لا للصمت في حضرة الموت
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2013/2/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14592

إنها هذه المرحلة الحرجة التي نصبح فيها نحن أسرى عجزنا، لكن ليس صمتنا...فلا يمكن أن نصمت أمام المعركة البطولية التي يخوضها أسرى الحرية... "معركة الأمعاء الخاوية" التي قرر دخولها الأسير سامر العيساوي منذ الأول من شهر آب من العام المنصرم، احتجاجاً على إعادة اعتقاله بتاريخ 7-7-2012، وهو الذي أطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ"صفقة شاليط" برعاية مصرية.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 14 أسيراً فلسطينياً حرروا في الصفقة وهي تحتجز خمسة منهم إدارياً بينهم سامر العيساوي وأيمن الشراونة المضربين عن الطعام منذ أكثر من مائتي يوم، وبحسب أرقام نادي الأسير فان 800 أسير من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بدأوا الإضراب في سجون ايشيل وريمون ونفحة أمس، تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام وهم سامر العيساوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق القعدان.

إنه من المؤسف أن حالة الموت البطيء والذوبان التي يواجهها الأسرى الفلسطينيون، تواجه بصمت مطبق من المجتمعين الدولي والعربي، باستثناء التذكير بعدد الأيام التي وصل إليها الأسرى في إضرابهم عن الطعام، و“القلق” الذي أعربت عنه الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، قلق لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يعلو على صوت رققعة الأمعاء الخاوية، وهو قلق شاركها فيه الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الرباعية للسلام بان كي مون.

أما فلسطينيا ًفقد خرج بالأمس أبناء الشعب الفلسطيني من ممثلين لمؤسسات رسمية وشعبية، وطلبة المدارس والجامعات ونقابة الصحفيين وأهالي وغيرهم للتضامن مع الأسرى في إضرابهم عن الطعام، والمطالبة بالإفراج عنهم وبحقوقهم العادلة، لكن المطلوب هو أكثر من ذلك، المطلوب هو تلك الهبة الجماهيرية التي لا تستثني أحدا ً، والتي تنتفض من أجل الخروج من حالة العجز التي تعتري المجتمع الفلسطيني، الذي يجد يداه مكبلة أمام موت بطيء يأكل أجساد الأسرى، من أجل الوقوف في وجه الجلاد الإسرائيلي، والتأكيد على أن ممارساته التعسفية والقهرية لا تمر مرورا ً عابراً دون معركة، ولاستنهاض المنظمات الدولية والحقوقية كافة من أجل التحرك لإنقاذ النفس الأخير في هؤلاء الأسرى الذين يطالبون بحقهم العادل، وبكرامتهم المسلوبة.

والحقيقة أن "إسرائيل" سعت إلى تمرير قانون عسكري للمصادقة عليه إبان الإعداد لصفقة "شاليط"، مفاده أنه إذا ما أعيد اعتقال هؤلاء الأسرى المفرج عنهم، فإنهم سيعودون لتمضية أحكامهم السابقة، والتي تصل إلى 15 و28 سنة، لأن معظمهم من ذوي الأحكام العالية، وهذا أمر أكدته صحيفة هآرتس الإسرائيلية هذا الأسبوع.

إن هذه المعركة لا يجب أن يكون الأسرى هم جنودها فحسب، فهي معركة جامعة لأبناء الشعب الفلسطيني قيادة وشعباً، ويتعين التخلي عن الصمت في حضرة الموت الذي يتسلل إلى أسرانا، إن على الجميع صحفيين وحقوقيين وقادة وسياسيين وتعبويين وغيرهم تدوير هذه القضية، والتصدي للممارسات الإسرائيلية غير القانونية وغير الحقوقية، وفضحها أمام العالم.

لقد قال المحامي جواد بولس من نادي الأسير حسبما أفادت المصادر إن المحكمة رفضت الإفراج عن العيساوي وقررت إبقاءه في الأسر إلى حين صدور قرار بحقه، وقال: من المفترض أن يعطى القرار خلال فترة شهر من اليوم، والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن، ما الذي من الممكن أن تغيره زيارة أوباما إلى المنطقة في شهر آذار القادم بالنسبة له وللأسرى؟ في كل الأحوال من المؤسف أن يبقى مصيرهم معلقا ًعلى زيارته للمنطقة، فيما لا يسعنا نحن إنقاذه أو إحداث أي تغير لأجله.

http://www.miftah.org