أبو عياش.. رحل وقد نسيه وتناساه كثيرون.. ثم يذكرنا الموت به
بقلم: محمد عبد ربه لمفتاح
2013/3/2

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14614

فجعنا، كما فجعت عائلته الكريمة برحيل الإعلامي المخضرم رضوان أبو عياش اللاجيء القادم من مخيم عسكر قرب نابلس إلى القدس حين كانت القدس نبض الوطن من شماله وجنوبه وسطه...

في القدس خطا أبو عياش بداياته الأولى، في صحفها ومجلاتها.. وفي مكاتبها الصحفية.. بدءا من صحيفة "الشعب" المقدسية حيث عرفناه وتعرفنا عليه هناك، وحين كان رئيسا لرابطة الصحفيين العرب، وله فيها وفي ماضيها بصمات لا تنسى. ثم انتقاله إلى مجلة "العودة" لمحررها الاعلامي والشاعر الكبير ابراهيم قراعين، وفي مكتب الخدمات الصحفية المنبثقة عنه مجلة "العودة"، وكان واحدا من كوكبة كبيرة من الاعلاميين المؤسسين الراسخين خبرة ومعرفة في مهنة المتاعب أمثال: عبدالكريم سمارة، وليد العمري، باسم أبو سمية، جواد الجعبري، الياس زنانيري، والراحل علي قعدان، ، وقبل أن ينضم لاحقا إلى مجلة "العودة" وكتبها الفلسطيني إعلاميون وكتاب وشعراء أمثال فقيدنا الراحل الشاعر والاعلامي المخضرم احمد عبد احمد، والكاتب جميل السلحوت، وكان لي أيضا شرف العمل في "العودة" في تلك الفترة، وقد تلقفتني بعد أن أغلقت صحيفة "الفجر" بسبب الزمة المالية، وتلاها تباعا صحف أخرى مثل "الشعب" والنهار"... وأغلقت رابطة الصحفيين التي تحولت إلى نقابة، ثم رحلت أو رحلت مع من رحل طوعا من المؤسسات...

في تلك الفترة، وتحديدا أواخر سبعينيات وحتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، عاشت القدس عصرها الذهبي إعلاميا وسياسيا، وقاد إعلاميوها ومن بينهم الفقيد الراحل رضوان أبو عياش مع من قاد من رموز العمل الوطني معركة التصدي للاحتلال، حين كانت صحفنا ومجلاتنا منابر وطنية تدافع عن منظمة التحرير وعن شرعية تمثيلها، بل أن تلك الصحف كانت مقار لقيات العمل الوطني، بما في ذلك قيادة الانتفاضة الأولى التي لم يقتصر عملها على توجيه الناس نحو فعاليات الانتفاضة الأولى وأنشطتها الميدانية، بل اندمجت معهم، وتحسست همومهم وقضاياهم، وحتى احتياجاتهم اليومية، وكان للراحل يد بيضاء في هذا الجانب إلى جانب عمله إعلاميا ينقل الخبر والصورة إلى العالم أجمع عما يجري من قمع إسرائيلي وتكسير لعظام الفلسطينيين...

في كل هذا كان الفقيد حاضرا مع شعبه ومعنا، متواصلا مع قيادته في الخارج، قيادة منظمة التحرير، فبنى وأسس في الرابطة .. وفي "العودة’" وفي مكتبها الفلسطيني ... وكانت القدس الأحن على أبنائها، وقد أعطوها من زهرات شبابهم ما أعطوها...

كانت القدس عنوان وطن نهبه المحتلون... ولم يحكموا النهب إلا بعد أن أحاطوها بالحواجز والمعابر والجدران... ومنعوا الدخول إليها، فباتت كما قال شاعرنا العربي:

حرام على بلابله الدوح

حلال للطير من كل جنس

باتت القدس مشهدا من كوة في الجدار يراها القادم من الجنوب والشمال ومن الوسط أيضا ...

يقتل الحزن والاشتياق عشاقها إلا من نالته "منة" المحتل ورضاه، فرضي عنه، ودخلها بتصريح زيارة كمريض... أو زيارة لرحلة

استجمام وسياحة.... اليوم نتذكر الراحل في موته، وقد كان بالأمس قريبا بين ظهرانينا نال المرض منه ما نال وكان أولى منا بالتذكر والسؤال...

رحل "أبو شادي".. وعين القدس باكية والقلب في حزن وانفطار

سلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا... أيها الحي فينا ما حيينا...

سلام على الروح من أسوار قدس

تقاتل وحدها لتحمي روحها من فولاذ الحصار

http://www.miftah.org