وادي الربابة... غضب تحت الرماد
بقلم: محمد عبد ربه لمفتاح
2013/2/2

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14538

في وادي الربابة جنوب البلدة القديمة من القدس كان المشهد نهاية الأسبوع المنصرم غير اعتيادي... رسمت المواجهة هناك بين من التصق في أرضه وبيته والمستجلبون المسكونون بالوحشية واقعا من حياة المقدسيين هناك وهم بدافعون وينافحون عن وجودهم ويتصدون بصدورهم العارية لآلة الهدم الإسرائيلية..

في وادي الربابة نشبت الجرافات أنيابها في الأرض وفي الشجر والحجر.. وكلابهم المفترسة لم تتنوان أيضا عن أن تنشب أنيابها في أجساد الرجال والنساء لحظة أن قاوموا هدم بيوت الطوب والصفيح.. واقتلاع زيتون معمر غاصت جذوره في أرض الواد قبل أكثر من اربعمائة عام...

قالت روايتهم الرسمية: حضرت قواتنا لهدم بناء غير قانوني.. أما رواية المظلومين، فتقول عكس ذلك تماما.. "نحن بعض هذه الأرض .. بل نحن مكون تاريخها.. نحن قبل أن يأتي مستجلبوهم من شرق وغرب ليحتلوا ويستوطنوا... نحن أيضا قبل أن يبنوا قبورهم الوهمية التي ملأت الوادي ليزيفوا تاريخا ليس لهم به ارتباط أو علاقة...

ضرب الرجال والنساء من عائلات الزير وسمرين، وهاجمهم الجنود والكلاب... قبل أن تصيح النساء المضروبات :".. يا كلاب..."... قال كبيرهم الذي علمهم النهب والبطش والطغيان:"الواد وادينا.. وبعض من حوضنا المقدس...؛ وأمعن في التدجيل والتزوير والتدليس..

يريدون تاريخا ليس لهم في التاريخ هناك من ذكر غير أساطير التطرف..

وادي الربابة هو كما تذكر المصادر التاريخية جاي بن هينوم- وهو السهل الذي يحده شمالا جبل صهيون ومن الغرب سينماتك القدس. في الجانب الغربي منه يقع حي أبو طور (الثوري) ومن الجهة الشمالية- الشرقية سلوان. والسهل هو جزء من المنطقة المنزوعة التي كانت بين إسرائيل وبين الأردن حتى العام 1967.

اليوم يستعمل كمنطقة خضراء للجولات، لتسلق الجبال وركوب الخيل.. ولغاية العام 1967 تم تقسيم المنطقة حيث كان يخضع القسم الغربي للسيطرة الإسرائيلية، فيما منطقة وسطى محايدة ومنطقة شرقية كانت تخضع للسيطرة الأردنية.

السهل بغالبيته غير مزروع باستثناء بعض المدرجات الزراعية والأشجار المثمرة وشارع يربط حي البستان في سلوان مع حي أبو طور وغربي المدينة...

ومن الناحية الأثرية، فإن وادي الربابة هو استمرار للمنطقة المعروفة باسم كتف هينوم- رأس الدبوس التي تمتد من منطقة كنيسة سانت اندروس غربي القدس ولغاية حي البستان شرقا. وقد كانت المنطقة كلها تستعمل للدفن على مدار آلاف السنين. الجزء الشرقي- الأسفل من السهل محسوب على حقل داما في الرواية المسيحية.

تاريخ عربي خالص.. ليس في روايتهم شيئا من الصحة... بل كل روايتهم تضليل واصطناع..

ما جرى في هذا الواد نهاية الأسبوع المنصرم من ضرب وتكسير وعدوان بالكلاب البوليسية بعض مما يعانيه الناس في مدينتنا المشتعلة بالغضب.. غضب تحت الرماد....

http://www.miftah.org