لم يكن موضوع الدولة الفلسطينية مطروحا للبحث في السياسة الدولية أو العربية خلال المرحلة التي سبقت عدوان الخامس من حزيران عام 1967، فقد تمحورت القضية بشكل أساسي حول موضوع اللاجئين الذي تلاشت فيه القضية من جانبها الوطني ليطغى عليها الجانب الإنساني.
استراتيجيتان متناقضتان:
كان المخطط الاستراتيجي الصهيوني متمسكا بشعاره القديم "فلسطين أرض بلا شعب"، رافضا بذلك قرار الأمم المتحدة بحق العودة للفلسطينيين الذين لم يعترف المخطط أصلا بوجودهم كشعب. وكانت الأرض الفلسطينية التي اقتطعت حسب قرار التقسيم لإقامة دولة يهودية عليها، هي في نظر الصهاينة مجرد جزء من أرض "إسرائيل" وأن إقامة الدولة عليها، هي مجرد خطوة باتجاه إقامة إسرائيل الكبرى، لقد استطاع مشروع الدولة اليهودية قبل إعلانها أن يقتطع من الأراضي المقررة للدولة الفلسطينية أجزاء هامة ويفرض خطوط هدنة ويوقع اتفاقيات مع الدول العربية المحيطة بفلسطين أتاحت له التمتع بعضوية الأمم المتحدة، في حين بدأت هذه الدول العربية تحاول تطبيق مشاريع التوطين التي اعتبرت جزءا من الحل الإنساني للقضية، ولكن الشعب الفلسطيني رفض كل محاولات توطينه أو تذويبه ودمجه، وظل يتطلع إلى اللحظة التي يستطيع فيها أن يعبر عن إرادته في النضال لتحرير وطنه، وكان العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 1955 سببا كافيا لدفع الرئيس جمال عبد الناصر لأن يشكل مجموعات الفدائيين الفلسطينيين الذين قاموا بالردّ على العدوان وببعث روح الفداء من جديد في صفوف الشعب الفلسطيني. ولئن كانت نتائج العدوان الثلاثي قد اقتضت، فيما فرضته من ترتيبات، توقف العمل الفدائي المرتبط رسميا بالجيش المصري إلا أنها أرست أول وأهم مبادئ الثورة الفلسطينية وهو أن الكفاح المسلح لا يمكن أن يكون فاعلا ومبدأ استراتيجيا إلا إذا انطلق أساسا من مبدأ الاستقلالية. وبدأت الطلائع الفلسطينية تعبئ وتنظم وتجهز نفسها لخوض معركة التحرير وأعلنت حركة فتح عن ميلادها بنشر بيان حركتنا عام 1957 تبعه توزيع هيكل البناء الثوري في العام1958 وفي عام 1959 أصدرت الحركة مجلة فلسطيننا.. نداء الحياة، التي بدأت تنشر مقالات وافتتاحيات تكرس المبادئ الأساسية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والتي تمثلت بالاستقلالية.. وبحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ورفض الوجود الصهيوني المغتصب وبالكفاح المسلح والثورة الشعبية طريقا وحيدا للتحرير.
وقد تضمن هيكل "البناء الثوري" المخطط العام للعمل الثوري (في سائر مجالاته الثورية الموحدة التي تقوم على مراحل متماسكة ليس بينها فواصل مانعة ولكل مرحلة فروعها وزمانها ومجالاتها التي تعني سائر الإمكانيات السياسية والمعنوية والتنظيمية والعسكرية والاقتصادية وغيرها وعلى كل الجبهات الداخلية والخارجية وفي شتى الإطارات التي تسخر لتحقيق الغاية المنشودة)(24).
وقد أشار هيكل "البناء الثوري" إلى مرحلة الكيان الفلسطيني بعد انطلاق الثورة المسلحة، باعتباره ضرورة نضالية على طريق النصر النهائي، وقد تم التأكيد على أهمية المرحلية، ودور الكيان الفلسطيني، باعتباره ضرورة للحفاظ على الشخصية الفلسطينية وتحقيق المناعة ضد مؤامرات التذويب والادماج والتوطين. تلك المؤامرات المنسجمة مع المخطط الإمبريالي الصهيوني الذي حاول نشر أكذوبة "ان فلسطين أرض بلا شعب"، وقد ركزت مجلة "فلسطيننا" منذ العدد الخامس الصادر في شهر شباط عام 1960 على ضرورة التمسك بالكيان الفلسطيني الذي كان في حينه التعبير عن الدولة الفلسطينية على أي جزء من أرض فلسطين خارج الاحتلال… كانت الصرخة مدوية في ضمير أبناء الشعب الفلسطيني (يا أبناء فلسطين.. وحدّوا صفوفكم لتبرزوا شخصيتكم وكيانكم فما لم تكن لكم شخصية، وما لم يكن لكم كيان، فإن قضيتكم ستبقى كما هي ولن تتقدم قيد أنملة)(25).
