وعود القمة العربية...كوعد عرقوب
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2013/3/27

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14693

حل الملف الفلسطيني في المرتبة الثانية على جدول أعمال القمة العربية، فقد حظي بجملة من القرارات، وبدلاً من أن تنتظر هذه القرارات البيان الختامي لتكون فيه، جاءت في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها رئيس القمة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، الذي بادر بتخصيص مليار دولار لدعم القدس المحتلة، متبرعاً بربع المبلغ، واقترح عقد قمة بالقاهرة لتنفيذ المصالحة بين حركتي فتح وحماس بإشراف مصر.

وعلى الرغم من أن قضية القدس لا تُقتصر بالمال، فهي بحاجة لاستراتيجة عربية وفلسطينية لمواجهة التهويد الذي يطمس هوية المدينة العربية، ويفرغها من أهلها بالزحف الاستيطاني، ناهيك عن هدم منازل المقدسيين وتشريدهم، وحصار المدينة وعزلها عن باقي مدن الضفة الغربية، إلا أن خص القدس بمليار دولار، أمر جيد وذا أهمية بالغة لتعزيز صمود المقدسيين ودعهم، لكن الأهم أن تتحول هذه المبادرة إلى حقيقة وواقع ولا تظل أسيرة أدراج جامعة الدول العربية، كحال معظم المبادرات العربية، التي ظلت حبراً على ورق كشبكة الأمان المالية العربية التي لم تفعل، كما أن نصف مليار دولار آخر كان الزعماء العرب قد وعدوا به القدس، في القمة العربية التي عقدت في مثل هذا اليوم قبل عامين بالضبط، وفي تاريخ 27/3/2013، لم يأت بعد، وظل حبيس الإرادة العربية، وظل مجرد وعد.. لكنه وعد عرقوب.

وكذلك فإن التعبير عن التضامن مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وحتى تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي مخاطر تهدد صحة الأسرى المضربين عن الطعام وحياتهم غير كافي، ولن ينقذ حياة الأسير سامر العيساوي الذي قد يتوقف قلبه في أي لحظة، بعد أن وصلت دقات قلبه إلى 26 دقة في الدقيقة الواحدة. إن المعاناة التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لن تُرفع عنهم بمجرد التنديد والاستنكار والإعراب عن التضامن، فهم بحاجة لأكثر من ذلك من أجل الانتصار لحقوقهم العادلة التي كفلتها المعاهدات والمواثيق الدولية، هم بحاجة لوقفة جادة وحقيقة لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، وبحاجة لمساءلة إسرائيل عن تجاوزاتها اللا أخلاقية واللا إنسانية تجاه الأسرى الفلسطينيين.

وقد ناشد البيان الختامي للقمة القيادات الفلسطينية وكافة الفصائل والقوى الوطنية، على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية، صيانة لمكتسبات الشعب الفلسطيني ولمواصلة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وطالبهم بتنفيذ اتفاق القاهرة الموقع في 4 مايو /أيار 2011، وإعلان الدوحة الصادر في 6 فبراير /شباط 2012".

وعلى الرغم من الترحيب الفلسطيني من قبل قيادي فتح وحماس بالدعوة للمصالحة إلا أن الترحيب وحدة غير كافي، إذ لا بد أن تتوفر الإرادة السياسية الحقيقة لدى الطرفين، من أجل إنهاء الانقسام الذي يوفر الغطاء لإسرائيل كي تمضي في عدوانها وانتهاكاتها واستباحتها للأراضي والمقدسات، لذا فإن المصلحة الوطنية تقتضي الترفع عن أي سجالات ومناكفات وأي مصالح شخصية ومنافع فئوية، من أجل الدفع بتحقيق المصالحة وإعادة اللحمة لشطري الوطن، وملاقاة آمال الشعب الفلسطيني الذي أنهكته السياسات الإسرائيلية، وأرهقه الاستهتار به وبمصالحه، حتى سئم اللقاءات وملها واعتراه الإحباط لفشلها المتتالي.

لذا فمجرد الترحيب من قبل القيادة الفلسطينية، غير كاف إن لم يقترن بالعمل الجاد والدوؤب من أجل الوصول إلى نقاط التلاقي كل مع الطرف المقابل، وأن يبتعدوا عن التشبث بالشكليات، فالشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل مزيداً من خيبات الأمل.

إن الواقع الفلسطيني على الأرض مليء بالمآسي والتحديات الحقيقة التي يضطر الشعب الفلسطيني لمواجهتها يومياً، فمازال أبناؤه يعتقلون ويعذبون في السجون، وما زالت أرضه تحرق وتصادر، حتى بعد ثلاثين عاماً ونيف على ذكرى يوم الأرض، الذي يصادف 30 من الشهر الجاري، فإلى كم ذكرى قادمة سيظل الحال على ما عليه؟

http://www.miftah.org