القدس المحتلة-قال وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك:" إنه في إطار الحل الدائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستنسحب إسرائيل من الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية وسيتم فرض نظام خاص في البلدة القديمة ومحيطها مقابل ضم إسرائيل المستوطنات في القدس إليها".

وقال باراك في مقابلة أجرتها معه صحيفة 'هآرتس' :"إن القدس الغربية والأحياء اليهودية الـ12 (في القدس الشرقية) التي يسكنها حوالي 200 ألف شخص ستكون لنا، والأحياء العربية التي يعيش فيها قرابة ربع مليون فلسطيني ستكون لهم، وفي البلدة القديمة وجبل الزيتون ومدينة داوود (أي حي سلوان) سيكون له نظام خاص وترتيبات متفق عليها'.

وتحدث باراك عن ملامح الحل الذي يطرحه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل سفر الأخير إلى واشنطن للمشاركة في لقاء القمة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتحت رعاية الرئيس الامريكي باراك أوباما لإطلاق المفاوضات المباشرة.

وحول مبادئ اتفاق السلام الذي بالإمكان التوصل إليه في نهاية المفاوضات المباشرة قال باراك :"إن الحل يقضي بإقامة 'دولتين للشعبين وإنهاء الصراع ونهاية المطالب في المستقبل', مضيفا :"سيتم رسم حدود داخل أرض إسرائيل بحيث يكون بداخلها أغلبية يهودية صلبة لأجيال قادمة ومن جهتها الأخرى دولة فلسطينية منزوعة السلاح لكنها قابلة للحياة سياسيا واقتصاديا وإقليميا'.

وأوضح باراك أنه سيتم الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية بأيدينا وإعادة (سكان) المستوطنات المعزولة إلى داخل الكتل أو إلى داخل إسرائيل، وحل قضية اللاجئين داخل الدولة الفلسطينية أو بواسطة تحسين مكانتهم في (أماكن تواجدهم في أنحاء) العالم وستكون هناك ترتيبات أمنية مشددة'.

ورفض الدخول في تفاصيل 'الترتيبات الأمنية المشددة' لكنه قال :"إنها يجب أن تستند إلى ثلاثة مواضيع هي 'أولا، عدم العودة إلى الوضع الحاصل في لبنان وقطاع غزة، عندما أخلينا مناطق وتحولت إلى مخزن للقذائف الصاروخية والصواريخ وهذا ليس معقولا ولن تكون هناك (في الضفة) قذائف صاروخية وصواريخ'.

واضاف :"ثانيا، لن تكون هناك موجة إرهابية كالتي كانت في الأعوام 2001 ـ 2003 وثالثا، وضع ردود للتغيرات الجيو- إستراتيجية المحتملة في الشرق الأوسط، فهذه منطقة تتميز بانعدام اليقين والجبهة الشرقية قد تثور مجددا ولذلك فإن ثمة حاجة لتواجد (عسكري إسرائيلي) لسنوات طويلة في غور الأردن وترتيبات تكنولوجية وتحصين الكتل الاستيطانية'.

واعتبر باراك أن اتفاق السلام سيكشف إسرائيل لمخاطر في المستقبل ولذلك يجب أن يكون ذلك مرتبطا بتفاهمات مع الامريكيين حول تقوية القدرة الهجومية الإسرائيلية وتحسين قدرات التسلح بأسلحة دقيقة وبناء منظومة اعتراض صواريخ متعددة الطبقات وتوفير طول نفس ومنح ترتيبات تكنولوجية تضمن إنذارا مبكرا (من صواريخ طويلة المدى) ومراقبة الحدود'.

واضاف :"أنه إذا تمت بلورة رزمة كهذه فإنه من الجائز أن تسمح لنا بإبداء ليونة معينة وفي جميع الأحوال يحظر أن تشكل الخطة الأمنية المطلوبة لنا حجة لمنع السلام'.

وقال باراك:" ثمة فرصة لتحقيق االسلام الآن وإلى أنه عندما طرح 'تنازلات' في محادثات كامب ديفيد في العام 2000 كان بين منتقديه الأساسيين رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت ورئيسة المعارضة تسيبي ليفني 'وانظر أين هما الآن' من ناحية المواقف السياسية".