وركّز العدد الثامن من مجلة فلسطيننا على موضوع الجنسية الفلسطينية وضرورة التشبث بها وإدانة كل محاولات (فتح أبواب التخلص من مشاكل اللاجئين وجنسيتهم) لأنه (إسهام مقصود في أعظم مؤامرة على القضية الفلسطينية وعمل واضح لتصفيتها)(26). وتؤكد حركة "فتح" على صفحات فلسطيننا (اننا لن نتخلى عن جنسيتنا ما دام هناك اغتصاب صهيوني استعماري لوطننا وأننا نطالب ونصّر على أن يكون لنا كيان ثوري في الجزء المتبقي من وطننا لنستطيع العمل بحرية للاستعداد لانطلاقة الثأر المقدس)(28).
هكذا بدأ تبلور النظرية الثورية الفلسطينية، بمنطلقاتها الاستراتيجية التي تعتبر الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين، غزوا صهيونيا عدوانيا وقاعدة استعمارية توسعية، وهو حليف طبيعي للاستعمار والإمبريالية العالمية، وحددت أهدافها الاستراتيجية بتحرير فلسطين تحريرا كاملا وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة ذات السيادة على كامل التراب الفلسطيني، والتي تحفظ للمواطنين حقوقهم الشرعية على أساس العدل والمساواة دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة. وعلى النقيض من هذه النظرية الثورية الفلسطينية كان الموقف الصهيوني يشكل النقيض تماما، وكانت النظرية الصهيونية بأهدافها ومبادئها تتناقض بشكل سافر مع المبادئ والأهداف الفلسطينية، فالصهاينة يعتبرون أن فلسطين كل فلسطين هي أرض إسرائيل ويضيفون أيضا أن الضفة الشرقية لنهر الأردن، وكذلك شبه جزيرة سيناء هي أجزاء من "إسرائيل" تعبيرا عن الاستراتيجية التوسعية "من الفرات إلى النيل، أرضك يا إسرائيل".
ونستعرض (فيما يلي مقاطع من افتتاحية صحفية لأمر حاب (9 تموز 1956) التابعة لاحدوت هعفودا أحد أجنحة الحركة العمالية في إسرائيل وجزء من التحالف الحاكم وأحد أبرز قيادته ييغال آلون):
(تم إنشاء المملكة الأردنية بصورة مصطنعة وتعسفية، وبدون أية إمكانات للاستمرار في الوجود والنمو، جاءت المملكة كلها استجابة لحاجات مكتب المستعمرات البريطاني ومناوراته، تشرتشل - هذا الإمبريالي العتيق - هو الذي اقتطع الضفة الشرقية من الجسد الحي لأرض إسرائيل الكاملة ليقدمها كتعويض للأسرة الهاشمية بعد أن سرقها من الشعب اليهودي وربطها بسيطرة الإمبريالية.
وبالإضافة إلى جريمة السرقة هذه تم ارتكاب خطيئة أخرى عند نهاية حرب التحرير هي ضم مناطق واسعة وحيوية من غرب أراضي إسرائيل إلى المملكة الأردنية. تشير كل الدلائل إلى أن ساعة الحسم قد اقتربت بالنسبة لتلك الدولة (الأردن) … وواضح أنه ليس باستطاعة إسرائيل ولا يجوز لها الوقوف موقف غير المكترث أمام هذه التطورات، وأمام احتمال التغيرات الإقليمية البعيدة المدى على حدودها الشرقية نتيجة الصراع بين المعسكرين في المنطقة)(29).
وعبّر مناحيم بيجن عن الفكر الصهيوني التوسعي في جلسة الكنيست بعد العدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة قائلا (الاستنتاج الرئيسي هو ما زالت الأرض تنتظر ورثتها سيدي الرئيس زملائي النواب، كم كانت قلوبنا فرحة عندما سمعنا بأن جيوش إسرائيل قد حررت غزة، وأن كلمة جيشنا هي: لقد عادت منطقة من الوطن إلى حضنه بعد ان انتزعت منه، نسبّح ونشكر لأننا سمعنا مثل هذا الكلام، فإذا كانت غزة هي مدينة أجدادنا التي انتزعت من أرض الوطن، ما هي القدس إذن؟ ما هي الخليل؟ وما هي بيت لحم؟ لم يعد أحد في إسرائيل يتكلم عن "العدوان" و "التوسع" عندما نطالب بحملة لتحرير أرض أجدادنا، ولا أحد يقول أن هذه الحدود قد رسمت إلى الأبد في اتفاقية رودس وستبقى على ما هي عليه، يستنتج الشعب كله الاستنتاجات اللازمة من تحرير المناطق المحتلة في الجنوب ان ذلك الجزء من أرض الوطن الواقع تحت الاحتلال الأجنبي لا يكف عن أن يكون أرض الوطن. والاحتلال الأجنبي لا يبدّل شيئا من حقنا الأبدي في أرض أجدادنا وأبنائنا)(30). أما دايان الذي كان يومها رئيس أركان الجيش فقد قرأ أمام القوات الإسرائيلية في جنوب سيناء البرقية التالية التي أرسلها بن غوريون رئيس الوزراء (لقد فتحتم، حقا، تاريخا فريدا، لقد أنهيتم أضخم حملة عسكرية وأكثرها مجدا في تاريخ شعبنا، واحدة من أروع الحملات في تاريخ جميع الشعوب، في أقل من سبعة أيام تم تطهير شبه جزيرة سيناء بكاملها بما في ذلك قطاع غزة من القوات العدوة، من مضائق ايلات إلى رفح العريش والقنطرة، من العوجة حفير إلى البحر الأحمر في الجنوب، وعليه سيكون باستطاعتنا أن ننشد من جديد الأغنية القديمة أغنية موسى وبني إسرائيل)(31).
