطين تنتج 1% من حجم إنتاج زيت الزيتون العالمي، وتقدر الأراضي المزروعة بشجر الزيتون 938 ألف دونما، بينما مساحة الزيتون العالمي 105 مليون دونما، موضحا أننا سنبقى محافظين على المساحة لكن الإنتاج يقل بسبب الظروف الجوية المتذبذبة، وكبر عمر أشجار الزيتون، وتقصير المزارعين في عمل "تشبيب" للأشجار، والتقليم والعناية اللازمة لشجرة الزيتون.

وأضاف الجابي محذرا، إذا استمر الوضع عما هو عليه فإننا سنصبح مستوردين لزيت الزيتون، وبالتالي يجب الإسراع في توسيع زراعة شجر الزيتون، واستصلاح الأراضي غير المزروعة، والعمل على الزيادة الإنتاجية والتوسع الأفقي والرأسي، وتوعية المزارعين، وتشجيع قطاع الزراعة.

والخطر الآخر الذي أشار إليه الجابي، هو آفة "ذبابة الزيتون" التي تنتشر وبشكل كبير بين أشجار الزيتون، مطالبا بإيجاد مشاريع قومية لمواجهتها، وتسبب هذه الحشرة خسائر تقدر من 20 إلى 30 ألف طن من ثمار الزيتون، عدا من التأثير على النوعية، وأشار الجابي إلى أن المشاريع الموجودة حاليا لمواجهتها على مستوى محلي وليس على مستوى محافظات الوطن.

وحول حجم إنتاج زيت الزيتون لهذا العام أشار إلى أن التقديرات تشير إلى 23800 طن، بمعدل اقل مما كان متوقعا بسبب الظروف الجوية المتذبذبة في الشتاء والصيف، وتوقع أن يبلغ سعر الزيت ما بين 24 إلى 25 شيقلا لهذا العام، وأشار الجابي أن كمية الزيت المتوقع إنتاجها تشكل اكتفاء ذاتيا لكنه حذر من أن السنة القادمة 2011 سيكون إنتاج الزيت فيها اقل، وبالتالي يجب اخذ الحيطة وتخزين الزيت لتلك السنة.

وأوضح الجابي أن زيت الزيتون الفلسطيني أفضل من غيره فهو يحتوي فوائد صحية كثيرة، وخواص "حسية" كالمواد المضادة للأكسدة المانعة لأمراض القلب والسرطان، ونوه الجابي سبب هذه الجودة إلى جو فلسطين المعتدل ونسبة الأمطار، فكلما اتجهنا شرقا زادت جودة الزيت وفوائده الصحية كزيت طوباس، وكلما تعرض الزيتون لنسبة مطر أقل كان أفضل.

وأشار الجابي إلى أن وضع المعاصر في فلسطين متطور، حيث يوجد 300 معصرة معظمها حديث.

وبالنسبة للغش في الزيت، أشار الجابي إلى أن الجهات المعنية تقوم بواجبها لمواجهة أي ظاهرة من هذا القبيل ومن الصعب على المواطن العادي التفريق ما بين الزيت الأصلي والمغشوش، ويحتاج الأمر إلى مختبرات فحص خاصة، أو إنسان لديه خبرة كبيرة في هذا المجال.

وكانت وزارة الزراعة ذكرت أن معدل إنتاج الدونم من الزيتون في الأرض الفلسطينية لهذا الموسم بلغ (122 كغ).

وتوقعت الوزارة، في تقرير لها أن ينتج في الموسم الحالي حوالي 114852 طن ثمار زيتون، يستخدم منها حوالي 10% للتخليل، باقي الكمية تستخدم لاستخراج الزيت التي تقدر كميته لهذا الموسم بحوالي 23802 طن زيت أي ما يعادل 80% من إنتاج الموسم الماسي، وأعلى بـ30% من معدل الإنتاج العام ( 18 ألف طن).

وبينت أن سبب الانخفاض في هذا الموسم بالمقارنة مع السنوات الماسية يعود إلى ظاهرة التقلبات المناخية التي صاحبت عمليات الإزهار والعقد، فـ"الارتفاع المبكر لدرجات الحرارة وانخفاضها مرة أخرى أدى إلى إزهار مبكر في الزيتون وعلى ثلاث موجات من الإزهار في بعض المناطق، هذا الأمر أدى إلى فشل عملية العقد وسقوط الأزهار، ونتيجة للتقلبات المناخية لوحظ حدوث موجة نمو خضري قوية أثناء عقد الثمار، ما أثر سلبا على عملية العقد أن هذه الظاهرة كانت في مناطق معينة من المحافظات وخصوصاً في المناطق الشرقية منها".

وأشارت الوزارة إلى أن نتيجة للموسم الماضي "السيئ"، فإن كمية الزيت المخزنة قليلة جدا لا تتعدى 700 طن، وسيتم استهلاكها حتى بداية موسم جمع الزيتون.

يذكر أن نتيجة لجدار الفصل العنصري الذي أقامته سلطات الاحتلال، الذي أدى لعزل مساحات كبيرة تقدر بحوالي 40 ألف دونم، يتوقع أن يواجه المزارعون مشاكل في قطف الثمار من خلال صعوبة الوصول إلى حقولهم، وتعرضهم للمضايقات من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي.