أجمعت المشاركات في سلسلة من الورشات التدريبية التي نظمتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، مؤخرا، وشاركت فيها نحو 25 مستفيدة من مناطق مختلفة من محافظة القدس، على الإشارة إلى ما اكتسبنه من مهارات ومعلومات كان لها أثر انعكس إيجابيا عليهن، ما عزز ثقتهن بأنفسهن.

ونفذت سلسلة التدريبات تلك، ضمن مشروع "تقوية النساء الريفيات بمشاريع صغيرة مدرة للدخل"، والممول من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، الهادف إلى بناء قدرات النساء المستفيدات من المنح، بالإضافة إلى تمكين العضوات في المجالس المحلية.

توكيد الذات

تقول مريم أبو صالح من مخيم شعفاط، إحدى المشاركات في ورشة التدريب تلك:" من خلال التدريب.. تلقينا جديدا مختلفا عن سابقاته. فالمعلومات التي حصلنا عليها، لم تكن معروفة لدينا خاصة فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي، وتوكيد الذات، والتصالح مع النفس. هذا الأمر جعلني أعيد حساباتي في البيت، وفي علاقتي مع الزوج والأبناء والأقارب. لقد حصلنا على معلومات كثيرة، ستساهم في تغيير مجرى حياتنا".

تتشارك مريم، مع ثلاث نساء أخريات من مخيم شعفاط، في إدارة مشروع للتصنيع الغذائي، وقد شرعن بخطوات عملية لإنتاج وبيع ما ينتجه المشروع من المعجنات ، والمخللات، والزيتون، وأنواع الطبخ الأخرى. وترى مريم، أن انطلاق المشروع بدأ يعزز دورها الاقتصادي، في معاونة زوجها الكفيف على إعالة أفراد أسرتها، وتمكينها معرفيا، وتعزيز ثقتها بنفسها.

تغيير نظرة المجتمع

أما رنا حمدان، من بلدة عناتا شمال شرق القدس، - متزوجة وأم لخمسة أبناء -، فترى أن مشروع المفرزات الذي تتشارك به مع مجموعة من نساء بلدتها، والمدعوم من "مفتاح"، قد غيٌر من نظرتهن للمجتمع، وبتنا أكثر معرفة بأنفسهن وبدورهن." لقد اكتسبنا مهارات رائعة معرفية وعملية، وقد شعرت على المستوى أن هذا التدريب على خلاف غيره من تدريبات كنت شاركت فيها، هو ما كنت أحتاجه، وهو ما يعنيني دون غيره. وبت أجد نفسي في البيت وخارجه على خلاف ما كنت عليه في السابق، وأتمنى على "مفتاح" استكماله بمزيد من الدورات التدريبية في مجال إدارة المشاريع، وفي مجالات التثقيف المساندة".

تعزيز المهارات

بدورها، قالت شادية عدوان، مديرة مكتب رئيس مجلس بلدي العيزرية جنوب شرق القدس، .."أن مشاركتنا في الورشة التدريبية مكنتنا من الاطلاع على معلومات ومهارات كانت تنقصنا، بما في ذلك الاطلاع على تجارب بعضنا بعضا، وهو ما يميزه عن غيره من تدريبات شاركنا فيها في السابق". تضيف:" بعد الانتهاء من التدريب، تشاورت مع عدد من الزميلات للتحضير لدورة تثقيفية مشابهة لما تلقيناه، حتى ننقل تجربتنا إلى أكبر عدد ممكن من النساء".

أما مارلين الربضي، مدربة في المهارات الحياتية، فأشارت إلى أن الهدف من التدريب هو إعطاء المشاركات فيه المهارات الحياتية المطلوبة التي تساعدهن على إدارة مشاريعهن الصغيرة - وجميعهن ربات بيوت،وجزء منهن يدون مشاريع لأول مرة - ، وتمكينهن في مهارات اتخاذ اقرار، والاتصال والتواصل، وأهمية التمكين الاقتصادي لهن، وتوكيد الذات، وكيفية الحد من ظاهرة العنف ضد النساء باستخدام الأدوات المناسبة لذلك".

ووصفت الربضي تفاعل المشاركات في التدريب بأنه كان عاليا ، وأبدين رغبة في التعلم والاستفادة، وهو ما ظهر من التقاشات والمداخلات وعرض التجارب لكل واحدة منهن.

أما حنان سعيد، منسقة المشروع في "مفتاح"، فأشارت إلى أن استهداف النساء المستفيدات من المشروع، عبر تنفيذ سلسلة تدريبات تركزت حول مهارات الاتصال والتواصل والتفاوض، والقيادة الجماعية، بالإضافة إلى توكيد الذات، وهي أحد أهداف المشروع الرئيسية التي تسعى إلى المساهمة في تثقيف وتوعية المشاركات حول المواضيع التدريبية التي من شأنها تطوير قدرات المشاركات بالمهارات بالمهارات والأساليب التي تساعدهن الوصول ليصبحن رياديات، وإكساب العضوات في المجالس المحلية مهارات صنع القرار والتأثير.