وكان بن غوريون أول المتحدثين في اجتماع الكنيست المنعقد في 7 تشرين الثاني 1956، وجاء حديثه ليؤكد الأبعاد الاستراتيجية للغزوة الصهيونية المتحالفة مع بريطانيا وفرنسا وقد جاء في حديثه قوله (كما تعلمون لقد أنهى جيشنا منذ يومين - بعد عملية خاطفة استغرقت أقل من سبعة أيام - تطهير شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من الجيوش العدوة. من رأس النقب أمام ايلات امتداداً إلى خليج سليمان الذي يطلق عليه اسم شرم الشيخ على الساحل الجنوبي من مضائق البحر الأحمر.
ومن ايلات - رفح في الشمال امتدادا إلى قناة السويس خليج السويس وجنوب خليج السويس، وتقارب مساحة هذه الرقعة ستين ألف كيلو مترا مربعا (ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل تقريبا). كانت هذه أعظم حملة عسكرية وأكثرها مجدا في تاريخ شعبنا وواحدة من أروع الحملات في تاريخ الإنسانية. لم يلامس جيشنا أرض مصر، ولم يحاول حتى مسها، وآمل أن لا يضطرنا الدكتاتور المصري في المستقبل، لأن نخرق الأمر الذي أعطى لنا عندما خرجنا من مصر لثلاثة آلاف سنة خلت - وهو الأمر القائل بألاّ نعود إلى هناك، كان عملنا محدوداً تماما داخل نطاق جزيرة سيناء)(32).
ايزنهاور ونظرية الفراغ:
عندما واجه ايزنهاور الوضع الإسرائيلي المتعنّت والمتشبث بالنصوص التوراتية التي تتعارض مع القانون الدولي ومع المصالح الاستراتيجية المستقبلية للإمبريالية الأمريكية لم يجد بدا من أن يهز العصا في وجه قادة الكيان الصهيوني. ولم يعر التفاتا لمحاولات الضغط عليه عبر الكونجرس أو التلويح بأصوات اليهود في الانتخابات كما أشرنا سابقا. لقد أدان العدوان منذ حصوله انطلاقا من مصلحة أمريكا التي كان يرى أن عليها لمواجهة المد الشيوعي، أن تتخذ موقفا تحاول فيه كسب صداقة العرب، خاصة بعد أن كان للموقف السوفييتي المبدئي والصارم في ادانة العدوان وتأييد الموقف العربي، دوره في تثمين العرب العالي للموقف السوفييتي الذي عبر عنه تهديد بولغانين في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1956 باستخدام الصواريخ الروسية القادرة على ضرب عواصم الدول المعتدية إلى جانب إعلانه في 11 نوفمبر من نفس العام باستعداد الاتحاد السوفييتي ارسال المتطوعين لانهاء الاحتلال.
كان مخطط ايزنهاور واضحا ويستهدف ملء الفراغ الناجم عن زوال الاستعمار البريطاني عن منطقة الشرق الأوسط. وذلك لضمان سد الطريق في وجه انتشار الشيوعية، ولمنع حركة التحرير القومية العربية من النهوض، ولاحكام قبضته على الكيان الصهيوني ضمن حدوده كقوة مسلحة قادرة على لعب دور عصا الإمبريالية عندما يقتضي الأمر ذلك كل هذا لأن الشرق الأوسط كما يقول ايزنهاور (يمدنا بجسر إلى أوروبا وآسيا من ناحية وإفريقيا من ناحية أخرى وهو يحتوي على ثلثي مستودعات البترول المعروفة في العالم حتى الآن)(33).
من الواضح التزام ايزنهاور بآلية القرار الذي ينطلق من قانون المصلحة الإمبريالي بما يخدم الرأسمالية المتمثلة بالاحتكارات النفطية والصناعية التي تهدف إلى نهب بترول المنطقة ومصادرها الطبيعية وتهيئتها سوقا للبضائع الأمريكيةـ، وعلى الرغم من معارضة الكونغرس لقرار ايزنهاور إلا أنه أمام الزعامة الحقيقية لايزنهاور أصبح كما يقولون بطة كسيحة.
ولم يصمد قادة العدو الصهيوني أما قرار ايزنهاور وكان عليهم أن يبرروا الانسحاب أمام الرأي العام والجيش الإسرائيلي بما ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية الصهيونية وما يلازمها من مرونة تكتيكية.
قال موشيه دايان في 31 آذار 1957 ما يلي:
(علينا أن نسأل أيضا ماذا حققنا - ان كنا قد حققنا شيئا - على مستوى علاقاتنا العامة بالعرب، في رأيي يكمن الجواب على هذا السؤال ليس في مكاسبنا خلال حملة سيناء نفسها بل في الطريقة التي ستتصرف بها دولة إسرائيل في المستقبل أي خلال الفترة اللاحقة على حملة سيناء، السؤال هو من استوعب دروس ماذا؟ … هل سيكون الدرس موجها إلى المصريين، درس هزيمتهم في سيناء - أم إلى إسرائيل - درس الانسحاب. يجب الاعتراف أنه كان من المستحيل علينا التمسك بسيناء في وجه معارضة العالم كله، كان علينا أن ننسحب.
السؤال هو هل يدرك المصريون أن إسرائيل ستتقدم لتضرب في المستقبل عندما لا تعود الأمور تحتمل بالنسبة لها حتى لو افترضنا أنها سترغم على الانسحاب من أية أرض تغزوها تقول دولة إسرائيل: إذا دعتنا الحاجة سنكون على استعداد لجولة ثانية وثالثة وخامسة وحتى لو انتهت كلها إلى الانسحاب)(34). على الرغم من كون التوسع هو أحد الأسباب الرئيسية لمشاركة الكيان الصهيوني في العدوان الثلاثي، إلا أن بروز العامل الفلسطيني الفدائي المقاتل هو الأساس الاستراتيجي للمشاركة، فقد كان الصهاينة يراهنون على أن الشعب الفلسطيني لم يعد له وجود.. وأن الشيوخ سيموتون والشباب سينسون والصغار لا يعرفون، فإذا بالشيوخ يعلمون الشباب والصغار دروس الاستمرار.
وكان أحد الخلافات الأساسية بين ايزنهاور وليندون جونسون الذي كان يقود المعارضة في الكونغرس هو ضرورة انهاء الموضوع الفلسطيني كليا باعتباره أحد الأسباب التي أدت إلى العدوان إلى جانب حق "إسرائيل" في المرور من قناة السويس وإقامة علاقات سلمية طبيعية بين مصر وإسرائيل تصبح فيها "الحدود مفتوحة" أمام جولدا مائير كما أشارت" للذهاب بسيارتها متى تريد وشراء حاجياتها من أسواق القاهرة.
جونسون وحرب حزيران:
وجاء بروز العامل الفلسطيني الفدائي المقاتل من جديد، وكان هذه المرة في عهد الرئيس جونسون، فقد أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني في انطلاقتها المسلحة في 1 يناير 1965 كانت انطلاقة مسلحة لحركة وطنية ثورية فلسطينية مستقلة غير خاضعة ولا تابعة ولا موجهة إلا بإرادة الشعب الفلسطيني… كانت التعبير عن ميلاد الحقيقة الفلسطينية في وجه الضلال الإسرائيلي والحق العربي في وجه الباطل الصهيوني.
كان الرئيس جونسون وهو يتابع هذه الحقيقة الثورية المتفجرة في وجه الكيان الصهيوني، أكثر القواعد الارتكازية أهمية للإمبريالية الأمريكية، يتذكر موقفه عام 1956 المعارض للتنازل المجاني الذي قدمه ايزنهاور لعبد الناصر…
ويستعرض جونسون نتائج سياسة ايزنهاور فيجد أن الانسحاب قد عزز قيادة عبد الناصر للوطن العربي فأصبح بطل التحرير والوحدة العربية وتحققت على يديه سلسلة من التغيرات والإنجازات صبّت جميعها في اتجاه معاداة أمريكا. فالوحدة بين مصر وسوريا مهدت للثورة في العراق، واضطر ايزنهاور أن يزج بالقوات الأمريكية للتدخل في لبنان والأردن وتكرس العداء العربي لأمريكا نتيجة مواقفها، وأصبح التطلع لصداقة الاتحاد السوفييتي نتيجة طبيعية للموقف الأمريكي المنحاز للكيان الصهيوني، وعلى الرغم من انتكاس تجربة الوحدة بين مصر وسوريا إلا أن عبد الناصر تدخل بكل ثقله ليساند الثورة في اليمن ودفع بكل قوته لإحياء التضامن العربي لإفشال المخطط الأمريكي الهادف إلى تأجيج الصراع والخلافات بين الأنظمة العربية، ومع بداية عهد الرئيس جونسون خلفا للرئيس كيندي الذي اغتيل في نوفمبر 1963… بدأ الصراع حول مياه نهر الأردن بين الدول العربية و "إسرائيل" يشتد نتجية لبدء "إسرائيل" تنفيذ مشروع تحويل المياه إلى النقب، واجتمع العرب في مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة في 13 يناير 1964 برئاسة عبد الناصر وجاء القرار العربي الرسمي بداية لإحياء الجانب الوطني من القضية الفلسطينية وقد حضر الأخ أحمد الشقيري المؤتمر ممثلا عن فلسطين، وصدر عن المؤتمر بيانا مقتضبا جاء فيه (أن مؤتمر ملوك ورؤساء دول جامعة الدول العربية قياما بواجب الدفاع المشترك، وإيمانا بحق الشعب العربي الفلسطيني المقدس في تقرير مصيره والتحرر من الاستعمار الصهيوني لوطنه قد اتخذ القرارات العملية اللازمة لاتقاء الخطر الصهيوني، سواء في الميدان الدفاعي أو الفني، أو ميدان تنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره)(35).
وقد تم تجسيد قرار القمة العربية بالدعوة لعقد مجلس وطني فلسطيني تم انعقاده في القدس بتاريخ 25 أيار 1964 تم فيه الإعلان عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية والمصادقة على الميثاق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل كتائب فلسطينية عسكرية نظامة وكتائب فدائية قادرة وفعالة.
ولئن كان موضوع مياه نهر الأردن وتحويلها من قبل "إسرائيل" هو السبب المباشر الذي دعا إلى مؤتمر القمة العربي وإلى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بقرار عربي رسمي، فقد كان هو أيضا السبب المباشر الذي دعا التنظيم الثوري الفلسطيني المتمثل بحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" لأن تعلن انطلاقتها المسلحة، وتبدأ عملياتها العسكرية بضرب المشروع الصهيوني للتحويل فقد كان تدمير نفق عيلبون الواصل بين النهر وقناة التحويل هو أول العمليات العسكرية التي نفذتها قوات "العاصفة" في الفاتح من يناير عام 1965.
كان الرد العربي على تحويل "إسرائيل" لمياه الأردن، القيام بمشروع تحويل روافد نهر الأردن في الأراضي السورية "كان رد إسرائيل على ذلك من نوع الرد الذي اعتمدته قوات (العاصفة) ضد المشروع الإسرائيلي. فقد نسفت إسرائيل المشروع العربي قرب جسر بنات يعقوب في آذار 1965 بالمدفعية ومدافع الدبابات. (وكان وزير الخارجية راسك قد طلب من السفير الأمريكي باربر في تل أبيب، ان يتوسط لدى الإسرائيليين ليكفوا عن استخدام القوة العسكرية ضد مشروع التحويل السوري، وبلغ حد التهديد "بتطبيق ضغوط اقتصادية أمريكية، والعمل عبر الأمم المتحدة"، في حال حدوث الأمر، لكن ليندون جونسون لم يكن دوايت ايزنهاور، وكان الإسرائيليون يدركون ذلك)(36).
لقد عرف الإسرائيليون كيف يستغلون مواقف جونسون المعارضة لايزنهاور ويوظفونها للحصول على المزيد من الدعم العسكري. كان جونسون منسجما مع ذاته وهو يقدم الدعم العسكري "لإسرائيل" لتقوم بنفسها بدور العصا الغليظة لتأديب حالة النهوض العربي القومي وشطب فكرة العمل الفدائي وهي في المهد، لقد كان جونسون يخوض في فيتنام حربا قاسية سقطت فيها هيبة الجيش الأمريكي وشنت حملات مضادة لهذه الحرب في أمريكا نفسها وفي العالم بأسره، ووجد جونسون في "إسرائيل" ضالته ليقدم نموذجا جديدا لأدوات السيطرة، وهي القوى المحلية التابعة لأمريكا والمسلحة جيدا والمعبأة ماديا ومعنويا لخوض المعارك الحاسمة، ولتحقيق ذلك بنجاح أجاز جونسون في 23 أيار 1967 (إرسال شحنة جوية طارئة تتألف من حاملات جنود مدرعة وقطع غيار للدبابات وقطع غيار لنظام صواريخ الدفاع الجوي من توما هوك وصمامات أمان للقنابل وذخيرة للمدفعية وأقنعة غاز وأعتدة كثيرة أخرى "حذفت مقاطع من هذه اللائحة" وقد جرى توضيب هذه الأعتدة وشحنها قبل اجتياح 5 حزيران/يونيو مباشرة وتحضيرا له، وذلك في وقت كان فيه الرئيس جونسون يعلن على الملأ حظرا على جميع الأسلحة المرسلة إلى الشرق الأوسط، ويتساءل المرء عما إذا كان هناك شخصان يحملان اسم ليندون جونسون في البيت الأبيض، في أوائل يونيو حزيران 1967) (37) كان وزير الخارجية راسك من أنصار قيام الولايات المتحدة (بدور الوسيط النشيط علنيا لإيجاد تسوية للأزمة بينما يتم كبح جماح جيوش الطرفين)(38) رافضا خيار (السماح للإسرائيليين بتقرير أفضل السبل للحفاظ على مصالحهم الوطنية… أي بإطلاق العنان لهم)(39) ولكن جونسون اختار طريقا ثالثا للعمل (وهو أن يسعى علنا لتسوية النزاع بينما يطلق العنان للإسرائيليين سرا، وهذا بالضبط ما حدث)(40) كانت هنالك اتصالات كثيرة مع ابا ايبان عبر الأخوين روستو (ولعل الأهم من ذلك هو الزيارة السرية التي قام بها مائير عميت مدير المخابرات الإسرائيلية إلى واشنطن في 30 أيار مايو، وقد تلقى انطباعا من ماكنامارا (البنتلجون) وهيلمر (وكالة الاستخبارات المركزية) بأنه "إذا تصرفت إسرائيل بنفسها وحققت انتصارا حاسما فلن ينزعج أحد في واشنطن من ذلك)(41).
مشروع جونسون:
بدأت السياسة الأمريكية بترتيب مشروعها للمنطقة مع بداية العدوان الصهيوني على البلاد العربية، ففي السابع من حزيران 1967 شكل الرئيس لندون جونسون لجنة خاصة تابعة لمجلس الأمن القومي مهمتها العمل على تنسيق جهود السلام في الشرق الأوسط بهدف الوصول إلىحل نهائي وفي ظل ظروف الانتصار الحاسم الذي حققته القوات الصهيونية، تقدمت اللجنة بمشروعها الذي لخصه الرئيس جونسون في خطابه في 19 حزيران 1967، بخمسة مبادئ أساسية ترى فيها السياسة الأمريكية الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط وهي:
1- ينبغي أن يكون لكل دولة في المنطقة الحق في العيش دون تهديد بالهجوم عليها أو القضاء عليها.
2- ينبغي توطين أكثر من مليون لاجئ عربي مشرد، بصورة عادلة قبل الوصول إلى سلم دائم.
3- يجب احترام حقوق الملاحة ويجب تقرير حقوق المرور البريء عبر الممرات المائية الدولية لجميع الشعوب.
4- يجب تخفيض ارسال شحنات الأسلحة إلى المنطقة، وأن تُحدد بالنسبة لجميع الأطراف، وهكذا يخف التوتر ويمكن استغلال رؤوس الأموال في الإنماء الاقتصادي الحيوي.
5- يجب تقرير ضمان الحدود والاعتراف بها، حتى يمكن الوصول إلى احترام للوحدة السياسية ووحدة أراضي جميع الدول في المنطقة. من الواضع أن القضية الفلسطينية في المشروع الأمريكي الأول بعد عدوان حزيران لم تكن غير امتداد للمشاريع الأمريكية السابقة.. مجرد قضية لاجئين تزايد عددهم بسبب الحرب الأخيرة ولا بد من توجيه جهود دول الشرق الأوسط من أجل رفع الظلم عن المشردين. ولقد رفض الأمريكيون في هذه المرحلة كل الجهود التي بذلها السوفييت للحصول على موافقة جونسون لإرغام "إسرائيل" على الانسحاب من الأراضي المحتلة والعودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967.
ولقد أوضح جونسون أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بالتنازل عن كل المكاسب الإقليمية التي جنتها نتيجة انتصارها في الحرب. وكان هذا الموقف الأمريكي هو الذي طرح في اجتماع مجلس الأمن كمشروع أمريكي للقرار (242) في مواجهة المشروع البريطاني الذي صاغه اللورد كارادون، وكان الرفض السوفيتي للمشروع الأمريكي ينطلق من إعطائه الحق "لإسرائيل بالاحتفاظ بالأراضي العربية وبوضع الحدود التي تريدها ولم يتضمن أية إشارة إلى عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة. وقد اعتبر مشروع كارادون أكثر توازنا مما جعل نصه يقر بالإجماع في مجلس الأمن في 22 نوفمبر 1967 تحت اسم قرار مجلس رقم (242)، ولم يتطرق هذا القرار إلى ذكر الفلسطينيين أو القضية الفلسطينية وكل ما تضمنه بشكل غامض تأكيده على "تحقيق تسوية عاجلة لمشكلة اللاجئين" ولم يحدد عن أي لاجئين يتكلم، فقد اعتبر الصهاينة كعادتهم في التضليل أنه لا يعني اللاجئين العرب الفلسطينيين فقط، وإنما يعني أيضا، اللاجئين اليهود الذين "لجأوا" إلى فلسطين من البلدان العربية. وكانت الدول الكبرى تتداول فيما بينها للوصول إلى اتفاق تساهم به عن طريق وساطتها بين الأطراف المعنية لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وبادرت الحكومة الفرنسية في 17 كانون الثاني 1969 إلى الإعلان عن اقتراحها بعقد اجتماع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا بالتعاون مع الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة من أجل الأهداف المبينة أعلاه.
وكانت موافقة الولايات المتحدة مشروطة بالتوصل عبر الاتفاقات الثنائية بين ممثلي الدول الأربع دائمة العضوية في مجلس الأمن، للوصول إلى حد أدنى من التفاهم المشترك، وعلى الرغم من عقد اجتماعين مشتركين للدول الأربع الكبرى في 4 نيسان، 8 نيسان 1969 تم بينهما إعلان بيان أكدت فيها الدول اتفاقها على خطورة الوضع في الشرق الأوسط الذي يجب أن لا يسمح له بتهديد الأمن الدولي. واهتمامها بتحقيق تقدم سريع في مساعيها على أساس قرار 242 ودعمها لمهمة يارنغ، وبعد الاجتماع الثاني تم رفع تقارير عن المباحثات التي تمت والقضايا الجوهرية التي بحثت وسبل الوصول إلى حلول رفعت إلى حكوماتهم وللدول العربية المعنية و"إسرائيل"، وكان رد الفعل الإسرائيلي أن أعلن ايبان في مؤتمر صحفي في 13 نيسان 1969 (أن تدخل الدول الأربع الكبرى قد عطل مهمة يارنغ كما أن محادثاتها لا طائل منها، لأنها لا تشمل الأطراف المعنية بالنزاع مباشرة. وأكد أبا ايبان أن "إسرائيل" ما زالت عند موقفها الوارد في مشروع السلام الذي تقدمت به إلى الجمعية العامة لهيئة الأمم في تشرين الأول 1968.
حرب الاستنزاف:
وفي اليوم التالي لهذا التصريح شنت القوات الجوية الإسرائيلية عدوانا مركزا على المواقع المصرية خلف قناة السويس، اتبعتها في 15 نيسان بضربات أخرى ضد بطاريات الصواريخ الدفاعية. وجاء قرار الرئيس عبد الناصر بالرد المكثف على المواقع الإسرائيلية في سيناء المحتلة. فكانت بداية حرب الاستنزاف التي انضمت بفعالية لدعم الثورة الفلسطينية وكفاحها المسلح. كانت الثورة الفلسطينية المسلحة قد بلغت مرحلة من القوة والفعالية المادية والمعنوية مما جعلها تصبح موضوعا جديدا يطرح في النقاشات الدائرة في المجالات السياسية والدبلوماسية، فقد استطاعت الثورة بخوضها معركة الكرامة في 21 آذار 1968 أن تنتزع أول انتصار ساحق من براثن العدوان الصهيوني المتغطرس، تبعتها سلسلة العمليات المكثفة داخل الأرض المحتلة مما استدعى قيام العدو الصهيوني بغاراته المتلاحقة على مواقع الفدائيين في الأغوار والسلط والأحراش. لقد فتحت اعتداءات العدو الصهيوني على الفدائيين وقدرتهم على التصدي البطولي لهذا العدوان ابواب الأمل بالنصر للملايين من الجماهير العربية التي كانت هزيمة حزيران قد أوصلتها إلى درجة الانسحاق النفسي. وجاء الفدائي ليعيد لها معنى الوجود العنيد المكافح. وانفتحت الحدود أمام تحركات الفدائيين… وأصبحت "إجازة فتح" جواز مرور حطّم حدود سايكس بيكو المصطنعة، وحين اشتعلت حرب الاستنزاف كانت الثورة الفلسطينية قد وطدت أركانها وقويت في الأردن لدرجة أن الجماهير الرافضة لتحركات المبعوث الأمريكي جوزيف سيسكو حرمت طائرته من الهبوط في عمان. وأصبحت القوى الجماهيرية العربية ترى حقيقة الوجه الإمبريالي الأمريكي المساند للعدوان الصهيوني. وتحركت جهارا ضد المصالح الأمريكية. وبدأت سلطة النظام الأردني تهتز أمام الانحياز الجماهيري الشامل للثورة الفلسطينية. وكان لا بد للإمبريالية من انقاذ الموقف لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة وتركيز حماة هذه المصالح. فبدأت التحركات الأمريكية. فكان مشروع روجرز الذي طرحه في 9 كانون الأول 1969 والذي تضمن الدعوة إلى انسحاب إسرائيل من "أراض" عربية محتلة في حزيران 1967، مقابل ضمانات عربية ملزمة بالسلام، (وشدد روجرز على الطابع "المتوازن والمنصف" لمقترحات بلاده بقوله أن الدعوة إلى الانسحاب الإسرائيلي بدون تحقيق اتفاق حول السلام هي تحيز للجانب العربي. كما أن دعوة العرب إلى القبول بالسلام بدون انسحاب إسرائيلي هي تحيز "لإسرائيل" لذلك تستند سياستنا إلى تشجيع العرب على القبول بسلام دائم قائم على اتفاق ملزم، وحث إسرائيل على الانسحاب من أراض محتلة عندما تصبح سلامتها الإقليمية مضمونة)(43).
ولم يتطرق روجرز لموضوع القضية الفلسطينية، ولكن الجديد الذي جاء به هو موضوع اللاجئين فقد (دعا إلى إعطائهم حق الاختيار بين العودة على أساس كوتا سنوية متفق عليها وبين التوطين خارج "إسرائيل" مع التعويض)(44).
رفضت "إسرائيل" مشروع روجرز من اسامه وقد اعتبرته جولدا مائير في أول ردة فعل أنه محاولة أمريكية لاسترضاء العرب على حساب المبادئ. وعندما رد عليها روجرز في 23 كانون الأول 1969 وهو اليوم التالي لتصريحها مؤكدا أن المشروع الأمريكي عادل ومنصف وشامل ومنسجم مع قرار الأمم المتحدة رقم 242. ردت جولدا مائير في خطاب أمام الكنيست في 29 كانون الأول قائلة (ان المقترحات الأمريكية الأخيرة تشكل خطرا كبيرا جدا على وجود إسرائيل لأن ما جاء فيها بخصوص الحدود وعودة اللاجئين يهدد أمن البلاد كما أنها تتناقض مع مبدأ المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية في النزاع)(45).
كانت الثورة الفلسطينية قد بلغت أوجها في القدرة والانتشار والخروج من سلسلة المحاولات المختلفة لتصفيتها أو تحجيمها في الأردن ولبنان، وكان دعم الرئيس عبد الناصر للثورة الفلسطينية دون حساب، فهو القائل "ان الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى"، كان هذا ردا على مقولة إمبريالية تردد ان "إسرائيل وجدت لتبقى". كان الخطر الذي تشكله الثورة الفلسطينية على مستقبل وجود الكيان الصهيوني أكبر من الخطر الذي تشكله الأنظمة العربية الأخرى التي كان شعارها إزالة آثار العدوان، كما جاء في نداء الرئيس عبد الناصر للرئيس نيكسون في أيار 1970 يناشده أن يصدر أوامره لإسرائيل بالإنسحاب، وأن يكف عن مساعدتها ليتمكن العرب من تصفية آثار العدوان، كانت شعارات الثورة الفلسطينية الحاسمة هي تحرير فلسطين تحريرا كاملا وتصفية الكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا وإقامة دولة ديمقراطية مستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني. كان الرئيس عبد الناصر يعلن أنه يريد تصفية آثار العدوان بينما الثورة الفلسطينية تعلن أنها تريد تصفية العدوان من جذوره، فلماذا لا تتدخل الإمبريالية لتدق الاسفين بين الثورة الفلسطينية ومساندها الأكبر عبد الناصر..؟
هوامش
(24) حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) … دروس وتجارب ثورية هيكل البناء الثوري ص 106. (25) فلسطيننا (نداء الحياة) عدد 5 ص 5 شباط 1960. (26) المصدر السابق عدد 8 ص 24 أيار 1960. (27) المصدر السابق: ص 5. (28) المصدر السابق: ص 24. (29) إسرائيل شاحاك من الأرشيف الصهيوني ص 57 كتب فلسطينية رقم 66 م.ت.ف مركز الأبحاث 1975. (30) المصدر السابق: ص 59. (31) المصدر السابق: ص 57 - 58. (32) المصدر السابق: ص 58. (33) توفيق أبو بكر مصدر سابق ص 110. (34) إسرائيل شاحاك مصدر سابق ص 62. (35) وثائق فلسطينية مصدر سابق ص 419 - 420. (36) ستيفن جرين الانحياز مؤسسة الدراسات الفلسطينية سلسلة الدراسات رقم 70 ليقوسيا 1985 ص ؟؟. (37) المصدر السابق: ص 176. (38) المصدر السابق: ص 173. (39) المصدر السابق: ص 173. (40) المصدر السابق: ص 173. (41) مروان بحيري: السياسة الأمريكية والعرب سلسلة كتب المستقبل العربي (2) ص 61 نقلا عن وليم كوانت عقد من القرارات ص 50. (42) وثائق فلسطينية مصدر سابق ص 187 - 188. (43) ؟؟ سليم القاضي تقرير حول مشاريع التسوية السلمية، شؤون فلسطينية، عدد 22 ص ؟؟. (44) المصدر السابق: ص 109. (45) المصدر السابق: ص 109.